أخبار الهيئة العربية للمسرح

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في ختام النسخة 10 مهرجان المسرح العربي

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في ختام النسخة 10 مهرجان المسرح العربي

944 مشاهدة

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في ختام النسخة 10 مهرجان المسرح العربي

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

أ.اسماعيل عبد الله

في ختام مهرجان المسرح العربي

الدورة العاشرة

10 – 16 جانفي/ يناير/ كانون الثاني 2018

تونس

 

 

معالي وزير الشؤون الثقافية د. محمد زين العابدين.

أصحاب المعالي السعادة..

أصحاب المقام من فنانات وفناني المسرح الذين حضروا هنا والذين يتابعون الحدث أينما كانوا

أصحاب المقام الرفيع، جمهورَ المسرح في تونس وفي كل أنحاء المعمورة الذين يتابعوننا من خلال البث المباشر.

أحييكم بتحية المسرح، تحية الحياة، تحية الأمل و العمل.

نتوضاً من ماء قربص، و نيمم شطر قرطاج، نتلو من على مسرحها ديثرامب الحياة، و نحيي قومة المسرح على عتبات الأميرة عليسة التي نجت بالحضارة إلى حضن قرطاج.

طهرانية هذي المساءات التي امتدت من العاشر و حتى السادس عشر من جانفي، يناير، كانون الثاني، نورانية هذه القناديل التي عمرت الفضاءات و شريانات الشوارع فيما بينها بالسعي الحميد، كيف لا و قد جاء المسرحيون إلى تونس، ليعلنوا أن شعار مسرحهم هو (أكون).. و يتركوا لهاملت و كل أبطال التراجيديات الخالدة بقية السؤال و المسألة.

 

أما بعد، وأما قبل، و أما بين هذا و ذاك، ما بين لحظة البدء و لحظة النهاية، سفر سطرتموه بالمحبة و الإصرار، و هنا اسمحوا لي أن أقف بكل الاحترام، و أوجه الشكر الذي لا كلمات يمكن أن تحمل معناه و عمقه، إلى وزارة الشؤون الثقافية في جمهورية العزةِ تونس، ممثلة بوزيرها الفنان الدكتور محمد زين العابدين، و فريقه المكلف بهذا المهرجان، فرداً فرداً، من المنسق العام إلى المدير الفني إلى الهيئة العليا للمهرجان و اللجان الفنية العاملة أبطال الخفاء من تقنيي المسارح و الفضاءات و  لجان الاستقبال و التنقل على نقاط الحدود برها و جوها، إلى رسل الكلمة و الصورة في المجالين الفكري و الإعلامي، كل هؤلاء عملوا كما لو كانوا يعزفون سيمفونية واحدة خالدة، عناونها، المسرح و تونس صنوان لا ينفصلان.

 

و اسمحوا لي أيضاً أن أوجه التحية لوسائل الصحافة المرئية و المقروءة و المسموعة التونسية التي جعلت هذا الحدث العربي، حدثاً وطنياً بامتياز، وشحته بأجمل وشاح هو وحدة الجسد العربي، و روح جانفي الحرية.

كما أحيي في هذه الوقفة أعضاء لجنة التحكيم الموقرة التي تكرمت بقبول مهمة التحكيم في هذه الدورة الفارقة و صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح الفنان الكبير فرحان بلبل.

و اسمحوا لي أن انقل لكم باسم الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الأمارات العربية، حاكم الشارقة، خالص التهنئة لكم جميعاً، بالنجاح الباهر لهذه الدورة الكبيرة كبر نفوسكم، العالية علو هاماتكم.

 

أيها الجمع الكريم، أنظر من مكاني هذا فأرى الأرض العربية تحضر بكامل بهائها و شموخها، بكامل آمالها و آلامها، و أرى في ملامح مدنها من المحيط إلى الخليج ملامح تاريخنا و حاضرنا و مستقبلنا، و يلتمع وسط هذه الملامح وجه تلك المدينة التي ما فتئت المهج تحج إليها، أرى في عيونكم عيونها، ترنوا إلى غد حر، و امة كريمة، و باسمكم جميعاً أقول لها: لم و لن تغيبي عنا يا أم البدايات و أم النهايات، فعيوننا إليك ترحل كل يوم، و على اسمك نصلي، يا قدس العالم، يا صرة الكون و سره، يا أقرب نقطة بين الأرض و السماء، يا ست العواصم.

لأجلك يا مدينة الصلاة، أعلن دعوتي هذه لكل المسرحيين العرب في كل أصقاع العالم، أن يشرعوا و من هذه اللحظة، بربط توقيت كل فعالياتهم من ندوات و ورشات و عروض بتوقيت القدس، فالساعة الآن هي (….) بتوقيت تونس، (….) بتوقيت القدس، لتكن القدس وقتنا و ميعادنا، و لتبق حاضرة في النهج الذي يجمعنا بجمهورنا.

 

ومن هنا، من تونس الخضراء، تونس الحياة، أحيي باسم الهيئة العربية للمسرح مبادرة المسرحيين المشاركين في هذه الدورة، بدعوة الهيئة العربية للمسرح لعقد ملتقى دولي حول فلسطين و القدس في المسرح، و هو الأمر الذي يشرفنا أن نعمل عليه معاً، ولن نكف عن حلم لقاء المسرحيين العرب على أرضها محررة كريمة.

أيها المسرحيون يا خلاصة العصر و الأوان، كنتم فسيفساء المشهد العربي الجديد والمتجدد، تتحلقون حول ناره، وتحلقون بجناحي العلم والثقافة نحو علاه، تعلنون ولادة جديدة لمهرجان المسرح العربي، وتتوجون عشريته ببهائكم، و لنسطر صفحة جديدة في الدورة القادمة بتوقيع قاهرة المعز في أم الدنيا مصر العرب.

 

هي لحظة الختام، و لكن سأردد صوتنا الذي صدح في 2012:

لا تذهبوا عن المسرح بعيداً، لا تتركوه لبرد الوحشة، لا تتركوه للوحدة، لا تتركوه معتم الجنبات، لا تذهبوا وتتركوه و لو ساعة، فكيف للمرء أن يعيش دون خفقان قلبه؟ دون نبض روحه وعقله؟

لا تتركوا المسرح مستودعَ أسرار الحياة، حتى لا يصبح مستودعاَ لأشياء تثقله وتثقلنا. فها هو السيد النبيل المسرح فاتحاَ ذراعيه لكم دوماً ، فامرحوا في أحضانه وشاغبوه وشاكسوه ولاعبوه.. لا تذهبوا بعيداً وتتركوه.

لا تذهبوا عن المسرح بعيدا،ً ليبقى القريب من الناس وتصيرون سادة الرؤى لدى الجموع.

تمسكوا بتلابيبه، ارتدوا جبته، اقرأوا أوراده، و لا تغادروا وِرده، توحدوا في المشهد الكوني، فلا شيء يوحد الكون كما الفنون والمسرح سيدها.

 

لا تذهبوا بعيداً، لا تتركوه، فنحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة.