أخبار فنية

لابدّ من المصداقية والثقة في الحقل الفني ....

لابدّ من المصداقية والثقة في الحقل الفني ....

2841 مشاهدة

فلّة عبابسة أوفلّة الجزائرية  تصرح

*الجزائر عروس جميلة وأرض طيبة

*أعمال واعدة مطلع سنة 2011

لابدّ من المصداقية والثقة في الحقل الفني ....

 

      عندما يضحى الفن عملة صعبة في سوق المزاد العلني وفي ظل القرصنة المتوارثة ، وعندما يصبح بين أيدي مرتزقة سلاحا ذو حدّين في زمن العنكوبتية التي لا تعترف بمزايا الآخر وتلغي كل طموحاته وآفاقه ، حينها يبقى الشفيع الوحيد في ذلك والملاذ الآمن هو العمل الجديّ والمضيّ قدما عل أساس متين من الصحّة والمصداقية والثقة المتبادلة بين الأطراف المسيّرة لذلكم العمل في أيّ مجال كان سواء فنيّا ، ثقافيا أو علميا أو غير ذلكم من النشاطات المتعارف عليها في سلم الأعمال، ليكون الحقل الفني أحد أصعب وأشرس الحقول الواجب اتّخاذ التدابير تّجاهها.

على هذا الأساس كانت لنا فرصة لقاء حصري مع السيدة الفنانة " فلة عبابسة " التي أصرّت على اسم

" فلة الجزائرية " بالجزائر العاصمة  ، هي سلطانة الطرب والعاشقة للفن استقبلتنا بصدر رحب وابتسامة معهودة ملأى بالأمل الممزوج  بالألم ، تسمية " فلّة الجزائرية " كان حرصا منها على قيمة هذا الوطن وغناه ومدى فخرها بانتمائها إلى بلد الأكثر من مليون ونصف المليون شهيد .

بقناعتها التي عوّدتنا عليها وتلألأ مقلتيها بالفرح المتضارب مع حزن دفين صرّحت عن مدى اعتزازها وهي وسط عائلتها بالجزائر العاصمة ، مؤكّدة على أن الفنان مهما كان يطمح للأفضل لابدّ من انتمائه إلى العائلة الحضن الأكبر ، مركّزة على أماني الخير والاستقرار لهذا البلد ، وبدموع مليئة بنفحات الأمل الواعد أكّدت على أن يكون الفنان في عالمه السحري محاطا بأناس أهل للثقة والوفاء ، مركّزة على أن مطلع سنة 2011 التي هي على الأبواب ستكون فيه الأولوية لفلّة الجزائرية لا غير ، مؤكّدة على أنّها مطربة لايف وكلّ شهرين يصدر لها ألبوم ، وغيرتها على الوطن وحرصها على الأفضل له كان بمثابة إزعاج حادّ لأطراف أخرى بالمهجر حيث سعت  لرفع راية الفن عل الرّغم من احتكار شركات الإنتاج وترويجها للبضائع المصنّعة ، فهي لم ولن ترضى أن تكون كبش الفداء أو الضحية في عالم فنيّ تحكمه القرصنة .

فلإعلاء راية الفن الجزائري في المشرق العربي وعبر العالم يتطلب الكثير من التضحيات لكن ليس على حساب المبادئ والمقاييس المتداولة ، لتؤكّد سلطانة الطرب أن من فينا الصّق غباء فليكن ، الأهمّ في ذلك أنّ كرسيّ الحق قائم بذاته لن يتزعزع وسيظل كذلك .

عن آفاقها الواعدة ببصيص الأمل تطمح لمشاركة واسعة في مهرجانات عبر البعثة الجزائرية لتكون صوتا فنيا يحمل معه طموحات شعب يعشق الفن كما يعشق الحياة ، فهذا الشعب شعب فريد من نوعه وذوّاق لكل ماهو رنّان وجميل يبعث على الأمل والمضيّ قدما.

وفيما يخصّ المهرجانات العربية ذات الطابع الدولي الموزعة هنا وهناك ، أكّدت على ضرورة تقسيمها وفق معايير وأسس محدّدة ومدروسة من شأنها الترسيخ لعالم فني قائم بذاته ، للمّ شمل الحلم العربي بسياسة معتمدة ومدروسة سلفا على أن يمثل كل فنان عربيّ وطنه أحسن تمثيل ليكون سفيرا لذلكم الفنّ وأهلا لتوصيل الرسالة على أكمل وجه ، باعتباره اللسان الناطق للحرية والسلام في زمن تشابكت فيه كل القضايا وتضاربت فيه المصالح ، فمهرجان قرطاج بتونس مثلا مهرجان ذا صدى عالمي واسع لمّ تحت رايته على طول طبعاته العديد من الأسماء الفنية العربية لمدّ جسور التواصل والعطاء على المدى البعيد.

