مواضيع للحوار

مؤتمر  إبداعات العصر الرقمي  يوصي بإنشاء مواقع للترجمة تقدم مصطلحات نابعة من الواقع الافتراضي

مؤتمر إبداعات العصر الرقمي يوصي بإنشاء مواقع للترجمة تقدم مصطلحات نابعة من الواقع الافتراضي

800 مشاهدة

مؤتمر  إبداعات العصر الرقمي  يوصي بإنشاء مواقع للترجمة تقدم مصطلحات نابعة من الواقع الافتراضي

المصدر: موقع عمان

بعد أوراق عمل ونقاشات استمرت يومين

عمان: أوصى مؤتمر الإبداعات الثقافية في العصر الرقمي بإنشاء مواقع للترجمة لتسهم في تقديم مصطلحات جديدة نابعة مما يحدث في الواقع الافتراضي على مختلف المستويات، كما أوصى المؤتمر بضرورة الاستفادة من التوجهات العالمية في الثورة الصناعية الرابعة لخلق فرص وظيفية رقمية معاصرة قائمة على الإبداع الرقمي ومواكبة لمتطلبات العصر.

وكان المؤتمر الذي نظمه النادي الثقافي بالتعاون مع الجمعية العمانية لتقنيات التعليم قد اختتم فعالياته أمس بعد يومين من نقاشات أوراق عمل قدمت من دول عربية مختلفة. وناقشت أوراق العمل ستة محاور تمثلت في الإبداع التقني والثقافة. المفاهيم والعلاقات البينية، والإبداع التقني ورقمنة الإنتاج الثقافي، والإبداع التقني في مجال الثقافة والمردود الاقتصادي، والإبداع التقني في مجال التعليم وثقافة الطفل، ومحور الإبداع التقني في مجال الثقافة وأثره على المستوى السياحي، ومحور تجارب إبداعات تقنية في استثمار الثقافة في عُمان. وكانت لجنة صياغة التوصيات قد تشكلت من الدكتور علي الموسوي والدكتور سعيد السيابي والدكتورة وجيهة العاني والدكتور ياسر الهياجي والدكتورة فرحانة شكرود والدكتور وسام عبد المولي. ودعت التوصيات التي تليت في ختام أعمال المؤتمر إلى أهمية دعم المؤسسات التعليمية والتربوية لاقتراح دروس تعليمية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، كما دعت إلى اقتراح فضاءات رقمية وبحثية لنشر أهم البحوث والابتكارات التي تهتم بالتدريب والدراسات والمعلومات المرتبطة بالراهن الفكري، والتنسيق بين مختلف الهيئات العربية لتوحيد موقع الجهود لإنشاء قاعدة بيانات رقمية للإبداعات الثقافية، والاهتمام بالصالونات الثقافية ودعهما بتفعيل فضاءات رقمية. كما أكدت التوصيات على أهمية توعية أولياء الأمور وإرشاد أبنائهم في استخدام المواقع الإلكترونية التي يتعلمها الأطفال، وجمع وتوثيق البيانات المرتبطة بمختلف أنواع المتاحف العربية وخلق مواقع وساحات رقمية لها لتكون متاحة للزائر، وإدراج اللغة العربية في الثقافة الرقمية والسعي الى نشرها لاستفادة الآخر من ثراء إمكانياتها، وتصميم مواقع إلكترونية لتفعيل دور السياحة الافتراضية لترويج المنتجات الثقافية و المواقع السياحية العربية. وكان اليوم الثاني من المؤتمر قد شهد استكمال مناقشة أوراق العمل المشاركة.

وقدم الدكتور محمد الصافي من المغرب ورقة عمل بعنوان «دور وسائل الاتصال الرقمي الحديثة في عولمة الثقافة وإنتاج المضمون الثقافي» أشار فيها إلى أن «الثقافة والبناء الثقافي من المكونات الأساسية في أي مجتمع، حيث يظهر الفرق بشكل أساسي بين تقدم أي شعب من الشعوب وآخر في مدى رقي وتطور الثقافة المجتمعية وقدرتها على التفاعل مع التطور الذي يلحق بفروع الحياة المختلفة، على أساس أن الثقافة المجتمعية تعبر عن الخبرة الإنسانية في أي مجتمع من المجتمعات. ولا أحد ينكر تأثير العولمة على شتى جوانب الحياة ولا سيما الثقافة، حيث تواجه تحديات لا حصر لها، تدفعها لمراجعة قدرتها على التحرك في عالم ليس من صناعتها».

وأشار في بحثه للقول إن وسائل الاتصال الرقمي أحدثت تغيرات جذرية في ظروف التنمية الثقافية، وقدمت لها إمكانيات كثيرة، لذلك فإن هدف الاتصال ليس نقل الثقافة من جيل إلى جيل بعناصرها نفسها، بل نقل عصارة ثقافية جيدة، لذلك نجد بأن العلاقة بين وسائل الاتصال والثقافة علاقة تكاملية، فإذا كانت وسائل الاتصال الرقمي هي أوعية ثقافية وأن الرسائل الثقافية في جوهرها هي وسائل للاتصال والثقافة تشكل أداة ومصدرا للاتصال الإنساني، فإن الرموز والكلمات والتعبيرات اللغوية والإيحاءات الجسدية جميعها أجزاء مكونه للثقافة تؤدي دورا بالغ الأهمية في عملية الاتصال بين أفراد المجتمع، وفي توحيد رسالة الاتصال بتوحيد معناها.

