أخبار فنية

محمود المليجي  وحضوره المسرحي

محمود المليجي وحضوره المسرحي

563 مشاهدة

محمود المليجي  وحضوره المسرحي

 #الدكتور _محمود _سعيد

(كي تكون ممثلا جيدا عليك الا تمثل)

 

#الراحل الجميل "محمود المليجي" يمثل اهم محطات الأداء التمثيلي العربي بل والعالمي احيانا. فهو خريج مدرسه كي تمثل جيدا عليك الا تمثل بمعني انه تميز بالأداء الطبيعي التلقائي لأعلى درجه ففي مدرسه الخديوية كان "المليجي" هو رئيس فريق التمثيل وكانت الانطلاقة من خلال المسرح المدرسي في مسرحيه "الذهب" ومن حسن حظه ان تشاهده "فاطمه رشدي" لتظن انه ممثل محترف وتضمه لفرقتها وينطلق "المليجي" مسرحيا في أول ادواره في مسرحيات (٦٦٧زيتون_الزوجه العذراء علي بك الكبير حدث ذات ليه يوليوس قيصر…ثم انتقل لفرقه رمسيس وقدم معها مسرحيه مليون ضحكه ثم انتقل لفرقه اسماعيل بس وقدم معها العديد من المسرحيات. وانتقل لفرقه تحيه كاريوكا ثم فرقه المسرح الجديد وكان من المعروف "محمود المليجي" انه كثير التنقل بين الفرق المسرحية فقد كان صاحب مزاج فني خاص جدا يلعب لنفسه يمثل تحقيقا لأغراض شخصية ذاتيه اهمها عشق الفن والاستمتاع به ومن ثم امتاع الجمهور بشكل تلقائي فمن يشاهد "المليجي" مسرحيا يلاحظ مدي اتقانه واجادته واخلاصه لفنه لأبعد الحدود.

وقدم مسرحيه غراميات عفيفي مع عادل إمام وأمين الهنيدي وليلي طاهر ثم قدم الزوجة آخر من يعلم مع عقيله راتب وسناء يونس ثم قدم العديد من المسرحيات الأخرى وكان الختام في دور البروفسيور فريد في مسرحيه انتهي الدرس يا غبي عام ١٩٧٥ مع محمد صبحي ولينين الرملي

منطقه العبقرية ……

تمثل منطقه العبقرية لدي محمود المليجي في الاشتغال علي الدور لأقصي حد ممكن كان يؤدي وكانه لا يمثل في بساطه وسلاسة بشكل مذهل كان يمتلك عينان لهما وقع السحر امام المتلقي عيون مرعبه تجبر الجميع علي الاستمتاع والدهشة والتأمل وهذا ما جعل منه ممثل مسرحيا لا يقل عن عظماء فن التمثيل علي مستوي العالم وقد شهد له اعظم مخرجي وممثلي العالم.

ولأن "المليجي" يمثل الشخصية بكل ما تحمله من تفاصيل كان لا يشغله مساحه الدور أو شكله فهو من يعطي للدور مساحه وهو من يخلق له شكل شديد الأهمية ، هو "المليجي" ياسادة هو الدور هو الشخصية هو الفنان المسرحي عاشق الخشبة

وما بين البداية  والنهاية لم ينقطع "محمود المليجي" عن المسرح ابدا ظل وفيا للمسرح وكان دايما يقول ان المسرح هو الابن البكري له لا يمكن أن ينساه أو تجاهله فلو تحدثنا عن آخر الأدوار المسرحية انتهي الدرس يا غبي …. نجد اننا امام طاقه تمثيليه مرعبه ..ممثل تعدي السبعين عاما ويصول ويجول علي خشبه المسرح في دور البروفسيور فريد ذلك العالم الذي يحاول أن يستخدم سطوحي "محمد صبحي" المتخلف عقليا كنوع من حقول التجارب لإيجاد علاج وكسب شهره ومنجز علمي وبحثي جديد يحسب له الا انه يقر في النهاية ان اللعبة كانت بحاجه الحب والإنسانية

ليعطي "محمود المليجي" درسا شديد الخصوصية في فن التمثيل وخاصه المسرحي لجيل الشباب حيث ضرورة الاتقان والإخلاص

والسيطرة علي الدور ومفردات الشخصية من كل زواياها وعدم السعي لمناطق علي حساب اخري فقد كان شديد الاهتمام بالتفاصيل خاصه الوجه فهو صاحب الوجه المعبر والعيون الفاضحة ..التي تفضح كل شيء واي شيء امامها بشكل مرعب لدرجه انه فوق خشبه المسرح لا يختلف كثيرا عن الأداء في السينما والتليفزيون لا نه كان يمثل ويعرف قدراته الحقيقية الداخلية والخارجية ليستخدمها بقوه وقت القوه ويمهل النفس وقت الحاجه

كان مدرسه في الاداء ..كثيرا ما منح الفرصة للشباب وساندهم ليبقي "المليجي" احد اهم رموز الاداء التمثيلي في المسرح المصري