حوار مع مبدع

لست مقتنعًا بالمسرح الافتراضي ولهذا السبب انتقدت مسرحية كينونة

لست مقتنعًا بالمسرح الافتراضي ولهذا السبب انتقدت مسرحية كينونة

585 مشاهدة

لست مقتنعًا بالمسرح الافتراضي ولهذا السبب انتقدت مسرحية كينونة

المخرج والممثل #سامي _الزهراني

#الحدث - #مسعدة اليامي  

https://al-hadath.com/post/12792?fbclid=IwAR3wIBl4OOQixsU5YCYI4q8rS1CUtp2YLiOMF7TxPUFFWywylybVG4i9X3M

 

خلال فترة الحجر الصحي التي شملت مدن المملكة و العالم بسبب جائحة كورونا قدم المخرج "سامي الزهراني" العديد من الدورات و الورش المسرحية بالمجان من أجل خدمة المواهب و تحريك الساكن عند المسرح معنا في هذا اللقاء الأستاذ المخرج والممثل والكاتب "سامي الزهراني"

 

- ممثل كاتب مخرج مدرب مقدم ورش أنت ذلك فماذا يعني لك المسرح ؟

المسرح بالنسبة لي، الحياة الهواء الذي اتنفسه ، المسرح هو الساحر والمسحور، عملت في المسرح على مختلف الأصعدة، عملت فني ديكور، اضاءة، منظم قاعة الحضور، في كل شيء له علاقة بالمسرح كنت أول المبادرين والحاضرين، لذلك تجدين "سامي الزهراني" في المسرح مختلف التوجهات والمشارب لأني اشعر بالمتعة والسعادة عندما اكون في خدمة المسرح .

- يفترض أنك قدمت ورشة عمل عن التجارب الإخراجية في أعمالك ألا أنك فعلت العكس وأثرت تقديم تجارب إخراجية محلية و عربية و خليجية و عالمية  لماذا ؟

بالفعل هذا ماحصل، رغم وجود تجربة من وجهة نظري رصينة "لسامي الزهراني" وبالإمكان أن أخوض ورشة العمل من خلالها ولكن خجلت من نفسي أن أناقش تجربتي الإخراجية وهناك تجربة إخراجية مؤسسة لحركة واتجاه إخراجي مغاير في المسرح السعودي وتجربة أثرت في شخصيتي الاخراجية والانسانية فقد أثرت أن اناقش تجربة المعلم الملهم الأستاذ "أحمد الأحمري" في هذه الورشة، ثم أخذت الورش من خلال تفكير عميق منحنى أخرى لزيادة المعرفة والاطلاع فاعتمدت أيضا ً مناقشة تجربة إخراجية خليجية وهي للدكتور "عبدالله العابر" وتجربة إخراجية عربية وهي للأستاذ "ناصر عبدالمنعم" ثم اطلعنا على تجربة إخراجية عالمية بعنوان ( خارج الاتزان ).

- الحضور في الورشة كان قليل برأيك ما السبب؟ وهل أنت مع أن نجاح العمل في حضور الجمهور الكثير ؟

لم يكن الحضور قليلاً فالحضور كان ضمن المعدل فقد تراوح الحضور مابين ٢٥ مشارك إلى ٣٠ مشارك وأكبر معدل للحضور وانا من الراصدين والمتابعين لفعاليات المهرجان هو حفل الافتتاح فلم يتجاوز ٤٠ مشاهد، وفي العادة ما نقدمه نحن في هذه الورش هو متخصص نوعاً ما، ويعتمد الكثير من المشاهدين المهتمين في المسرح على المشاهدة الإيجابية خصوصاً وأن أغلب فعاليات الملتقى مسجلة على اليوتيوب، أعتقد التسويق لمثل هذه الفعاليات يحتاج الى جهد مختلف، أقمت ورشة تدريبيه لصالح تعليم مدينة الطائف بعنوان ( كيف نصنع مسرحاً ) امتلأت قاعة زوم بالعدد المسموح به وهو ٣٠٠ مشارك وهناك العديد ممن يرغبون المشاركة لا يزالوا يراسلون المسؤول عن الدورة التدريبية لرغبتهم في حضور الدورة، الحضور لمثل هذه الفعاليات يعتمد على أشياء كثيرة وتختلف حتى باختلاف الوقت، التاريخ، المكان .

