قالت الصحف

مديــرة التلفــزيون ديــانا جبــور .. جزء من مهمتنا أن نشجع المختلف والمتجدد

مديــرة التلفــزيون ديــانا جبــور .. جزء من مهمتنا أن نشجع المختلف والمتجدد

1764 مشاهدة

مديــرة  التلفــزيون ديــانا جبــور .. جزء من مهمتنا أن نشجع المختلف والمتجدد

 

دمشق  - تشرين دراما
ثقافة – فنون
الاحد 21 شباط 2010

أعد الحوار: زيد قطريب


منذ اللحظة الأولى، يبدو الحوار  مع ديانا جبور مليئاً بالاحتمالات والتشعبات والتنوّع، فهي الصحفية وكاتبة  السيناريو والناقدة السينمائية ومعدّة العديد من البرامج التلفزيونية، وربما الأهم  من ذلك كله، كموضوع أثير للحديث، هو كونها مديرة للتلفزيون بقنواته المختلفة،  خصوصاً بعد أن شهدت الفنون المختلفة لهذا القطاع تطورات متلاحقة وربما قفزات كبيرة  خلال السنوات الماضية، خاصة ما يتعلق منها بالدراما السورية وتأسيس قناة مختصة بها  لكي تواكب وتحمي وترعى مجمل التطورات التي تشهدها تقنيات الصورة وفنونها بشكل عام .. الحديث مع ديانا الناقدة والكاتبة والمديرة يكفي لفرد مساحات رحبة باتجاه تلك  الفنون نظراً لتجربتها الثرة والغنية سواء فيما يتعلق بالإبداع أم العمل الإداري .. وهنا تفاصيل اللقاء:

   منذ اللحظة  الأولى، يبدو الحوار مع ديانا جبور مليئاً بالاحتمالات والتشعبات والتنوّع، فهي  الصحفية وكاتبة السيناريو والناقدة السينمائية ومعدّة العديد من البرامج  التلفزيونية، وربما الأهم من ذلك كله، كموضوع أثير للحديث، هو كونها مديرة  للتلفزيون بقنواته المختلفة، خصوصاً بعد أن شهدت الفنون المختلفة لهذا القطاع  تطورات متلاحقة وربما قفزات كبيرة خلال السنوات الماضية، خاصة ما يتعلق منها  بالدراما السورية وتأسيس قناة مختصة بها لكي تواكب وتحمي وترعى مجمل التطورات التي  تشهدها تقنيات الصورة وفنونها بشكل عام.. الحديث مع ديانا الناقدة والكاتبة  والمديرة يكفي لفرد مساحات رحبة باتجاه تلك الفنون نظراً لتجربتها الثرة والغنية  سواء فيما يتعلق بالإبداع أم العمل الإداري.. وهنا تفاصيل اللقاء: ‏

  نبدأ من قناة الدراما .. ما هو تقييمك لما تم إنجازه؟ وهل هذا الإنجاز مرض بالنسبة لما كنتم تخططون له على  صعيد هذه القناة بشكل عام؟. ‏

• • ما نفّذ على صعيد  البرمجة الدرامية نسبة جيدة، وهذا أمر نلمسه من خلال ردود الأفعال والانطباعات، أما  بالنسبة للشق البرامجي، فمثلما هناك عناصر تعيق العمل، بالمقابل هناك أشياء تضفي  عليه الكثير من الجاذبية، بهذه المناسبة أؤكد أن وحدة الترويج في التلفزيون العربي  السوري قدمت عملاً متميزاً وماهراً أضفى حيوية على الكثير من المواد، فقد قدم  الكادر جهدا يدل على حس درامي واضح فاق التوقعات .. أما فيما يخص البرمجة الدرامية  فهي منطقية ومقبولة، الكتلة الدرامية الرئيسية في القناة هي دراما سورية. وقد  حاولنا منذ البداية أن نقول إن الدراما لا تعني فقط الدراما التلفزيونية، بل هي  أوسع بكثير، تنفتح على أنواع أخرى لذلك نجد حصة مخصصة للسينما , وأخرى للمسرح . ‏

