مواضيع للحوار

كتبت الأديبة الناقدة عباسية مدوني قراءة في لوحتين

كتبت الأديبة الناقدة عباسية مدوني قراءة في لوحتين

720 مشاهدة

كتبت الأديبة الناقدة عباسية مدوني قراءة في لوحتين

#للفنانة التشكيلية ريما الزعبي

#اللوحة _الأولى_ وجــوه _وشظايا  

#لا نريد أن نتشوّه، ولا نريد للحقائق أن تشوهنا، السموّ كل السموّ لانعتاق الحرية والفكر المتحرر، لا تحجيم لآمالنا ولا استصغار لآفاقنا، أي نعم شظف العيش عاهة، والرقص على جثث أحلامنا عار، لكن الحياة على مقاسنا وستكون كذلك ...

كل الأعين معلّقة ناظريها نحو أفق، وفي الأفق طموح أو خيبة، وفي غمضة العيون إما حلم برئ أو كابوس مخيف، وفي وجوه أخرى نجدها ضالّة لا مكان لها ولا محل لها من هذا الاتساع، الجميع يسعى للذود عن مكانته وأفقه، يريد أن يمضي لكن ثمة تشوّه ما، تعثّر من نوع ما، الوجوه مبتورة الملامح كما الوجود مبتور الأفق والرهان، ليبقى صراع الأمكنة في ظل الزحام فقط لتغدو الملامح واضحة، وكأنها تقاوم ففي المقاومة محاولة، وفيها صمود وفيها ابتسامة جريحة إلى حين ...

 في زحام تلكم الملامح صرخة الألوان، دقّة متناهية تشي بقيامة بين جوانح الروح التي تتراكم بها وداخلها أعتى المعارك، لتنهض روح الإبداع وتراقص كل أفق، وهي تحاكي بتلكم الوجوه أنين الفقراء، وصمت المقهورين، وتمسح دموع الثكالى، وحتّى غباء من ولجوا الحياة بملعقة من ذهب، فكلّنا أي نعم ضحايا لكن لن نرضى بغير المقاومة والمواجهة للاستمرار ...

انتصارك للألوان مغر جدا، وكأنّك تربطين صلة روحانية معها، لتخرج كل لوحة موسومة بنبض ثائر، لنتبع دوما درب السؤال والتساؤل والبحث عن تفسير مقنع لصوت يسكننا في ذروة تماهينا لنمطر ...

 #اللوحة _الثانية _رقصة _وصراع ...

    #حينما يشعّ نبض التحليق والرقص الحر، يتّسع هذا الكون للجمال، وحين نهزّ خلخالا بالكعب تكون ولادة متجدّدة لبرعم آخر، بتلكم الرقصة ارتباك نبض وإيقاع مشحون بالولع، لنظلّنا محافظين على ريتم الحلم بين معارك لا تخمد نيرانها، معارك العقل والقلب، والشهب المتناثرة باللوحة وكأنها تطهير للذات وهي ترتشف من عمق اللون وتنسج من المتخيّل صورة لرحلة الوجود الأخرق ...

  في حياتنا رقص من نوع آخر، إيقاع متجدّد كل حين ونوتة بوزن مختلف تماما عمّا اعتدناه، نحاول أن نختبئ لكن تلكم اللعبة ( الغميضة ) لا قانون حاضن   لها، حتى برقصنا نكابر، وحتى به قد يطالنا القمع، لكن ونحن ننتفض لزاما علينا أن نتبع درب القلب وعطر الورد لنحيا ونحيا، كي لا يشيخ القلب ولا يملّ الوجود منّا، ففي الرقص عبور ...

عبورك ههنا، بين هذا الزخم من الأجساد والألوان عبور مبارك وإن كان مجهدا وشاقا، أراه بوحا وتضاريس ابتسامة مبتلّة بالحبّ، بالتيه وبالتأمّل، فكل هذا التلاطم في اللون والحكاية والتجاذب يذكّرني برقصة ( الجذب) وهي رقصة تطهيرية، علاجية ...  لنسمو ، ونهتدي إلى الجمال والعقل والأنا الباطن لنجابه قبح هذا العالم وقبح العقليات الرجعية، فنحن نمضي وكلنا خصوبة، نمضي ونحن نرتّل أغنيات الحب لنرقص على إيقاعها بكل جموح ودلال ... لنتبع الضوء ...