حوار مع مبدع

لقاء مع الفنان أحمد قشقارة

لقاء مع الفنان أحمد قشقارة

2204 مشاهدة

لقاء مع الفنان أحمد قشقارة

معاون مدير المسرح القومي في اللاذقية - سوريا

 


الألم الذي يعيشه الفنان هو المحرض الحقيقي لخلق حالة إبداعية جميلة

 

أحمد قشقارة ناقد مسرحي ومؤلف موسيقي، معاون مدير المسرح القومي باللاذقية حاصل على مجموعة من شهادات التقدير والجوائز في مهرجانات مسرحية عربية و دولية منها: شهادة أفضل ممثل في مهرجان أصفهان الدولي 2003
- رئيس تحرير مجلة كوميضة.
- تم تكريمه مؤخراً في مهرجان(باداتيا) المسرح في إيطاليا.

إنه رئيس تحرير مجلة كوميضة والتي هي إحدى ثمرات مهرجان المسرح الكوميدي الخاص في اللاذقية والتي تضيء زوايا وخبايا لا يعرفها أكثر المتتبعين للمسرح السوري عموماً ومسرح مدينة اللاذقية خصوصاً ويعد الفنان أحمد قشقارة أحد أهم الممثلين والنقاد المسرحيين إضافة إلى أنه مؤلف موسيقي ويشغل اليوم منصب معاون مدير المسرح القومي في مدينة اللاذقية وقد التقاه عالم نوح وكان معه الحوار التالي:

ـ كيف تقيم المشهد المسرحي في اللاذقية ؟

المشهد المسرحي في اللاذقية مشهد مهم رغم أنه يعاني من مجموعة من المشاكل سواء الفنية أو الإنتاجية أو الإدارية، إضافة إلى البيروقراطية التي تسيطر على آلية العمل المسرحي القومي باللاذقية والمسارح الأخرى هي التي تحد من تطور هذا المسرح.

وقد اختلفت وتناقضت وجهات النظر حول تقييم المشهد المسرحي في اللاذقية وبصفتي ناقد مسرحي متخصص وأكاديمي أرى أن الحركة المسرحية في اللاذقية على وجه التحديد وتحديداً في السنوات العشر الماضية بدأت تفرض نفسها بقوة على الساحة المسرحية السورية سواءً في المسرح القومي أو الجامعي أو مسرح نقابة الفنانين, وبرزت مجموعة من العروض التي تضاهي العروض التي تقدم في مدينة دمشق من قبل أهم وأشهر الممثلين.

وأرى أن شهرة الفنان ليست بالضرورة هي المعيار الوحيد لمدى أهمية هذا الفنان, أو ما يقدمه من عروض مسرحية، حيث أن الفعاليات الثقافية بشكل عام لا تأخذ نصيبها من الترويج الإعلامي.


ـ حصلت على جائزة أفضل ممثل عن دورك في مسرحية موت موظف في مهرجان أصفهان حدثنا حول الجائزة؟ 

في عام 2003 تم إيفاد الفرقة المسرحية في اللاذقية من قبل وزارة الثقافة للمشاركة في مهرجان (أصفهان الدولي الفني الكوميدي) حيث تواجد فيه مجموعة من الدول العريقة مسرحياً كإيطاليا وفرنسا وروسيا وأذربيجان وإيران وغيرها، وحصدنا عدد من الجوائز الهامة ويومها حصلت على جائزة أفضل ممثل عن دوري في مسرحية (موت موظف).


ـ قدمت عرضاً مسرحياً هو من تأليفك وإخراج المخرج لؤي شانا في سويسرا كيف كان الأمر بالنسبة لكم؟

بدأ مسرحنا السوري ينتشر عالمياً حيث في شهر نيسان من عام 2010 قدمنا عرض في قصر الأمم المتحدة بجنيف في دولة سويسرا، وكانت الدعوة من بعض الأصدقاء في نادي الكتاب العربي في (هيئة الأمم المتحدة) حيث تم اقتراح استضافت عرض مسرحي فرشحت مسرحية الممثل والتي هي من تأليفي ومن إخراج الفنان لؤي شانا وكان في البطولة نجوم المسرح في اللاذقية الفنانين سهيل حداد - وعبد الناصر مرقبي - ومجد أحمد, وتم إيفادنا من قبل وزارة الثقافة حيث قدمنا عرضنا الذي حصد النجاح حيث كان ضمن الحضور سعادة القنصل السوري في جنيف "الدكتور خليل بيطار" وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي السوري والعربي والكثير من المثقفين ومن أهالي الجالية العربية في سويسرا. 