أما فيما يخص الدراما  التلفزيونية تحديدا , ورغم إدراكنا أننا نمتلك دراما سورية متميزة وجميلة ونحن  فخورون بها طبعاً، لكننا منفتحون في الوقت نفسه على الدراما العربية، فمثلما السوق  العربية هي المتلقي الأول والأساسي لدرامانا، أيضا نحن متلقون وناقدون ومروّجون  للدراما العربية التي تتمتع بقدر واضح من الجودة والتميز. ‏

في قناة دراما، نقدم  أنواعاً درامية تلفزيونية مختلفة، التاريخية والاجتماعية والكوميدية، وأيضاً الأسود  والأبيض بحيث نغطي مجمل الاقتراحات الدرامية على اختلاف أنواعها. ‏

بالتوازي مع تقديم هذا  المنجز الدرامي , لدينا محاولة لمد المتلقي بأدوات من أجل رفع الذائقة بدل الاكتفاء  بالاستمتاع فقط ، لإدراكنا أن الحب المدعم بالمعرفة هو حب أقوى وأعمق ، لذلك كانت  الفكرة بتقديم برامج تمد المتلقي بهذه الأدوات المعرفية، لكن عندما شعرنا أن هذه  البرامج قد لا تؤدي إلى تحقيق الشكل المقترح وإيصال الرسالة المطلوبة، أصبح هناك  تأنٍ في التنفيذ..لأن المطلوب أن تسلط هذه البرامج الضوء على المجتمع السوري  بالتوازي مع درامانا السورية بمعنى أن هذه الدراما غير منعزلة عن مجتمعنا وعن حراكه  الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل هي منعكس لكل ذلك، فلا فن درامي ينمو في أي مكان  في العالم أو في أي بلد إذا لم يحقق هذا البلد مشاريعه الكبرى أو يحقق قفزات كبيرة  على مساره السياسي والاقتصادي، هذه المعلومة لابد من إيصالها عبر الدراما وبرامجها  الموازية. ‏

ما حدث أننا تأخرنا في هذه  البرامج قليلاً، لكن الرهان أن نقدم برامج متميزة تضاف إلى المنتج التلفزيوني وتضيء  وعي المشاهد وهي على كل حال سوف تظهر تباعاً. ‏

مثلاً بالنسبة للأخبار  الفنية المقدمة في القناة، نادراً ما نجد نجوم الصف الأول في تلك النشرة.. لماذا؟ .  

•• نجوم الصف الأول مشغولون  غالباً ولا يملكون الوقت الكافي للحديث، ورغم ذلك فقد أخذنا هذه الملاحظة في  الاعتبار فأصبحنا نرسل الكاميرا إلى حيث يوجد الفنان النجم.. بالإضافة إلى ملاحظة  ضرورية لابد من الإشارة إليها وهي أن بعض نجومنا لا يتعاملون مع الإعلام على أساس  معادلة متكاملة تقوم على الأخذ والعطاء.. فليس جميع النجوم محتاجين إلى ترويج  الإعلام لهم، فتراهم يتعاملون في بعض الأحيان على أساس هذه الحاجة، وليس على أساس  أن هذه القناة جزء من صناعة ذات عناصر متكاملة وبالتالي فإن رأس المال يخدمني كما  يخدمني الإعلامي والكاتب المتميز.. هذه النقاط ليست واضحة في أذهان البعض للأسف!. ‏

هل تراهنون على تميز  الدراما السورية في استقدام مشاهدين عرب أمامهم خيارات كثيرة من القنوات والدراما؟ .  

•• الدراما السورية جزء  أساسي من الرهان على نجاح القناة الدرامية، لكن كما قلت سابقاً، رهاننا أبعد من  الدراما، رهاننا سورية، وأن نقدم سورية التي تنتج هذه السوية الرفيعة من الدراما،  فبلدنا أنجز الكثير من رهاناته واستحقاقاته وتجاوز تحدياته، هذا هو الأمر الأساس .. ثانياً أن ننطلق ونترافق برحلة الوعي لدى الإنسان العربي بأن الفن ليس للمتعة فقط،  بل أيضا وبالتوازي أداة معرفة ووعي وقدرة على التحليل والربط وهذا ما يفترض أن نبدأ  بتنفيذه عبر برامج متعددة تواكب هذه الدراما لكن ذلك لم يظهر بلحظة الانطلاق مع  القناة، لأن الأمر يحتاج في النهاية إلى (فرشة) درامية تليها برامج مختصة بالنقد  والتحليل. ‏

