مواضيع للحوار

كتب الدكتور جبار خماط حسن  عن المخرج السينمائي

كتب الدكتور جبار خماط حسن عن المخرج السينمائي

700 مشاهدة

 كتب الدكتور جبار خماط حسن  عن المخرج السينمائي

 

المخرج السينمائي الإيطالي(( مايكل إنجلو انطونيوني)) احد أعمدة الواقعية في السينما الإيطالية التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية، وهو من مواليد 1912, تدور أفلامه حول تناول طباع الناس الذين عرفهم جيدا وعاش بينهم، وهم من الطبقة الوسطى، وخاصة المثقفين، لأنهم أكثر حساسية وتفاعلا مع الأزمات. يقول انطونيوني: " عن طريق السينما نستطيع أن ننقل للأخرين ما هو حقيقي او غير حقيقي، ما هو جميل او غير جميل ، ننقل كل شيء ، لكن الشي المهم في السينما ان تكون مقنعا على الشاشة "

يصر "أنطونيوني" بعد كل تجربة سينمائية، أنه لا يعرف معنى محددا، أو تعريفا للإخراج السينمائي، وهذا ما يوحي بأن علاقته مع مهنته، مفتوحة دائما على البحث والتجديد والتغيير، وهو ما يتيح له رؤية الحقيقة بطرق مختلفة، أنه دوما يصور شخصياته التي تعاني من مشاعر العزلة، وسط نمط الحياة الجديدة .

واذا كان لكل مخرج أسلوبه الخاص في التعامل مع السيناريو والممثل، فإن "انطونيوني"، يؤمن بأهمية الارتجال أثناء التصوير، لان الارتجال يمكن أن يبني صورا وأفكارا جديدة لم تكن متوقعة من قبل، ومع أن المخرج هو الذي يحرك التفاصيل، ويوجه الممثلين، إلا أن "انطونيوني" يعتقد أن حرية الممثل في تنفيذ دوره لها أهمية خاصة، لان حساسيته، قد تكون مختلفة في المواقف المرسومة على الورق. والمخرج يرتجل معتمدا على عقله، بينما الممثل يعتمد على غريزته في الارتجال. ويعتمد على الصعيد الخيالي وليس النفسي. فالممثل والمخرج يعملان على مستويين مختلفين، وما على المخرج الا ان يقدم الخطوط العامة للشخصية دون الدخول في التفاصيل.

ان اهتمام "انطونيوني" بالموسيقى التصويرية ينصب على المؤثرات الطبيعية، لأنه يرى أن الموسيقى نادرا ما تستطيع أن تؤكد قوة الصورة، فهي غالبا ما تساعد المشاهدين على النوم، أو تحرف الإنتباه إلى مجال مختلف.

عندما يتحدث "انطونيوني"، عن خصوصية الرؤية، فإنه يعني الانتقال من الخاص إلى العام، مع الاهتمام بالتفاصيل، ونسيج المكان وألوانه فهو حينما مكانا ما، تراوده فكرة تحريك أشخاص في هذا المكان، فالرسام الذي يهتم باكتشاف حقيقة ساكنة، أو إيقاع ثابت، يختلف عن السينمائي الذي يبحث عن حقيقة متحركة، يحاول الامساك بها، في إطار ومنها المتغير، ومن هنا فإن بناء الرؤية لحقيقة ما، يظل مشروطا بالمكان والزمان، لدى كل مخرج سينمائي.