أخبار فنية

مدرسة ريما للفنون بسوريا

مدرسة ريما للفنون بسوريا

527 مشاهدة

مدرسة ريما للفنون بسوريا ...

#مواهب _واعدة _ونحت _للجمال _والإنسان

بـقـلـم : #عـبـاسـيـة _مـدونـي _ســيــدي _بــلعــباس _الــجــزائــر

     مدرسة ريما للفنون ، وبعد أشهر من افتتاح أبوابها ، ما تزال تستقطب عديد الطاقات والمواهب والفئات الشغوفة بالفن ، بفن اللون والريشة ، فن الجمال والعطاء ، فن هندسة الأرواح والعقول ، ما تزال للحظة وعلى مقاس جرعات الشغف تسكب روحها الفنية وسط أحضان عالمها الأنيق ، الصادق والسامق ، عالم تريده رغم كل الصعاب والعثرات عالما للبذل والعطاء ، عالما للفن الأصيل وللاحتراف ، وأهم من كل ذلك عالما للإنسان في حدّ ذاته ، هذا الإنسان الذي تبحث بين دهاليز روحه لتؤثث داخله وفيه وبين كهوفه منارة للحب ، للتفاني ولحب الذات وحب الآخر ، في مدرستها ما تزال تسعى جاهدة لأن تكون أرضيتها خصبة ، قابلة للبذر ، وهي المتنفس والملاذ كفضاء تحوّل بفضل أنامل وأرواح المنتسبين إلى مدرستها إلى فضاء مرن فيه من المتعة ومن الدهشة ومن الحضور الجماليّ ما يأسرك ، وأنت ترمق أنامل البراعم والشباب وهي تسكب أرواحها هي الأخرى على البياض وتنغمس بالريشة في الألوان ، والمواضيع المتعدّدة لتعكس دواخلها ، وتنثر كل كلام مترجم إلى لوحات فنية تشي بالمتعة ، وبالبريق الفني وتكشف مدى نضج هته الأعضاء وهي تعاقر اللون والبياض ونورا داخليا تسعى الفنانة " ريما " على ألا يخفت وميضه وهو معجون بكل الحب والتضحيات لفناني الغد القريب الذين يعانقون المجد الفني بخطوات ثابتة وثقة شامخة .

 ونحن بين مدارات مدرستها الفنية من خلال صفحتها ، ندرك للوهلة الأولى أن " مدرسة ريما للفنون "  مدرسة أصيلة وواسعة المجالات ، والأهم من كل هذا وذاك اعتمادها البعد السايكودرامي كقاعدة أساس في التقرب من أعضائها ، والعمل بجديّة مطلقة على منحهم الثقة والفخر والإعتزاز ، وغالبا فكّ عزلتهم وحملهم على الإنعتاق الروحي وهم يلامسون الجمال ويداعبون الريشة ويغرقون في اللون بحثا وتنظيرا وممارسة ، فكل عمل فني من طرف أي عضو نتاج دراسة وتقنية ولمسة من الإبداع .

   في عالمها الجميل والصادق ، تحيط نفسها بهالة من الصدق ، ومن وسط العتمة تبتدع النور ليكون الفن حاضرا وبمثابة منارة وبوصلة نحو الدرب القادم ، درب كل فنان فتيّ في مدرستها ودرب كل عضو شغوف تحول من رسم خطّ بسيط إلى إبداع لوحات ناطقة بالجمال والبعد النفسي والاجتماعي كترجمة حيّة لدواخله وتجسيدا لعالمه الذي يراه ويريده غدا ، هذا الــ ( غدا ) الذي لابدّ أن يكون بهيا ومشرقا رغم كل المتاهات والدروب الوعرة .

     الفنانة " ريما الزعبي  " تعتمد عديد التقنيات مع طلابها وفنانيها الواعدين ، معتمدة على تقنيات الدراما وعلم النفس وعلم الإجتماع وعلم الجمال ، حتى ترسم مسارا واضحا أمام طلابها وضمن جنّتها ( الفن ) ، دون أن تبخل على طلابها عن طريق تلقينهم القواعد الأساس ومنحهم فسحة للإبداع ووضع لمساتهم وفق رؤاهم ومخيالهم ومساحة الصدق داخلهم ، مع طرح ونثر كل        ما يكتنز دواخلهم من بوح ، فما يتعذّر البوح به نطقا ستكون لوحته المترجم الصادق لمشاعره وآفاقه ، لشغفه ولهفته ، ترجمة حية للصمت ، للضجيج وحتى للمشاعر المختلطة التي لن يرسم مسارها الصحيح سوى اللون والريشة وتيمة اللوحة في اكتمال دلالاتها تطويعا لذواتهم وصقلا لمواهبهم وتوجيها لدفّة مسارهم الإبداعي نحو الوجهة الصحيحة ، فهم حاملي مشعل الغد القريب .

  بروح متجدّدة كل يوم ، وبإضاءات متعدّدة ، يتمّ من خلال مدرسة ريما للفنون تثبيت الثقة بالأحلام ، وتحويلها إلى واقع وفنّ واعد يصقل شخصية الفنان الصغير على يديّ " ريما " ليشق طريقه خطوة ، خطوة ويكتب قصة حياة أكثر إشراقا وأكثر عطاء يمازج من خلالها بين شغفه الفنيّ وشخصيته التي تتبلور ، ليغدو الفنان أكثر عنفوانا وأكثر مقدرة على التعبير عن دواخله دونما عقدة ، في حديث مع الأنا الباطن واستنطاقه فنيا وبالتالي توجيه الخيال وتطويعه ضمن تساوق روحي ، موسيقي وفني ، فكل العوالم مرتبطة بذاتها لتكون جسرا ممتدا نحو        الانصهار والتواصل ، التواصل مع الذات ، التواصل مع الآخر في ظل كل الازدحام والضبابية لينقشع النور ، نور المحبة ، نور السلام ونور الآمال ، كل هذا يفضي إلى الحب عن طريق الفن .

    وعليه ، " مدرسة ريما للفنون " من بين المبادرات الواعدة التي لا حدود فيها ولا قواعد للجمال ، الفن لا يعترف لا بالقواعد ولا بالحدود ، في فضائها الفني وبمعيّة طلبتها المنتصر الوحيد هو الفن وما ينحته الأعضاء ، المخيال الفني شاهق ولا حدود لسن العضو المنتمي إلى المدرة الفنية ، الجميع دونما إستثناء فنان وبامتياز نظير شغفه ، تفانيه ، مقدرته على العطاء وقابليته على الإبداع ، في مدرستها كل الفصول مشرقة إشراقة الألوان وحارة حرارة الوصل الإنساني والحميمية المنحوتة بين العضو ومعلّمه ولوحته وموضوعه ، في مدرستها عالم قائم بذاته ما يزال يؤمن بالتفاؤل ، بالأمل وبالتحليق الحر نحو سماوات لا حدود لها من شرعية الأحلام والآفاق والطموحات ، فطوبى لكل ناحت للجمال والشغف رغم العواصف العاتية ، طوبى لكل داعم للعطاء الإنساني والثقة وللاستمرارية .