تركزين كثيرا على البعد  السياسي للفن أو الدراما وبالتالي لقناة الدراما ؟ ‏

•• بالطبع لكني أعني  السياسة بمعناها النبيل، بمعنى تحقيق الذات وهذا ما نبحث عنه.. السياسة تحقق مكانة  دولية واقتصادية، وهذه الدراما جزء من مكانتنا وحضورنا.. بهذا المعنى يمكن أن نتحدث  عن دورها السياسي. ‏

في الموسم الدرامي  الماضي، أخذت قناة دراما الكم الأكبر من المسلسلات، هل تم ذلك على أساس أن هذه  القناة هي المكان الطبيعي بالنسبة للمسلسلات، أم هو قرار بدعم القناة؟. ‏

•• كان هناك كم كبير من  الأعمال الدرامية بحيث لا تستطيع أن تستوعبها قنواتنا الأخرى، فهذه القنوات لابد أن  تلبي احتياجات متعددة وأن تجيب على أسئلة متباينة، فلا يقتصر دورها فقط على  احتياجات شريحة محددة من جمهور يبحث عن التسلية ، تلفزيوننا لابد أن يكون متنوعاً  متوازناً يحقق ما ينتظره كل المشاهدين، في هذه الحالة لابد أن تحافظ على حصة من  السياسة وحصة من المنوعات والبرامج الخدمية والثقافية...إلخ. مع حضور قناة الدراما  أصبح بالإمكان المحافظة على التوازن الإجمالي لقنوات التلفزيون وبالتالي من يبحث عن  الدراما طوال الوقت لديه قناة الدراما، ومن يبحث عن قنوات لديها طابع شامل لديه  الخيار في القناة الفضائية والأولى، من لديه اهتمام بالرياضة والجانب الخدمي  والمحلي أمامه خيار القناة الثانية.. بهذا المعنى حافظنا على توازن التلفزيون  السوري ولو لم تكن هناك حاجة لتوسيع مساحة بث الدراما السورية بسبب الإنتاج الغزير،  لما أُسست القناة، فمهمتها أن تلبي تلك الاحتياجات. ‏

فيما يخص تملك التلفزيون  للمسلسلات، هل يأخذ التلفزيون السوري دور الأب بالنسبة للمسلسلات؟ أم هناك معايير  يتعامل من خلالها مع مختلف الأعمال؟. ‏

•• لا بد من التأكيد على  نقطة مهمة هنا، فمن غير الجائز حماية صناعة محلية تسيء إلى الوطن، أنا أحمي الصناعة  التي تضيف إلى الوطن، والأمر لا يعني بالضرورة أن تكون الإضافة كبيرة، بل يكفي أن  تكون هذه المسلسلات محافظة على سوية محددة لأنها بالمقابل تؤمن دوران عجلة الصناعة،  لكن هذا الدوران إن لم يحرك ساكنا يصبح مراوحة في المكان.. فلابد أن تكون الجودة  أحد العناصر التي تستدعي حماية المسلسلات الوطنية. ‏

على أرض الواقع وبالنسبة  لعدد المسلسلات السورية المنتجة خلال الموسم الماضي التي وصل عددها إلى سبعة وعشرين  عملاً، كم مسلسلاً أخذتم، أو ما تقدير النسبة المئوية، استنادا إلى مبدأ الجودة؟ ‏

•• أخذنا تسعين بالمئة  اعتماداً على مبدأ الجودة مع ملاحظة أننا نتبنى العمل الجيد وصولاً إلى الممتاز  ونسقط العمل الضعيف.. هذه صناعة لا بد أن تستمر بالدوران،لكن المنتج غير الصالح  للاستهلاك يعيق دورة الإنتاج، مثل أي صناعة غذائية أو سواها، كما أن التنوع يعد  جزءاً من غنى هذه الصناعة وضمان وصولها إلى شرائح المستهلكين المختلفة. ‏