وعن العشر سنوات التي قضّتها " فلّة الجزائرية"  بالمشرق العربي فقد أتيحت لها فرصة التواصل مع العديد من الوجه الفنية وكمطربة وفنانة جزائرية فرضت نفسها فنيا بأتمّ معنى الكلمة وسبّبت الكثير من الإزعاج بفعل مصداقيتها ونبل رسالتها وروّجت للفنّ الجزائري ، وعلى مدار تلكم السنوات حبلت بعشر مواليد في شكل ألبومات فنية أهمّها " تشكّرات" ، "طربيات 2" ، " بستان الفلّ" ، " أهل المغنى" ،

" كان زمان"، " يامسافر للجفاء" ، و " أوبرات القدس " مع عملاق الفن " وديع الصّافي" ...

وفتحت قوسا هنا لتشيد بدور المفكّرين ، الإعلاميين وغيرهم ممّن ساندوها  بالمشرق وآمنوا بموهبتها وجوهر صوتها ، وأصرّوا على دعمها هي صاحبة الحضور القوي والطلّة المعهودة في العديد من المناسبات ، ناهيك عن الثنائيات التي جمعتها بالعديد من الفنانين وكانت بمثابة النقلة النوعية في مسيرتها الفنية .

وعمّا تسعى وتطمح إليه بعد تجربة العشر سنوات بالمشرق ، ووجودها الآن بأرض الوطن ، ألحّت على أن الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد عروس جميلة ، سيدة عذراء عفيفة ، تستحق الالتفات كما تستحق الرعاية ، ووطن كهذا ظل صامدا رغم كل المحن له كل الأولوية من لدنّ أبنائه ، لذا وجب التفاؤل خيرا لمواصلة قافلة العطاء بشتّى أوجهه.

وقلّة الإمكانيات المطروحة وغياب الفعل الإبداعي مقارنة بما عاشته بالمشرق الذي يتوفر عل كل الوسائل والدّعم ، يجعلها تتمسّك أكثر ببلد أجدادها للمضي قدما وطرح تجاربها ليكون وطنها أولى وأحقّ بها ، مع الطّموح إلى رصّ أسس مهرجان عربي بمقاييس دولية ، لأن الجزائر بلد الخير والعطاء ، بلد الحضن الدافئ والحضور القوي لابد من التعاضد جميعا لبناء جديد ...

مع مطلع السنة الجديدة 2011، سيجمعها ثنائي مع الشاب الفنان الواعد ذا الآفاق المستقبلية

 " كادار الجابوني" من كلمات ولحن " فلّة الجزائرية" الثنائي يوقع أغنية تحمل عنوان " أنت حبي الأوّل ....، أنت حبي الثاني " بلهجة خليجية ورايوية ، هذا الثنائي الذي ترى من خلاله تجربة رائدة مع شاب في أوجّ عطائه الفني يستحق كلّ التنويه  والتشجيع باعتباره صوتا فنيا مستقبليا .

بالإضافة إلى ثنائي سيجمعها مع " نعيمة الجزائرية " من كلمات " سلمى عنقر" ، مع ثنائي مع

"نعيمة عبابسة  " بعنوان " الشهيدة والجزائر" في حوار جديّ مع وطن أبى الخضوع ، وشهيد ضحّى بالنّفس والنفيس لينعم شباب الألفية الثالثة بالحرية المطلقة .

وفي غضون الأيام القلائل المقبلة ستحط الرّحال بأرض تونس ضيفة شرف لتغنّي إلى جانب الفنان القدير " لطفي بوجناق" مع مشاريع فنية في المستقبل القريب جدّا ، وسنة 2011 رأتها بعيون دامعة تتلألأ لأمل واعد ، كلّها صحة وعافية ، استقرار وأمان على أن يتمّ  التوصّل لتحقيق حلم عربي نقي في أرض طيّبة لا نزاع فيها ولا صراع ،يبقى شعاره الأبدي معا نحو آفاق واعدة وحلم هادف .

لتختم سلطانة الطّرب السيدة " فلة الجزائرية " لقائها معنا بابتسامة ممزوجة بألم دفين مع بصيص أمل واعد كالذي يقتات منه كل جزائري، لذا يبقى الفن رسالة إنسانية سامية لابدّ من التأصيل لها لرسم معالم مسار فني ذا أفق ومعيار مدروس.

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس – الجزائر

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية