قصة قصيرة

كتبت الأديبة الموهبة الشابة آية طريف حكاية اليوم

كتبت الأديبة الموهبة الشابة آية طريف حكاية اليوم

673 مشاهدة

كتبت الأديبة الموهبة الشابة آية طريف حكاية اليوم

بعنوان: خشبة الخيبة

 

و كلما طلع تزاورت عن حبي ذات النكران، و إذا غرب أعود العاشقة التي عرفتها كل أقلام الحبر الجاف التي استشهدت في سبيل إنصافه فلم تقدر.

سألته يوما عن الحب، فأجاب: (هي)، تخيلت يومها أن أكون (هي)، ألفت سيناريوهات المشاهد الخيالية معه، بدأت بمرحلة الاعتراف و حتى زفتي إليه بالأبيض، كالمراهقات الساذجات رأيته في مشهد ما يسعى على البراق ليأخذني جولة في عالم الحب، في مشهد آخر قبلني، و في آخر رقصنا "السلو" على نغمة اعتيادية، و.....، وكثير من الرؤى /القاتلة الصامتة/.

و على حين سؤال، ألغت كل المشاهد و سمي العمل ب:/مهزلة/، و أسدلت الستارة على البطلة المجروحة (علي أنا)، امتلأ المسرح دمعا حتى تثخنت خشبته، كان السؤال: من هي؟، فأتى الجواب بوصف امرأة لا تشبهني، ليبدأ النزيف، و على وضعي العاطفي، قيم المخرج أن مسرحيتي فاشلة، و أن دور البطولة لا يعطى لمريضة، تنزف و هي تؤدي المشهد، فينزف الحضور كل قصته على مقعده المخملي، و ينسل من بين الصفوف خوفا من أن يرى فعلته أحد، لأنهم جميعهم مثلي، ذات يوم كان لهم عاشق لا يستحق العشق، و حبيب لا يدري بمشاعرهم، و أناس أكنوا لهم ما في قلوبهم فصدوهم أو تجاهلوهم؛ لم يصفق أحد لمشهدي، لم يجبر أحدهم كسري، فجميع من حضر، ما إن أحس بطعم الألم يتلظى على لسانه، فر بجلده، أما عن الكراسي كانت غارقة بالقصص، خرساء لا تجيد المدح، بيدين ثابتتين لا يتلامسان على أية مناسبة.

في فضاء الغرفة تسبح موسيقى حزينة بلا ضبط، ترتطم بالجدران فتصدعها، و ضوء واحد يتشتت في المكان لتأثره هو الآخر؛ في الأفق البعيد..، صفق البراق بجناحيه، و راح يعانق السقف المرتفع، أطلق صهيلا مواسيا إياي، مبرهنا لي على أنه تعاطف مع حالتي، و أنا كنت ماكثة هناك وسط مسرح الخيال، تحت الأضواء المشتتة، أنزف حبا من زيف، و أزيل آثار كلماته التي ارتمت على قلبي بمضض، و أنفض آلامي على مهل.

زر من الكواليس..

فتح كوة في الخشبة، حيث كنت أتموضع لأسقط إلى واقعي، و أدفن فيه، بعيدا عن الاعتراف و عن الفستان الأبيض.