هل معيار الجودة ارتبط  أيضا بتحديد سعر الحلقة، وبالتالي كان هناك سلم درجات يحكم اختيار المسلسلات كما هي  العادة؟. ‏

•• طبعا، لا يجوز أن تكافأ  الصناعة قليلة التكلفة والمنجزة على عجل، التي غالباً ما تكون تحدياتها أقل من  تحديات الصناعة الفنية الرفيعة والتي قد لا تلقى بالضرورة حماساً في الشراء  والتسويق إلا من قبل نخب يمتلكون درجة عالية من الوعي والحساسية الفنية... إذا لابد  أن نميز بين المبدع الذي يغامر بطرق غير مألوفة ومختلفة، عن المنفذ أو الذي يعمل  فقط على صعيد الكم , فجزء من مهمتنا أن نشجع الإبداع , أي المختلف والمتجدد. ‏

أشعر فيما يخص الدراما،  أن لديكم ثلاثة هموم أساسية تحملونها هي رقابة النصوص ورقابة العرض واختيار اللجان  ومسألة اختلاف توقيت العروض على القنوات.. فدائماً هناك أسئلة تتعلق بأسباب العرض  على هذه القناة أو تلك؟. ‏

•• رقابة النصوص ليست من  اختصاصنا، فعملنا يبدأ من رقابة الأشرطة . هناك ملاحظات عن اختلاف تقييم اللجان  وهذا أمر طبيعي، ففي العمل الفني هناك عنصر ذاتي أيضاً، وربما يلعب هذا العنصر  دوراً في قرارات اللجان، ولو استطعنا أن نحدد معايير نهائية وثابتة للعمل الإبداعي  لتوقفت عملية الإبداع وبالتالي هناك دائما ما هو جديد و صادق وربما مربك لمن يراقب  هذا العمل، امتصاص هذه الصدمة يتفاوت حسب شكل الصدمة والمراقب وثقافته وسعة  أفقه،لذا تتنوع ردود الأفعال حسب تنوع الأشخاص وحسب تنوع المرسل أيضا، لكن بما أن  الموضوع يتعلق بالعنصر البشري فالتفاوت بالتالي وارد . لكن وحتى نحاصر الإجحاف  المحتمل , فتحنا المجال أمام كل صناع الأعمال الفنية للاعتراض على قرارات لجان  الرقابة، إن وجدوها ظالمة أو غير منصفة حيث يحال العمل آنذاك إلى لجنة خبراء معترف  بهم ويمتلك أعضاؤها إجماعاً حتى يراقبوا العمل ويصدروا الحكم النهائي سواء بالقبول  أو الرفض أو لجهة التصنيف هل هو جيد أم ممتاز.. ‏

صحيح أن المبدع لديه بعض  الملاحظات على آليات الرقابة، لكن لابد من الانتباه أن ما يقال عن الرقابة ليس  صحيحاً دائماً ولا يخص الرقابة السورية على وجه التحديد، بل يتعلق بالرقابة بشكل  عام ويعني ضمن ما يعنيه الرقابة الاجتماعية فلننظر إلى التعليقات المنشورة في  الصحافة العربية فسنجد في بعض الأحيان أن الرقابة الاجتماعية أقسى بكثير من الرقابة  الرسمية، في هذا العام على سبيل المثال تلاحظ كيف اهتزت فئات وأوساط ومؤسسات  اجتماعية على مضامين أعمال عرضناها برحابة صدر.. لكن هذا لا يعني أنني أبرّىء  الرقابة في التلفزيون، هناك ملاحظة حقيقية وجوهرية ومسيئة إلى الإبداع والمبدع، كان  يتم اتباعها في السابق، لكننا الآن استطعنا إلغاءها أو تلافيها، فقد كانت الرقابة  عندما تعترض على مشهد أو على جملة، تقوم هي بعمليات المونتاج، وهذا أساء للفن، لقد  جربت أمراً مختلفاً مع بعض المخرجين السوريين الموسم الماضي فطلبت إليهم أن يقوموا  هم بعمليات المونتاج، وكانت النتيجة مرضية لكلا الطرفين لأن الرقيب في نهاية الأمر  لا يريد أن يسيء إلى العمل الفني، بل يريد مراعاة ضوابط اجتماعية وأخلاقية معينة،  كما أن الفنان ليس بوارد الصراع مع أجهزة الرقابة لأنها تشكل حماية له أيضاً. ‏

