مواضيع للحوار

محدودية النص المسرحي وحرية الخيال الروائي

محدودية النص المسرحي وحرية الخيال الروائي

809 مشاهدة

 محدودية النص المسرحي وحرية الخيال الروائي

 محمد الحمامصي

المصدر : العرب

المصدر: موقع الخشبة

الناقد المسرحي عصام أبوالقاسم يدرس في كتابه “المسرح والرواية” رحلة الروايات من الكتب إلى خشبات المسارح.

لطالما تحولت أعمال روائية إلى عروض مسرحية. وقد استضافت خشبات مسارح العالم العربي نصوصا روائية شهيرة أعدّت للمسرح جريا على ما قام به قبلهم مخرجو المسرح في العالم. بل إن بعض الروايات التي لم يتنبه إليها القارئ في زمن صدورها تحولت لدى معالجتها مسرحيا على أيدي مخرجين مسرحيين عباقرة إلى أعمال فنية باهرة. وقد حدث ذلك بينما المكتبات في العالم لديها رف طويل من النصوص المسرحية القديمة والحديثة، الجاهزة بحكم بنيتها الفنية ليتلقفها المخرج ويقدمها لجمهور مسرحه، فلماذا يلجأ المسرحيون، إذن، إلى فن الرواية ويخوضون تجاربهم مع نصوصها إعدادا وإخراجا وتقديما في عملية شاقة تنقل الرواية من شكل ووظيفة إلى شكل آخر له وظيفة أخرى هو المسرح.

يرى الناقد المسرحي عصام أبوالقاسم في مقدمته لوقائع ملتقى الشارقة الرابع عشر للمسرح العربي والتي ضمها كتاب “المسرح والرواية” الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة من إعداده، أن العرض المسرحيّ تطوّر كثيرا في العقود الأخيرة في موضوعاته وأساليبه سواء عبر انخراطه وتداخله مع موضوعات واستعارات الحياة العصرية، أو من خلال استثماره للتكنولوجيا أو شبكة التواصل التي تتيحها وسائل الإعلام والإنترنت لإثراء الأبعاد الجمالية والدلالية أو بهدف كسب عدد أزيد من الجماهير.

وتساءل هل انعكس ذلك على صلته القديمةـ المتجددة بالرواية؟ وهو السؤال الذي بحثته أوراق ومداخلات الملتقى الرابع عشر للمسرح العربي سعيا إلى الإجابة عليه. ويشير إلى أنه لوقت ليس بالقصير كان بعضهم ينظر إلى توجه صناع العروض المسرحية نحو الرواية كنتيجة لفقر المكتبة العربية أو كمؤشر على ندرة المطبوع والمنشور من النصوص المسرحية.

ويضيف أبوالقاسم “في الوقت الراهن بعضهم يميل إلى اعتبار “مسرحة ”أو “اقتباس ”أو “إعداد ”الرواية بحيث يمكن تقديمها فوق الخشبة، حيلة من بعض المحافظين للحفاظ على أدبية المسرح من هجمة تيارات وموجات عديدة ظهرت أخيرا داعية إلى “مسرح للمخرجين” و“مسرح ما بعد الدراما ”و“مسرح الصورة ”و“مسرح الأداء”، إلخ. لكن بالنسبة إلى البعض الآخر فإن هذا التوجه المسرحي نحو الرواية يعبر عن رغبة في التخلص من تقاليد المسرح الكلاسيكية وعن سعي لاستكشاف موضوعات ولغات وأشكال مغايرة تقطع مع الماضي وتؤسس منظورها الحديث المعبر عن نبض الحاضر”.