حوار مع مبدع

لبنى فسيكي  الدعم المسرحي لا يفي بمتطلبات إنتاج عمل في المستوى المطلوب

لبنى فسيكي الدعم المسرحي لا يفي بمتطلبات إنتاج عمل في المستوى المطلوب

1028 مشاهدة

لبنى فسيكي  الدعم المسرحي لا يفي بمتطلبات إنتاج عمل في المستوى المطلوب

 

FAWANESALMASRAH 

 

في الذكرى الثانية لرحيل الممثلة والفنانة المسرحية المغربية "لبنى فسيكي " والذي تصادف 3 نونبر 2017

مجلة الفوانيس المسرحية تعيد نشر الحوار الذي اجراه معها الكاتب والصحفي اليمني "حميد عقبي" ونشره في (2 من فبراير 2015)

 

الفوانيس المسرحية

 – " اذا أردت معرفة المستوى الحضاري لأي بلد عليك زيارة مسارحها و رصد مدى الاهتمام و تشجيع المسرح بها"  كونه سيد الفنون و اصعبها.

في دول العالم المتقدم، خصوصا اوروبا للمسرح ميزات و دعم و جمهور. أما في وطننا العربي نجده منهكا و مهملا، ويشكو الكثير من المبدعين في المجال المسرحي من مشاكل كثيرة.

نتوقف في المغرب العربي البلد الذي يزخر بتنوع النشاط الثقافي الفني. 

عشرات المهرجانات الفنية و السينمائية بعضها يتم الصرف عليها بسخاء مفرط مثلا مهرجان مراكش السينمائي الدولي.

ثمة انتقادات تم توجيهها للدورة الأخيرة.. منها تواضع الحضور و التكريم للفنانين المغاربة مقابل حفاوة مبالغ فيها لبعض الضيوف.

نلتقي الممثلة والفنانة المسرحية "لبنى فسيكي" والتي تتحدث بحرقة بسبب تهميش مجموعة من  كبار الفنانين المغاربة وعزلهم عن المشاركة في المهرجانات السينمائية المغربية، فسيكي وجه فني مخلص حد الثمالة للمسرح، نستعرض معها قضايا عديدة  نبحر من خلالها لنستكشف وضع الفنان و الممثل المغربي و ما يعانيه من ظروف قاسية كما نغوص في عمق المشهد الفني و المسرحي المغربي، قضايا مهمة تكشفها لنا الفنانة "فسيكي" لنرحب بها في هذا الحوار الشيق و المهم.

"لبنى فسيكي" ممثلة تميل إلى المسرح أكثر.. ما واقع المسرح المغربي اليوم؟ هل العمل موسمي ؟ هل تشهد الحركة المسرحية تطورا؟

 

لازال المسرح المغربي يشهد تدهورا ملحوظا على المستوى التنظيمي، وحالة استنفار حادة من طرف المؤسسات الثقافية والفنية. فرغم التقدم الذي حققته بعض الفرق على مستوى الإبداع، الا ان ندرة المركبات الثقافية في مختلف المدن بل وغيابها في البعض الاخر يشكل عائقا أمام احتضان هذه الأنشطة وتشجيعها، ورغم مجهودات الدولة في خلق مجموعة من المهرجانات المسرحية ودعمها فهذا الدعم هزيل مقارنة مع دعم المهرجانات الغنائية والسينمائية،ولا يرقى لتطوير المسرح الوطني..

مما يجعل العمل موسمي، وهنا تبقى مجهودات الدولة غير كافية في تقنين وتنظيم هذا القطاع، فالدعم المسرحي الذي تستفيد منه بعض الفرق لا يفي بتلبية المتطلبات المادية لإنتاج عمل في المستوى المطلوب، ناهيك عن افتقار اغلب المسارح الى ظروف العرض الجيد من تجهيزات وآليات تقنية والتي تشكل بدورها عرقلة للفرق اثناء العرض، خصوصا في المدن الصغرى.

