مواضيع للحوار

كتبت الأديبة الروائية نور قزاز هل سألنا أنفسنا من برمجنا في الصغر

كتبت الأديبة الروائية نور قزاز هل سألنا أنفسنا من برمجنا في الصغر

495 مشاهدة

كتبت الأديبة الروائية نور قزاز هل سألنا أنفسنا من برمجنا في الصغر ...

ماذا لو؟

بقلم  #نور _قزاز _سوريا

ماذا لو؟ هل سألنا أنفسنا من برمجنا في الصغر!  

المصدر: موقع كنوز عربية

https://kenoozarabia.com/2020/08/31/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%88%d8%9f-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d8%a3%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%85%d8%ac%d9%86%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/?fbclid=IwAR1XBgt_X8IYZQh4DIlQ885U3sxVtxEoBYRYMd7U_H2-OdrHw9HMQTAmiaY

خادمتنا فاتن التي كنت احبها كثيرا، اليوم مريضة، لا أعرف هل لازلت أشعر بمشاعر الابن المحب تجاهها لأنه كان لها دوراً كبيراً في تربيتي روحياً في الوقت الذي كانت فيه أمي مشغولة بحياتها،،اليوم هل أزعل منها لما بثته بداخلي من سلبية غير مقصودة سرقت سلامي لأن ذلك وعيها،،،

( كانت دائما تقول لي أنت قليل الحظ مثلي )

إن سقطت على الأرض قالتها لي.

و إن نقصتني علامة واحدة عن المجموع التام قالتها

معلومة تهمك

أو هطل المطر في يوم عطلتي ولم أستطيع الذهاب إلى الرحلة التي جهزت أغراضي لها والتغت الرحلة قالتها وضمتني بحب

كانت عندما أضحك كثيراً أرى جدية في قسماتها و توشوشني لا تكن صبيا خفيفاً الرجال لا يضحكون

وإن بكيت أيضا كانت تقول تؤ تؤ الرجال لا يبكون

ومرة بعد مرة أخذت رسائلها السلبية تشعل بداخلي السخط على الحياة بأني إنسان قليل الحظ و همومي أكبر هموم

حتى أني لم أعش مراهقتي مع الجنس اللطيف لشعوري أنهن سيتركنني لأني قليل الحظ

وكبرت وظل نمط تفكيرها السلبي يخيم علي رغم كل ما وصلت إليه من نجاحات إلا أني لم أكن سعيداُ

وفي كل مرة أشعر بأني قليل الحظ، أبحث عن ثغرة لتؤكد لي أني قليل الحظ

إلى أن دخلت أشعة منى إلى قلبي، تلك الانثى الاستثنائية صديقتي في العمل التي أشعلت بداخلي شعلة مضيئة بجملة واحدة قالتها بحب،، أنت تستحق السعادة لماذا بقيت سجين جملة امرأة منكسرة و لم تتحرر من عبودية تلك الجملة رغم كل انتصاراتك؟ لماذا أراك دائما تستخدم جملة حظي القليل،،، أنا قليل الحظ وكلما سألتك من قال لك ذلك قلت لي ( الخالة فاتن) هي أول من أخبرتني بذلك، أنا هنا خادمة في هذه الشركة ولكن مشاعري مشاعر ملكة ،،،،

أنت ياصديقي منوم بهذه الكلمة،،،، تشعر بأنك مضطهد في هذا العالم بسببها، دون أن تعلم ،، وحتى لو رحلت مربيتك سيبقى أثرها على روحك

نحن نتأثر بكلام من نحبهم،، فلننتبه مدى تأثرنا بما يبثه من هم حولنا فينا

أنا أحب شخصيتك وأراك تستحق السعادة وأتمناك أن تشعر بحجم الامتنان بحياتك ،، قم بتغيير فكرتك عن نفسك و سامح ما بثته الخالة فاتن من رسائل سلبية بقلبك، سامحها لأنها غير واعية

ثق بنفسك إننا نحن من نصنع الحظ ، و نستمتع بإنجازاتنا لأننا نستحق،، أما ما ينقصنا ربما هناك من سعى أكثر منا واستحقه بمجال ما وتفوقنا عليه بمجال آخر وربما لا

لاضير في أن نخرج من هوس الكمال

،،،، مهما فعلت لن يرضا عنك الجميع ما يهم هو رضاك الداخلي ،، الأهم أنت أن تكون سعيدا بما لديك وأنت تسعى للتجدد . اشعر بالخير.

وبعد كلماتها استعدت في ذاكرتي بعض المواقف وتخيلت رؤية اخرى فتحت ابوابا كثيرة بداخلي

ماذا لو!

عندما سقطت على الارض قالت لي الخالة،، السقطة تقويك تعلمك أن الحياة فيها سقطات لكننا نثبت لها أننا قادرين على الوقوف من جديد

وعندما نقصتني علامة واحدة عن المجموع التام،، كان يجب أن تقول لي أن تلك التسعة والتسعين علامة يشبهن النعم في حياتي من نعمة النظر الى نعمة السمع الى نعمة الماء الى نعمة الطبيعة الى نعم كثيرة فانظر كم أنت منعم عليك

وعندما هطل المطر في يوم عطلتي ولم أستطع الذهاب إلى الرحلة التي جهزت أغراضي لها والتغت الرحلة ماذا لو قالت لي حسناً ما المشكلة أن نغير وجهة الرحلة و تتصل بأصدقاءك وتعزمهم عندك و تكون رحلة إلى منزلك و تصنعون الحلوة بأنفسكم

وعندما أضحك كثيراً بدل تلك الجدية في قسماتها ماذا لو شاركتني الضحك؟؟؟

عندما بكيت ماذا لو قالت لي أن الدموع مشاعر تخرج على هيئة دموع سواء بالحزن أو الفرح بدل من أن تبقى حبيسة في الداخل و تثقل أرواحنا ،، الدموع نعمة ابك ولو كنت في الكهولة ولا تكن سجانا

حياتنا اليوم برمجة افكار من الماضي،،، اذا أردنا التغيير ،، علينا فك البرمجة القديمة والحصول على نسخة أجمل وأفضل من أنفسنا،، اليوم أنا ممتن حتى أني ممتن للخالة فاتن لأنها أخذت بي لأقصى مشاعر الاحباط حتى فهمت كلام منى و بدأت أعي سر الحياة ،،،، قصة