كتب الفنان المخرج المسرحي صاحب المنجز العظيم  كاظم نصار ...

عن امهاتنا .. لنقراء ..

#نظير _جواد

  نحن بلا امهات

بالأحرى

الأمهات الامهات توارين

 أمهاتنا متن أو مرضن أوهدتهن الحياة

والعدد الباقي من الأمهات  لم يعد كافيا لينضبط ايقاع الحياة .... لم تعد رائحة شيلتهن سوى ذكرى ... سوى حلم

ماتت أمي وماتت ام نظير ... وماتت ام كرار .. وماتت ام علي الزيدي ..وماتت أم ود ... وماتت ام ضياء ...

ومتن أمهات أصدقاء أعرفهم فطار جريش حياتهم وانهدم ركنهم الروحي والعاطفي

الأمهات الحاليات بحاجة إلى أمهات

الأمهات الحاليات بنات حديثات العهد بعضهن لا يعرفن بالأمومة وأسرارها

لا يعرفن الزرع ولا الحصاد ولا الحكمة

الأمهات الحكيمات الأمهات الطيبات الأمهات اللواتي يقنعن كتيبة عسكرية بمنطقهن وحلاوة لسانهن وإذا عجزن يذرفن الدموع حرى فيستجيب لهن حتى الصخر توارين

الأمهات اللواتي ينتظرن أبنائهن العائدين من الحرب في الكراجات

ولا تستطيع أربع فرق قوات خاصة من إعادتهن إلى البيت

اللواتي أكل أصابعهن السكر وتناثرت حبات الضغط بين نضداتهن التي برائحة المسك

الأمهات اللائي يعملن الوشم بالإبرة والكحل كما أيما موناليزا توارين

توارت من تشق زيجها ومن ترش التراب على رأسها والتي ترمي بنفسها تحت سيارة الجنازة  وتلطم وتصرخ يماه ... يمه

فلك طرني ... صخام صخمني يماه يمه

يمه وليدي راح ....

الأم التي تبيض عيونها حزنا على رحيل ابنها ... الأم التي تموت بعده بأيام

الأم التي تنتظر ابنها وهو يعود بعد منتصف الليل وهو يمد رأسه في الثلاجة فتقفز

هايمة رجعت ... اكوم اسويلك عشا

الأم التي تهز شباك العباس ليحفظ لها اولادها

الأم التي تغار على ابنها من زوجته

الأم التي ترمي فوطتها في الحضرات

التي تبكي مع داخل حسن

يمة يايمة .. مانمت ليلي

الأم التي دارت رحى الحرب في قلبها ووجدانها

تذكر من مشينا وياك درب الطيب

والدنيا رطب عال

ودكينا على البيبان

ولكيناها مقابر والحدرها جنود يا محمد

 الأم التي باعت خشلاتها من أجل إطعام أولادها

ثم باعت سجادة البيت

وباعت القنفات ... المدبرة الصابرة المحتسبة الباكية المنحنية على المحبة فجرا وليلا ونهارا

قنديل البيت ورحمته وبركاته

أيتها الأم

كوني طيفا ..كوني حلما

وافرشي عبائتك المقدسة على وحشية هذا الواقع

وأنت أيتها البنت الأم كوني أما ...

وتعلمي أسرار الأمومة

واتركي نصرت البدر

وأبدئي الحياة