وهنا أستعين بمثال لإحدى المدن الفلاحية بمدينة "اسبانيا" والتي قمت فيها بجولة مسرحية الى جانب فرقة مسرح "تانسيفت"، لنكتشف قاعتين للعرض بمدينتي "الميريا" و"أليخيدو" الصغيرتين والفلاحيتين في منتهى الروعة مجهزتين بأحدث الآليات والتقنيات التي تزرع فيك روح العطاء منذ أول خطوة تخطوها على باب المسرح اضافة الى كثافة الجمهور وحضوره القوي سواء من المغاربة او الإسبان رغم عدم فهمهم للغة وهذا ما يترجم طغيان الثقافة المسرحية على فكرهم. فكنت أتمنى ان اجد هذا الدعم المادي والمعنوي داخل بلادي في احتضانها لإبداعاتنا بشروط عالية الجودة وارتقاء الجمهور المغربي لارتياد المسرح وشراء تذكرة لا انتظار دعوة مجانية

يشهد المغرب الكثير من المهرجانات السينمائية الدولية بميزانيات خيالية هل من فوائد تعود على الواقع السينمائي من وراء هذه المهرجانات؟ يقال ان الفنان المغربي يعاني من إهمال بينما الضيوف من الخارج يتم الإغداق عليهم هل تشعرون بتمييز و إقصاء؟

لا يمكننا ان ننكر دور المهرجانات السينمائية الدولية في تنشيط الفعل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي لبلادنا، خصوصا وأن المغرب اصبح قبلة لتصوير كم هائل من الإنتاجات السينمائية الأجنبية، وهذا راجع لامتيازات تحظى بها بلادنا على المستوى الجغرافي وما تزخر به من مؤهلات طبيعية، اضافة الى انخفاض تكلفة اليد العاملة، ايضا هذه المهرجانات تساهم في تسويق المنتوج المغربي وان كان ذلك في نظر بعض المواطنين من المدن المستضيفة إهدارا للمال العام، خصوصا وان المشهد السينمائي في بلادنا ورغم ما حققه من نجاح في الآونة الاخيرة الا انه لازال لا يلبي ذوق متتبعيه لانه في نظرهم يحتاج الى رؤية أوسع لنسج رسائل اكثر جمالية وقيم سامية تعكس مخيلة المتلقي وترقى لمنافسة دولية..

وفي ظل هذا الموضوع وحتى لا اخرج عن نطاق السؤال نلحظ ان المركز السينمائي المغربي يقوم بإقصاء بعض الأفلام عن المشاركة في المهرجان رغم مستواها العالي الجودة وفرض اخرى دون المستوى لمعايير غامضة يبقى هو الوحيد المطلع على اختيارها.

نفس الشيء بالنسبة للائحة المدعوين فغالبا ما نجد ثلة من الحاضرين، والذين لا علاقة بمجال الفن، على راس القائمة. في حين يتم تهميش مجموعة من كبار الفنانين المغاربة وعزلهم عن المشاركة في هذه التظاهرات التي هم أولى بتمثيل مشهدنا السنمائي بها، ناهيك عن الميز العنصري في التعامل اللائق مع فنانين أجانب و من جميع المستويات والإطاحة بعمالقة الفن في بلادنا، ولتدارك ما زلت به الألسن في هذا الصدد تم القيام بتكريم مجموعة من الفنانين في بعض الدورات.

لكن هذه التكريمات غير كافية لسد أفواه تضررت مرات عدة من حضورها لهذه المهرجانات التي اصبحت سنة بعد سنة تفقد شعبيتها بين أفراد الاسرة الفنية بشكل خاص والجمهور المغربي بشكل عام لانها سقطت في فخ الرداءة والتكرار على مستوى الكم والكيف.