 

ـ تم دعوتك إلى مهرجان باداتيا خلال هذا العام 2010 وتكريمك فيه حدثنا عن هذا التكريم؟

تم دعوتي من قبل مهرجان باداتيا في مدينة باري بصفتي ناقداً مسرحياً حيث أن المهرجان كان يحتفل بدورته الرابعة هذا العام حيث تم تكريمي هناك وقد تمت مناقشة بعض الأمور مع المؤسسات الثقافية العربية في أوربا أثناء تواجدي هناك سواء في إيطاليا أو سويسرا أو فرنسا حول استضافت المزيد من الفعاليات الثقافية عموماً لتقديمها في أوروبا.

ـ في السبعينات انطلق مسرح الشوك وقدم المسرحيات الجادة والناقدة للواقع العربي والسوري، ونلاحظ من خلال المشاهدة مع بعض الاستثناءات بأن المسرح اليوم يقدم الحالة المسرحية المبتذلة سواء من حيث النص أو أداء الممثلين، أين نحن اليوم من هذه التناقضات بوجود المسرح القومي الذي يسعى جاهداً لإعادة الحياة المسرحية إلى ألقها؟

أرى أن هذا السؤال هو ثلاثة أسئلة، فلكل مرحلة من المراحل طبيعتها وظروفها ومعطياتها ففي فترة ظهور مسرح الشوك والمسارح الأخرى الشبيهة التي اتجهت باتجاه الأسلوب الساخر الناقد, كان يعيش المجتمع العربي مرحلة دقيقة عموماً والسوري خصوصاً من حيث الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي مما أهل لإفراز هذا النوع من المسرح الساخر، والمسرح عموماً في الوطن العربي هو بعمر بسيط لم يتجاوز بعد المائة عام، ورغم بساطته وسذاجة الطرح الذي يقدمه أحياناً إلا أنه كان مقبولاً في تلك الفترة فنياً وفكرياً وبصرياً أما الآن فقد اختلفت معطيات العصر بشكل عام من حيث التقدم العلمي الهائل والظروف السياسية والاجتماعية والفكرية حيث فرضت نوعاً آخر من الثقافة بشكل عام, وكان لابد للمسرح أن يكون متأثراً أيضاً بهذه المعطيات وأن يكون له اتجاهات فكرية وفنية وجمالية بأشكال وصيغ أخرى, وفي الوقت الحالي أصبحت الخيارات مفتوحة أمام جميع الفنون من التلفاز إلى الفن التشكيلي والسينما, إضافة إلى وجود دخلاء على الفن المسرحي حيث وجدوه كما وجدوا باقي الفنون مجالاً للتجارة والترويج والابتذال، وهذا ما يفسر وجود بعض التجارب المسرحية القليلة الهامة، مقابل الكم الكبير من المسرح المسطح المبتذل، والذي لا يقدم لا فكراً ولا جمالاً.

ـ ما هي تقسيمات المسرح في سورية؟

يمكن أن يقسم المسرح من حيث آلية الإنتاج إلى قسمين: المسرح الرسمي الذي يشمل المسرح القومي والجامعي والشبيبي ومسرح نقابة الفنانين، والمسرح الخاص، حيث بدأ وجود مؤسسات إنتاجية تنتج النصوص المسرحية، ولكن للأسف الشديد معظم هذه المؤسسات الخاصة لا تنتج إلا المسرح المسطح, على الرغم من أن هذه المؤسسات كان يعول عليها كثيراً لتقدم نقلة نوعية كبيرة على صعيد المسرح الراقي، كما حدث في الدراما، إضافة إلى ما يرفده المعهد العالي للفنون المسرحية من متخصصين في مجال المسرح من ممثلين ومخرجين وسينوغرافيين ومعظم هؤلاء الخريجين يتجهون نحو الحلول الأبسط والتي تدر المال.

لو عملت الطاقات المسرحية السورية الهامة في مجالها لكان المسرح السوري يضاهي أكبر مسارح العالم ومن يعمل في المسرح يقدم حياته ودمه وروحه لذلك نرى العروض المسرحية القليلة في غاية الأهمية وربما هذا الألم الذي يعيشه الفنان هو المحرض الحقيقي لخلق حالة إبداعية جميلة.

ـ ما هو المطلوب لنعيد للمسرح السوري ألقه؟

المسرح هو حالة ديناميكية لا يمكن أن نعامل العمل المسرحي وطاقم العمل المسرحي إنتاجياً كما نتعامل مع أي مؤسسة رسمية ضمن دوائر الدولة التي تتطلب الروتين، ولا أزال متفائلاً أن المسرح السوري لم يفقد ألقه ولكن ربما هناك بعض الغبار الذي اعترى مشهده المسرحي، وعلينا فقط أن ننفض هذا الغبار عنه, وأرى أن عماد المسرح هو الفنان بذاته ونحن في سورية لدينا أهم الممثلين على الإطلاق ولكن ما ينقصنا الإدارة الإنتاجية، وحتى الآن لم نستطع أن نصل إلى ما يسمى بالريبورتوار المسرحي وعندما يكون هناك ريبورتوار مسرحي منظم وتكون هناك دائرة متخصصة بالإنتاج المسرحي تعرف متطلبات العمل المسرحي دون الوقوف عند صغائر الأمور نستطيع أن نعيد المسرح إلى سابق عهده.

