أخبار فنية

كتب الفنان كاظم نصار نوبة من نوبات النوستالجيا

كتب الفنان كاظم نصار نوبة من نوبات النوستالجيا

1183 مشاهدة

كتب الفنان كاظم نصار نوبة من نوبات النوستالجيا

عن #كريم _منصور واغانيه الضاربة في الطين الحري

#الغناء ايضا فن الفقراء ...فن التعبير عن وجعهم ورعبهم وانينهم وعشقهم انه فن فردي اولا .. وﻻيحتاح الطرب الفطري الى امكانيات او اموال اوتقنيات .. يقف المرء قرب نهر ويطلق صوته فياتي موجعا ومموسقا او يجلس في حجرة او يقف على عربة حصان في اﻻعراس الشعبية شرط الموهبة واختيار كلمات لاهبة مجنونة ومختلفة وربما جديدة....ﻻحقا اصبح الطرب مهنة وتطورت تقنياته وصار على المطرب ان يخصص جزءا من عائدات غنائه للرشاقة والتجميل والرياضة وادارة اعماله وتنسيقها مع شركات وحفلات ومهرجانات وانتاج وتسويق وفلك اسود ... حتى اصبح صناعة ونجومية ففقد جزءا من براءته والتصاقه بالناس والفقراء ... مايهمني هنا انني تابعت المطرب كريم منصور منذ ثلاثة عقود واكثر وهو صوت ساحر وكروان قل نظيره بدأت شهرته على العود وبشريط الكاسيت منذ الثمانييات ايام الحرب وخاصة في الاحياء المفجوعة وكان كريم ﻻفتا باختياره ﻻغانيه لاهم واوجع الشعراء ..باﻻحرى هي مزيج من لطم ورثاء نادر قادم من عمق اﻻهوار ومن سحر الجنوب ومن رثاءات سومر اغاني اصبحت انذاك كانها منشور سري ضد السلطة مثل اغنية (محمد ) رثاء لجندي قتل في الحرب :

(تذكر من مشينا وياك درب الطيب ... والدنيا رطب عال .. جتل وتناخت النسوان ها اﻻوﻻد ... وتذكر من بجينا حذاك انا وامي ودورنا على اﻻبواب عالديرة .. لكيناها درب مسدود .. لكيناها مكابر والحدرها جنود يامحمد ...)

واغاني مثل (رضينا بكل سنة نزورج يالكبور ..(ونصن بالبواجي الليل مسموع ..انا ماي وتبدى شنفع الدموع ... شنهو الفايدة والراح شو راح ..تغطن ﻻتجني الزيج مدروع )

وتغطيت وبعدني الليلة بردان

جرب كريم منصور الشهرة اﻻوسع وجرب ان يخرج من نمط اغانيه القريبة من الفقراء والحان ونصوص تغوص عميقا في الرثاء والحزن لكنه اختار ان يبقى لصيقا بهم وباصابعهم ودموعهم وشهقاتهم وظل منسقا وامينا لسر احزانهم وحافظ على قدره ولونه الذي يبكي الصخر كما يقال ...ﻻ استغرب اذا رايت طيرا يبكي او حمامة ...عزاء كريم انه كان ومازال مثار اهتمام الناس والفقراء وابناء المناطق المسحوقة وظل في مدينته الغافية على ضفاف اﻻهوار وهي تغفو على وجع اغانيه ....انه شجن مختلف وغريب يمتد عميقا مع شجن داخل حسن وحضيري وناصر حكيم والحان كوكب حمزة وطالب القرغولي وكذا اغاني رياض احمد ..شجن عراقي نادر وفريد وساحر وعملية نقله الى العالم مهمة مستحيلة ربما تحتاج الى جينات وبيئات منقولة من الطين الحري العراقي ....محلية كريم منصور قدر تراجيدي لكنه قدر عظيم وموجع ومؤثر

لكنها تنتقل الى بيئات عربية وعالمية اخرى كلما احس الاخر المختلف وسمع هذا الرنين المموسق الموجع من لحن الطبيعة الجنوبية الاخاذ