- حدثنا عن قصة مسرحية يا ريح الوادي؟

مسرحية "يا ريح الوادي"، لم احضى بالمشاركة بها فقد كانت المسرحية قبل تأسيس ورشة العمل المسرحي بالطائف، كما أعتقد أن هذه المسرحية هي شرارة انطلاق الورشة بعد أن تم رفض العرض للمشاركة في أحد دورات مهرجان الجنادرية بالرياض لتأخر تقديم الأوراق الرسمية الخاصة بالمسرحية للمهرجان سبب هذا الرفض فعل الصدمة للجميع وكادت أن تنفرط المجموعة، اجتمع فهد رده وأحمد الأحمري مع بعضهما البعض وطرح فهد رده موضوع كان قد تحدث فيه بإسهاب مع الاستاذ عبدالعزيز الصقعبي عندما كان يعمل في جمعية الطائف وهو إطلاق ورشة عمل مسرحي تعنى بالتدريب والتثقيف لكوادرها، تم الاجتماع بكل الاعضاء المؤسسين وإقرار بيان التأسيس واعلانه وانتجت في أول سنة تأسيس ورشة العمل المسرحي بالطائف مسرحية ( النبع ) التي شاركت بها في مهرجان الجنادرية، الآن تطلب عروض فرقة مسرح الطائف النابعة من الورشة في مختلف المهرجانات المحلية، الخليجية، العربية، وتنافس بقوة وتحوز على الجوائز وشاركت الفرقة حتى عالمياً بعروض في اذربيجان على سبيل المثال .

- تشكل مع الأستاذ فهد ردة قطبي للكثير من الأعمال المسرحية حدثنا عن تلك التجربة الجميلة التي جمعتكم ؟

 فهد رده شخصية لها كاريزما فارهه مميزة يجذبك لها من أول لقاء، تعرفت على فهد كاتب، مخرج، إداري، أخ، صديق، فهد استفدت منه أشياء كثيرة على المستوى الفني والإنساني، هذا ماخلق هذه الثنائية، الأهم من ذلك أن نصوص فهد رده وهو يعتبر من اهم الكتاب العرب للمسرح لها تحديات مختلفة أول هذه التحديات أن نص كتبه فهد رده، الثاني نصوص فهد نصوص بها مساحة للإبداع ولتحفيز الخيال الاخراجي تقرأ النص وكأنما نشاهدة امامك، نصوص فهد رده تعبر عما بداخلك وتعبر عن هم الانسان بتناول مبدع وخلاب لا يمكن الا أن تقدم هذا النص بصورة تتماهى مع هذا الابداع، بسبب كل هذا انا أعشق فهد، هذا لايعني ان لا أقرأ سوى لفهد فقد اطلعت على نصوص محلية وعربية ولم أشعر بحالة  الاستفزاز داخل هذا النصوص وعندما تأتي هذه الحالة سوف اخرج هذه النصوص بطريقة تتوازى مع الابداع المقدم بها .

- ما الأثر الذي خلده فيك الأستاذ أحمد الأحمري و هل ساعدك ذلك على التغلب على نفسك لتكون اليوم كما تريد؟

أثر مهم ترك المعلم الملهم "أحمد الأحمري"، على مستوى التمثيل، الاخراج، الثقافة، إدارة العمل المسرحي، استطاع هذه الاشياء تكوين شخصية مسرحية اخراجية لدي حماسية متدفقه، تتسلح بالخيال وخوض تجارب مختلفة ونوعية، أتذكر عندما اقدم على الولوج في أحد الاعمال المسرحية أما على صعيد التمثيل أو الإخراج مقوله للأستاذ أحمد الأحمري وهي ( إذا فشلت سأنجح، إذا نجحت سأستمر ).

 

ما قراءتك للمسرح الافتراضي الذي أطلق من نادي الباحة الأدبي و خاصة الأوراق العلمية ؟

كل ما قدم في ملتقى الباحة المسرحي الأول حرك الساكن داخل كل مسرحي في المملكة العربية السعودية، على مستوى المشاركة، التنظيم، المشاهده، الأوراق العلمية اطلعت عليها في اليوم الاول والثاني رغم اختلافي مع بعض ما قدم فيها ولكن تبقى جهد نوعي ومختلف ومهم قدم من مسرحيين سعوديين يشار لهم بالبنان، كما تميزت هذه الأوراق بالخصوصية اليوم الأول كان عن النص المسرحي، اليوم الثاني مستقبل المسرح السعودي، اليوم الثالث الدراماتورج، وهي فكرة جيدة من المنظمين لتعميق الفكرة وتكثيفها في اذهان المطلعين على مثل هذه الاوراق .