 ـ هل فقد الجمهور ثقته بالمسرح؟

لا يمكن لأي فن على الإطلاق أن ينفي الفن الأخر وهذا ما حدث مع ظهور قصيدة النثر والتي لم تحل مكان القصيدة ذات الطابع العمودي حيث أن لكل فن خصوصيته وهذا ما يحدث عندما نقدم عملاً هاماً فنرى أن الصالة تكتظ ولا تجد مكاناً فارغاً فيها ولكن عندما تقدم عملاً تافهاً مبتذلاً تجد أيضاً الجمهور الخاص بهكذا نوع من المسرح هو الذي يأخذ أمكنته في الصالة.
ـ ماذا تحدثنا عن مجلة كوميضة والتي تختص بالكوميديا في المسرح؟

إن صاحب فكرة مجلة كوميضة هو الفنان مجد أحمد وكان ذلك في الدورة الثالثة لمهرجان الكوميديا المسرحي باللاذقية والذي يقيمه تجمع أبو خليل القباني برئاسة الفنان لؤي شانا مدير التجمع حيث أقترح زميلنا مجد فكرة إنشاء مجلة وليس جريدة، وبعد مشاورات عديدة بين الصحفيين والمحررين والفنيين تم الاتفاق على أن تكون مجلة وكلفت برئاسة تحريرها ويكتب في مجلة كوميضة أكبر وأهم أعلام المسرح في الوطن العربي ومنهم الدكتور نبيل حفار والدكتورة ماري الياس والدكتورة حنان قصاب حسن والفنانة جيانة عيد والفنان عبد الرحمن أبو القاسم والفنان جوان جان والفنان عبد الناصر حسو, والمجلة هي المجلة التخصصية الوحيدة في مجال الفن الكوميدي على مستوى الوطن العربي ونطمح بأن نجعل هذه المجلة دورية, ونقوم بالاتصالات لنجد ممولاً أو مؤسسة لتتبنى فكرة أن تصبح هذه المجلة دورية وليست مقتصرة على أيام المهرجان فقط.

ـ ما هو سبب تسمية صالة المسرح باسم الفنان الكبير أسعد فضة؟

الفنان أسعد فضة أحد أهم أعلام الفن السوري في الوطن العربي وعلى مستوى العالم, هو ابن مدينة اللاذقية ويعود له الفضل في إنشاء ما يسمى مديرية المسارح والموسيقى وربما بإنشاء المسرح القومي في اللاذقية على وجه التحديد وعرفاناً بجميل هذا الرجل وتقديراً لجهوده ولمسيرته الفنية الطويلة اقترحنا على وزير الثقافة تسمية الصالة باسم الفنان أسعد فضة وحصلنا على الموافقة وقد أقيم حفلاً رسمياً كبير حضره السيد الوزير وتم من خلاله تكريم الفنان أسعد فضة.
ـ تشغل اليوم منصب معاون مدير المسرح القومي في اللاذقية، ما هي الخطوات التي تقومون بها لتطوير العمل المسرحي ضمن المسرح القومي وما هي الآليات الجديدة لكم في هذه الفترة؟
كلفت الشاعرة السيدة مناة الخير منذ فترة قصيرة بإدارة المسرح القومي ومن خلال هذه الفترة الوجيزة بالتعاون بيننا مع الزملاء الفنانين والإداريين نقوم بوضع بعض اللمسات الأخيرة لخطة العمل المستقبلية, وهناك طموحات وعلى الرغم من أنه هناك آليات عمل نصطدم بها كثيراً وتحد من طموحاتنا ولكننا لا نزال مستمرون في تنشيط الحركة المسرحية في المسرح القومي باللاذقية لإيماننا به ومحبتنا للخشبة المسرحية، وما لا نستطيع أن نحققه اليوم نأمل أن نحققه في الأيام القادمة, وأحب أن أختم بكلمة أنا أعشقها جداً للشاعر التركي العالمي ناظم حكمت يقول (أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد).

حوار شادي نصير

تحرير رنا ماردينلي ـ مراجعة تحرير : شادي نصير

 

التعليقات

  1. Image
    tres bien j'aime beaucoup

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية