أخبار أدبية

لقاء الخميس كتبت الأديبة الروائية ريما نزيهة

لقاء الخميس كتبت الأديبة الروائية ريما نزيهة

619 مشاهدة

لقاء الخميس كتبت الأديبة الروائية ريما نزيهة

#مقطع _من _رواية _لا _ملح _على _الموت

#بعنوان _ذكريات _بطعم _العمر...

 

#غادة الممددة على فراشها تمنت لو أنها ليست هي أو أن البسمات التي جادت بها الحياة عليها لو أنها تتحول إلى نكسات فذكريات الفرح وأنت تتألم يزيد من ألمك أكثر من انه يخفف جراحك الأمر الذي جعلها تنهض عن سريرها البائس وتتجه إلى الشرفة المطلة على منزل معشوقها الأسبق، فتحت النافذة رويداً رويداً وكأن ثقل الروح لا روح به لفتحها فإن أقدمت سيبعث الله نفحات معشوقها الذي كان وبكل مرة تفتح فيها نافذتها يدلو عليها ببعض من المغريات غير العادية فيجعلها تقع أسيرةً بين براثن الشهوات.. أتت بعطرها القديم رائحة العنبر المعتق و رشت على جسدها الهزيل ما كان كافياً للإشراق ووضعت أحمر شفاه بدا أنه زهري اللون.. هذا ما تركته لها مريم في غرفتها، عندها شعرت أنها بكامل قوتها لتخرج خطوة واحدة على الشرفة وتجلس كما كانت تجلس وتقلب كل حزن إلى فرح، ثم تجرأت إلى فتح الباب الفاصل بين الغرفة وباب الغرفة تقدمت بخطوات متواترة وشدت على قلبها كل الجراحات الصعبة التي لاقتها في هذه الخطوتين.. هي مريضة لكنها تقوى على نفسها كي لا تتغلب عليها فتتعب.. تعجب كيف صفعوا وجهها فبكت! فهي ليست ممن يُصفَع فتغفر بل تُصفَع كي ترتب تباريج حزنها.. نعم ستلم أوراقها وتحمل خطاياها على كتفيها معلنةً أنها ورقة خريفية لا تستحق إلا الأرصفة المليئة بحطام الآخرين