- ما سبب نقدك لمسرحية كينونة وهل ترى أن المسرح الافتراضي سوف يكون له وجود أم أنه سحابة صيف ؟

لست مقتنعاً بالأساس بلفظة ( المسرح الافتراضي ) لأن المسرح لا يمكن أن يقدم افتراضياً، المسرح وجد ليقدم مباشرة للجمهور، هذه الميزة هي ما جعلت المسرح يقاوم الاضمحلال أمام التلفزيون والسينما، جمال المسرح في الفعل الآني المباشر الذي لا يوجد فيه بين الجمهور والمؤيدين اي حاجز، أما ما يقدم اليوم تحت هذا المسمى هو من وجهة نظري تعبير مرئي باستخدام الوسائط محدود الرؤيه لا يخلق تواصل حميمي مع الجمهور، أول من يعترف بعدم انتماءه للمسرح من قاموا بتصدير هذا الشيء للعامة لو تم سؤالهم ماذا تفضل أن تقدم عملك للجمهور مباشرة أم بنفس أسلوبك الوسائطي لاجابك مباشر للعودة للطريقة الصحيحة أمام الجمهور مباشرة لكل هذا أعتقد أن النقاش محسوم حول هذا الأمر، مسرحية كينونة الانتقاد لها كان بالايجاب والسلب، هي تجربة انتقدتها فقط لكونها تجربة تكونت وتجسدت خلال حائكة كورونا وبها العديد من الأمور الإيجابية مثل أداء الاستاذ عبدالقادر الغامدي والنص الجميل لو تم الاشتغال عليه أكثر .

- قدمت خلال الجائحة العديد من الورش محليًا وشاركت كذلك في ورش خارجية كونك خضت تلك التجربة  الافتراضية ماذا تقول لنا عن ذلك؟

كل ما قدمت خلال جائحة كرونا لم يكن لأجل عائد مادي بل كان ( بالمجان ) ولم يكن لشهرة معينة فالحمد وصلت إلى مكانة جيدة في الوسط المسرحي، كل ما قدمت كانت لخدمة المسرحي الناشىء في وطني المملكة العربية السعودية وفي أنحاء وطننا العربي الكبير الذي يريد أن يستفيد من التجارب التي خضتها وكانت هذه الندوات فرصة للوصول لكل المسرحيين الموهوبين في بيوتهم وبطريقة سهله ومجانية وهناك بعض الهيئات التي تعقد هذه الورش والدورات تمنح المشارك شهادة معتمدة ايضاً، على الصعيد الشخصي استفدت كثيراً من هذه الندوات والورش والمحاضرات الافتراضية من خلال زيادة المحصول المعرفي والثقافي كمتابع للعديد منها وأيضاً الفائدة على مستوى عقد مثل هذه الندوات الورش  كمدرب ومشارك من خلال تقديم معلومة وخلاصة تجربة اكثر من ربع قرن في المسرح لكل المشاركين بهذه الفعاليات .

- هل نمتلك مسرح ناجح وكيف نصنع مسرح بنجاح؟

نمتلك مسرح ناجح على مستوى الجهود الفردية التي تقوم بها الفرق المسرحية الاهلية ولجان المسرح بجمعيات الثقافة والفنون دون مقومات النجاح الاساسية للعمل المسرحي، ولصناعة النجاح للعمل المسرحي يجب نأخذ بعين الاعتبار الاتي :

١- الاعتراف الرسمي بالمسرح كوسيلة تنوير لا يمكن للمجتمع الاستغناء عنها .

٢- البنى التحتية من خلال انشاء مسارح صالحة للاستهلاك المسرحي .

٣- الدعم المالي لانتاج عروض نوعية ومختلفة .

٤- التسويق الجيد لهذه العروض من خلال الاعلان الجيد في وسائل الاعلام المختلفة .

واعتقد من وجهت  نظري هذا ما تعمل عليه وزارة الثقافة من خلال اطلاق مبادرة المسرح الوطني وإنشاء هيئة المسرح والفنون الادائية .

- كيف رأيت ما قدم من ندوات وورش من خلال برنامج هواة الخشبة العماني؟ كونك كنت تحضر على ما اعتقد تلك الورش ؟

أنا لا افوت كل ما يقدم من فعاليات تعنى بالمسرح وهذا ما استفدت منه خصوصاً في الحجر والعودة بحذر خصوصاً وأن العمل المسرحي الفعلي متوقف ولم يتم الإعلان عن اشتراطات العودة للعروض المسرحية من قبل وزارة الثقافة، وما قدم من قبل فرقة هواة الخشبة في سلطنة عمان الشقيقة جميل ورائع مع أنني كنت اتمنى الاستمرارية للبرنامج خصوصاً وأن سلطنة عمان بدأت في الحجر بعد أن تم فك الحظر عن عموم الدول العربية والمسرحيون العمانيون أحوج لمثل هذه البرامج وإذا كان لهذه الفعاليات عودة أتمنى أن يكون هناك تقنين للضيوف واختبار أشمل لمواضيع الحوار واتمنى ايضاً ان أرى أعضاء الغرفة يتفاعلون مع الحوارات ويديرون هذه اللقاءات لأنها فرصة مميزة لهم لتعزيز الجانب المعرفي والثقافي لديهم .