واعتبر الصافي أن البعد الثقافي في الاتصال من أهم الوظائف التي تسعى إليها وسائل الاتصال الرقمي التي تقدم للجماهير ثقافة الحياة، بالقدر الذي يصل الإنسان والجماعة بالحياة بأرقى ما وصلت إليه في النواحي الفكرية والإنتاج الرائع للعقول النشطة والنظم السائدة في العالم والوسائل المستخدمة في أعمال الناس الفكرية، حيث تتعلق هذه الوظيفة بنشر المعرفة على أساس تفتيح الأذهان وتكوين الشخصية، وشحذ الكفاءات وتنمية الذوق وتهذيبه، وتمكين الإنسان على مدى العمر من المحافظة على مقدرة استيعاب كل ما ينمي طاقاته ويوسع آفاقه.

كما قدم يوسف سباعي ورقة حملت عنوان «الفيسبوك والرقابة الافتراضية على حرية الفن في المغرب: الآليات والتجليات». وحاولت ورقة سباعي تقديم مقاربة في كيفية ممارسة الرقابة الافتراضية على حرية الفن ورصد تداعياتها في تطبيق التواصل الاجتماعي الفيسبوك بالمغرب، من حيث كونه مساحة رحبة «للتعبير» ومنبرا للتفاعل الحر مع الأحداث في السماوات المفتوحة وجهازا للضغط على صنّاع القرار وتعبئة الرأي العام وفق نظرية دوّامة الصمت، وفقا للباحث. وأكد الباحث أن الرقابة الافتراضية تضاهي مثيلاتها الرسمية إن لم تكن تفوقها تأثيرا وسلطة رمزية، على اعتبار أن الكل يمارسها ضد الكل، وتؤثر في صناّع القرار وتميط اللثام عن خفايا المجال الفني والثقافي ولا تقلل من منسوب حرية الفن في عصر الفيسبوك بقدر ما تزيد من امتلاء وانبساط مداخله والمنافذ التي يصلها يوما بعد يوم. مشيرا أنه عندما تمارسها الدولة فهي لا تحد من حرية الفن، حسب رأيه، ولا تؤثر رقابة الفيسبوك على مستخدميه أيضا، بينما يتعاظم نفوذها وتشتد وطأة تداعياتها وسط المستخدمين فيما بينهم وهو أمر قد يأتي تحت مسمى المنافسة والتدافع لكسب المصالح وتلميع السمعة. وأكد الباحث أن تحديث سياسة الخصوصية يأتي نتيجة للمعالجة المستمرة للشكاوى وسلوكات المستخدمين المرصودة من قبل برامج وأنظمة الكشف عنها والتي تفصح عن ميولات وأنماط التفكير لدى المجتمع الافتراضي، وهذا المعطى أكدته فما يبدو، الدراسات الإعلامية المعاصرة التي أبانت عن مدى تحكم اختيارات الجمهور في عمل وسائل السلطة الخامسة برمتها. وقال في ورقته إن أفول الإعلام الجماهيري لصالح الفيسبوك لنشر الوعي الحقوقي الثقافي وممارسة الحرية الفنية بالنظر إلى حجم الامتيازات الممنوحة للمشتركين. وشدد على أن نوعية وكثافة القضايا الفنية التي تناولها الفنانون بالتفصيل سواء بجرأة/‏‏ حيادية/‏‏ موضوعية/‏‏ انحيازية… تبين أن الفيسبوك يحترم قناعاتهم إلى حد بعيد وأن حرية الفن ضرورة لا تستقيم ديموقراطية الفضاء الافتراضي بدونها. كما قدمت الباحثة فرحانة شكرود ورقة بعنوان «التقنية الرقمية وأثرها على مجال التعليم وثقافة الطفل» وبدأت الباحثة ورقتها بطرح أسئلة من قبيل كيف تؤثر التقنيات الحديثة على المنظومة التعليمية في ترقية العلم والمعرفة؟ وكيف تمكننا من زيادة الإقبال على التعليم ورفع نسبة التحصيل العلمي؟ وما هي أهم الضوابط الكفيلة بالحد من المعيقات التي تحول دون تطبيق فعلي للتقنيات الحديثة في المؤسسات التعليمية وخصوصا عند الأطفال؟

وبعد نقاش لأسئلتها عبر بحث مطول وصلت الباحثة للقول إن استخدام التقنيات الحديثة في التعليم من الموضوعات الهامة والمعاصرة، حيث ظهرت أهميتها من خلال النقلة النوعية التي تحدثها إذ ما اقترنت بمجموعة من الضوابط التي ترشد استخدمها على أرض الواقع لتفادي الأضرار التي قد تحدثها إذا ما أسيئ استخدامها.

وتواصلت أوراق العمل أمس حيث قدمت 12 ورقة عمل علمية تم مناقشتها من قبل الحضور وقد أفضت في مجملها إلى ما توصل له المؤتمر من توصيات.