هل يشعر الفنان المغربي بالأمان ؟هل حقوقه محفوظة؟

 

قبل ان أجيب على السؤال أودّ ان احدد انواع الفنانين المغاربة، فهناك الفنان المغربي الذي يملك وظيفة ويمارس الفن عن حب وانا اعتبره هاو، ثم الفنان الذي يمارس الفن وحده كمهنة وكمورد رزق وهذا فنان محترف، وأخيرا الفنان الدخيل المتطفل الذي لا يمت للفنانين الأول والثاني بصفة، لكنه مصر على انه فنان.

و يبقى الفن مهنة من لا مهنة ،وفي انتظار تحقيق وعود لا متناهية تضمن تحسين وضعية الفنان فهذا الأخير يعيش وسط فوضى عارمة على شتى المستويات، آملا تحسين ظروفه ونيل حقوقه التي تضمن له الأمن والأمان، مجموعة من القوانين ستنظم الحقل الفني وتقنن مساره لتكون مصدر الثقة والطمأنينة امام الفنان فتهبه الدعم من بينها التغطية الصحية والضمان الاجتماعي فبطاقة الفنان التي انتظرها الجميع لتكون اول خطوة لتنظيم المهنة واتباث هوية الفنان واشتغاله في ظروف مريحة، لكن الواقع كان عكس كل التوقعات فهذه البطاقة لا قيمة لها حتى الان ما لم يتم تفعيلها،ناهيك عن انها اصبحت سهلة المنال ولم يجد مجموعة من المتطفلين صعوبة في الحصول عليها،

سنوات تعملين كممتلة هل تشعرين بندم لاختيار هذه المهنة؟

 

كثيراً من اللحظات اشعر بندم كبير فعلا لأنني اخترت مهنة متعبة جدا وخصوصا في زمننا هذا لأنه ليس من السهل العمل في ظروف غير مقننة وتوفير حياة كريمة تضمن لك مستقبلا آمنا، اليوم تحول ندمي الى خوف يكبل تفكيري عن مصير الغد ،فلو رجع الزمن الى الخلف ما كنت لاختار الفن كمهنة بل كنت أفضل ان امارسه كهاوية واتابع دراستي في مجال اخر يؤمن لي مستقبلي

شكاوي عديدة نسمعها عن مخرجين في تعاملهم مع كادر التمتيل كيف واقع وطريقة عملكم؟

 

للأسف وكما سبق ان ذكرت وبسبب الفوضى العارمة بالميدان وعدم احترام التخصص فقد شملت موجة التطفل حتى مجموعة من المخرجين الذين بدورهم بدأو ينبعون من فراغ ،فكل من شاهد فيلم او فيلمين تأثر بهما وشح نفسه مخرجا وقرر اخراج وإنتاج و،،و…و

لبنى فسيكي فنانة ما الذي حققته ؟ هل هي راضية عن نفسها؟

 

حتى الان لازالت لم احقق ما كنت أصبو اليه فرصيدي جد متواضع على مستوي السينما والتلفزة ومازلت انتظر فرصتي التي اتبت فيها قدراتي المهنية واحقق فيها ذاتي، لكن على مستوى المسرح انا راضية عن نفسي وسعيدة جدا بأغلب الأدوار التي جسدتها على خشبته ولازلت اطمح ان احقق الكثير واطور موهبتي اكثر به لأنه روحي وحياتي

لبنى فسيكي حديثينا عنكِ خارج إطار المسرح؟

 

"لبنى فسيكي" خارج إطار المسرح انسانة تحب قضاء اغلب الأوقات بالبيت، لدي عالمي الخاص أحب الجلوس بمفردي ولا احس بالفراغ لأنني أملأ عزلتي بممارسة الرياضة الكتابة قراءة الكتب… وإذا أحسست بالملل احيانا سجلت مشاهد فيديو احدث فيها نفسي وأقول كل ما أفكر به لاعود واشاهدني بعد ذلك، أحب حياتي كما انا ولا يهمني ما يظنه الآخرون.

حاورها حميد عقبي
2 فبراير 2015