- جمهورك اليوم الافتراضي أصبح و لله الحمد من جميع مدن السعودية قراها ومحافظاتها هل تتوقع أنك أحدثت أثراً في نفوسهم عن المسرح؟ وهل هناك تواصل بينك و بينهم ؟

هذا ما اتمناه وأيضاً شاركت في العديد من الندوات والمحاضرات خارج السعودية وكان لها أثر إيجابي رائع وأنا متواجد افتراضيا ً مع كل من يريد التواصل من الاصدقاء الذين شاركوا معي في أحد الورش والدورات المسرحية أو استمعوا لأحد المحاضرات والندوات حساباتي موجودة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي واستقبل تواصلهم بكل رحابة صدر .

- قراءة مستقبلية هل تتوقع الكثير من هيئة الأداء و المسرح؟

حسب الخطط الموضوعة نعم الأهم من ذلك آلية التنفيذ وانا من وجهة نظري الاعتراف بدور المسرح في المجتمع من قبل وزارة الثقافة من خلال تأسيس هيئة معنية بالمسرح هو الإنجاز الأعظم بالنسبة للمسرحيين السعوديين ويجب منا كمسرحيين التكاتف لإنجاح برامجها وخططها الطموحة لتفعيل دور المسرح التنويري في المجتمع.

- ماذا تقول لنادي الباحة الأدبي بعد قيامه بالتجربة الأولى للمسرح الافتراضي؟ وماذا تقول للمؤسسات الثقافية الممثلة حالياً في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة و الفنون؟

دور مهم قام به النادي الادبي بالباحة خصوصاً مع نجاح الملتقيات والمهرجانات التي قام بها سابقاً للرواية والشعر والقصة وهو يكمل ضلع المربع الذهبي باقامة ملتقى الباحة المسرحي الأول الذي تنوعت فيه الفعاليات مابين الورش والندوات والعروض المسرحية المسجلة أضافت بعداً آخر تمييز بالجمال وتحريك الساكن في الوسط المسرحي السعودي، كل المؤسسات الثقافية المعنية بالمسرح قامت بأدوارها بشكل مميز على حسب المعطيات الحالية والامكانيات واعنى هنا بجائحة كورونا تميزت فروع الدمام، الطائف، الاحساء، أبها لجمعيات الثقافة والفنون بإقامة  العديد من الفعاليات والمناشط المسرحية المميزة ونتطلع الى المزيد وأن شاء الله مع انحصار الجائحة سوف نشاهد مزيد من العطاءات.

- لك تجربة في سوق عكاظ نشرف بتزويدنا بها و كيف تقرأ السوق مع الجائحة ؟

بفضل تجربة مميزة في كافة دورات سوق عكاظ فقد شاركت في تأسيس فرع من فروع جائزة عكاظ وهي جائزة الفنون الشعبية كمنظم ومحكم، ثم شاركت على مستوى التمثيل والإخراج التنفيذي ضمن طاقم مؤسسة الأمير "بدر بن عبدالمحسن" في أوبريت سوق عكاظ وأشرقت على فعاليات خيمة ( عكاظ )  التابعة لهيئة الثقافة ستبقا في السوق، وشاركت بمسرحية تنصيص كمخرج في مسابقات سوق عكاظ المسرحية وحصلنا على المركز الثاني وفي الدورة الاخيرة شاركت في الأوبريت الرئيس للسوق كمخرج مجاميع بالتعاون مع هيئة السياحة وأحد المؤسسات ، أعتقد أن السوق في دورته الاخيرة أخذ الجانب الترفيهي والتعريفي والتسويقي بعد انضمامه لموسم الطائف من خلال هيئة الترفيه، من خلال تخصيص أجنحة لبعض الدول العربية يقدم فيها الثقافة والهوية الخاصة بهذه الدول من الفنون الشعبية والمسرحية والأكلات والمعارض وأعتقد أن السوق أنتقل الآن لوزارة الثقافة مع الجنادرية وننتظر إقامته والاضافات الجديدة على الدورة القادمة التي تأجلت بفعل جائحة كورونا .