مواضيع للحوار

كتب الدكتور جبار خماط حسن عن الحياة والمكان

كتب الدكتور جبار خماط حسن عن الحياة والمكان

586 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن عن الحياة والمكان

#الحياة_والمكان

#الدكتور _جبار _خماط _حسن

#يرتبط المكان واحساس التواجد فيه، بفكره إنتاج خبرة تتصل به، تتعايش معه ثم تتخلص منه، وبعدها يكون الحنين له، نعود اليه صاغرين !

هذا الجدل بين الداخل والخارج في علاقة الإنسان بالمكان، لها مدلول إنتاج الحرية أو القيد، فأنت لا تستطيع المكوث طويلا في مكان واحد، إلا ودفعتك الرغبة باكتشاف أو التجوال خارجه، ولهذا كانت فكرة النوافذ في البيوت، لأنها تسمح لك بالاتصال ومعرفة ما يكون خارج حدود مكانك ! حتى الأديان تعاملت مع المكان تعاملا ثنائيا، فوصفت الدنيا، دار الفناء، والاخرة دار البقاء، لأنها تعلم أن الإنسان في سفر دائم.

مغبون من تساوت وتشابهت ايامه !

 وما فكرة اللوحات داخل البيوت، طبيعة صامتة، او طبيعة حرة، إلا سفر بالوعي مكانك الثابت / الهنا، إلى فضاء اللوحة / الهناك، كل هذا السفر الذهني،إنتاج الخيال التنظيمي الذي يسمح لك بتغيير خارطة الحالة المعاشة نفسيا !

 أيهما أكثر التصاقا بالمكان، الجسد ام الروح ؟

ربما تكون الإجابة غير قطعية اليقين، منهم من يقول الجسد، لأنه محمول فيه، أي محمول من المكان، ومنهم يقول الروح، لأنه نابع من الارتياح، وما الجسد إلا خط التماس بالمكان !

 فالروح راحة وارتياح وانتشار وإيمان، ولهذا حين تتقاطع أو لا ترتاح لمكان ما، تسحبك وتدعوك للخروج حالا، وأصعب ما يمر عليها، حين لا تجد مفرا، ولهذا ليس اعتباطا ابتكار فكرة السجن، لأنها تقييد للروح قبل الجسد؛ ممل وغثيان بسبب التكرار والجريان البطيء للزمن !

 ثم ما معنى تذكرنا الأمكنة الحميمية التي نحبها ؟

قطعا لان فيها من نحب من أعزاء وروائح وصور وفضاءات متنوعة. ولهذا أقول أن المكان هو تشكيل نفسي تفاعلي بين الوعي والمحيط، كلما كان مفتوحا ومتنوعا كلما أصبح ملتصقا بمفهوم السعادة والحنين والشوق إليه، والعكس صحيح، حين نكون في أمكنة مغلقة لا تنوع فيها ولا انتقال. وما الإبداع إلا سفر من الواقع إلى العمل الفني، ومنه إلى وعي المتلقي، وهكذا في دورة اتصالية إنتاجية لا تتوقف ما دام الإنسان متواجدا في الكون !