أخبار أدبية

كتب الدكتور جبار خماط حسن نصا ولكم الحلقة الثانية أثرم

كتب الدكتور جبار خماط حسن نصا ولكم الحلقة الثانية أثرم

564 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن نصا ولكم الحلقة الثانية أثرم

#مسرحية (( أثرم ))

#الحلقة الثانية

( طرق على الباب، تنتبه العجوز، تخفي الساقين في مجر حديدي، عليه علامات الصدأ، تنهض بصعوبة، يستمر الطرق )

العجوز: ( تفتح الباب ) هذا انت؟

الشاب: هل تسمحين لي بالدخول؟

( يدخل بكرسيه المتحرك)

العجوز : لماذا دخلت ؟

لم اسمح لك .. اخرج وإلا صرخت ( تريد الصراخ ، يضع يده على فمها) ارجوك .. انا فقط جئت، استرجع ما نقص مني؟

العجوز : ماذا تريد ؟

ولماذا أنا بالذات ؟

الشاب: لأنك أمي .. ما زلت أتذكر رائحة المسك، ومسبحتك السوداء، أصابعك تسبح تسبيحة ألزهراء .. سبحان الله، الحمد لله ( تقاطعه)

العجوز : كيف عرفت ؟

الشاب : ( يضحك مستغربا ) كيف لا أعرف ... أنا ولدك .. حمودي.

العجوز : حمودي .. هل تعرفه ؟

هل كنت معه ؟

سولفلي شلون مات حمودي بالحرب، وليش رجع لي بس ساقين ( تفتح المجر الحديدي، تخرج الساقين، يندفع الشاب نحوهما)

العجوز: ( تبعده ) ماذا تريد ؟

 تسرق ساقي ولدي ؟ بقاياه .. كيف تجرؤ.

الشاب : انها ساقي .. اريدهما حتى امشي .. اترك هذه العربة الكريهة!

العجوز : مستحيل .. أنا لا أعرفك .. أحمد دائما يجي بطوله ما بي لوله، وتريد تاخذهم وتخليهم الك .. امشي لا اتصل بالشرطة .. حالا .

الشاب : ( ينهار ) أرجوك .. لم أعد قادرا على التحمل، فقدت كل شي .. خطيبتي وبيتي .. حتى أمي لم تعد تعرفني .. أردت الرجوع لك بعد انتهاء القتال، لكن الجندي العدو في الخندق المقابل، رمانا بقنبلة يدوية، انفجرت بيننا، ولم اعد أتذكر سوى أنني طرت بعيدا من دون ساقين، طرت وأنا أنظر تحتي، الأرض محترقة .. صرخات الجنود من فرط الرعب والألم .. ارجوك يا أمي .. أعيدي لي ساقي ... ارجوك

( صمت )

العجوز : لا تبجي .. بعدك شباب خالة ..

الشاب : لا تناديني هكذا .. قولي بعدك شباب يمه .. أرجوك

العجوز : أعتذر .. ما اكدر.. هاي الكلمة تطلع بس لحمودي، من يجي واحضنه، وأقول له، يمه ليش تأخرت .. حتى قدر الطعام مازال ساخنا .. لأنني أعرفك لا تحب الأكل البارد .. لو البائت..

الشاب يهم بالخروج .. يندفع نحو الباب، برن صوت الموبايل، يتوقف، يلتفت نحوها، العجوز تجيب

العجوز: الوو  .. منوو

الصوت : اني جاركم

العجوز : اي .. شتريد؟

الصوت: على موضوع البيت، وصيتهم اي مبلغ اني جاهز،

( العجوز تغلق الاتصال )

الشاب : من هذا ؟ ولماذا هذا القلق ؟

العجوز : لا شيء

الشاب : كيف .. لا شيء .. انت متوترة

العجوز : ( تصرخ ) عرفوا ماكو حمودي، يوميا جاي واحد، حجية .. بيعي البيت وأخته جاهزين

الشاب : لا تبيعيه .. هذا بيت أبويه .. ماكو مخلوق بالدنيا، يكدر يجبرك على بيع بيتنا .. مفهوم .. أني راح أبقى هنا، وخابريهم .. كولي حمودي رجع وما يقبل ابيع !

 

العجوز: حمودي مات .. الكل يعرف، انت شبيك ؟

ومنو كال أقبل تبقى في بيتي .. يالله اطلع ..

الشاب : ( بانكسار) سأخرج

( طرقات على الباب )

العجوز : من ؟

الصوت : أنا الوزير .. جارك

( ترتبك العجوز ، تتلعثم، يبادر الشاب بالإجابة )

الشاب : من ؟ أي وزير تعني؟ هنا لا وزير أو غفير .. الكل سواسية .

( تفتح حماية الوزير الباب بالقوة)

قطع

نتواصل في الحلقة الثالثة.