هذا الأمر تم اتباعه في بعض  الحالات وليس جميعها، أي لم يأخذ طابعه المؤسساتي لأنه كان بمثابة تلمس الخطوات،  وعندما وجدنا أن هذه التجربة مجدية وناجحة أصبح هناك التزام من قبل الزملاء بقسم  الرقابة بعدم إجراء أي عملية مونتاج من قبلهم إطلاقاً.. بحيث تتم دعوة المبدع  والنقاش معه ليقوم هو بعملية المونتاج في نهاية المطاف.. بعض الزملاء من الرقابة  احتجوا أن تلك العملية قد تسبب إرباكاً أو تستهلك الكثير من الجهد والوقت ، فقلت  لهم إن الحوار مع المبدع صاحب العمل قد يفتح آفاقاً غير متوقعة , فقد يقترح صاحب  العمل حذف جملة بدل مشهد , لكن هذا الحذف البسيط يؤدي الغرض , لكن دون إساءة أو  تشويه للعمل .لابد من ديمقراطية مجهدة لكنها أجدى , إما أن تقنعه أو يقنعك حتى تصلا  إلى نتيجة.. أما إن كان الرقيب لا يملك أسباباً وحججاً حقيقية تؤيد وجهة نظره فهي  ستنهار أمام دفاع المبدع. ‏

بالنسبة للعرض، لدينا  علامات تختلف قليلاً عن علامات التقييم الفني، فالمسلسل الممتاز يعرض في أوقات  الذروة بالضرورة، لكن إذا قلنا إن هناك وقت ذروة (ألف) وآخر (ب) فإن العمل الذي وصل  أولاً واكتملت رقابته يأخذ فرصة أكبر، هذان هما المعياران الرئيسيان لتحديد مواعيد  العرض: اكتمال العمل وتميزه، المسلسل الذي أخذ درجة جيد بمعنى صالح أو مقبول، لا  يملك الحظ في وقت الذروة، وإلا لماذا التقييم والرقابة من الأساس، ليس من الممكن أن  نعمل مساواة مطلقة لأنها نقيض فكرة العدالة، العدالة تتحقق بالمساواة بين الأشباه  والمتماثلين والنظائر وليس بين الجميع.. ‏

مادامت هذه المعادلة  واضحة وصريحة، لماذا تأخر إقرار المسلسلات حتى آخر لحظة في الموسم؟ والنقطة الثانية  هل من الممكن أن نصل إلى آلية من النقاش الحر والمفتوح مع المبدع مثلما استطعتم  تخصيصه بعمليات المونتاج بعد الرقابة؟. الأمر الثالث البعض يقول إن هناك مسلسلات  أخذت تقديرات ضعيفة لكن أوقات عروضها كانت مناسبة كثيراً؟. ‏

•• ليس هناك مسلسل ضعيف عرض  في أوقات الذروة.. وليس هناك عمل جيد جداً أو ممتازاً ولم يأخذ فرصة عمل ممتازة،  هنا يلعب الدور أيضاً كما أسلفنا، موعد الوصول وموعد التقييم، لأن هناك العديد من  المفاجآت تحدث في هذا المجال.. فمنذ أن بدأنا قصة التقييم، كانت تحدث بعض المفارقات  كأن تظهر أول أربع حلقات من عمل ما ممتازة جدا، ثم تأتي المفاجأة في الحلقة الخامسة  وما بعدها فإذ بالعمل يشهد انهيارات متلاحقة ومتسارعة إن بسوياته أو مضمونه وخطابه  وما إلى هنالك.. فنقع في مطب بالنسبة لهذا العمل الذي وضعناه في وقت متميز. ‏

صحيح أن المبدع يبذل كل  جهده بالعمل، لكن ذلك يجعله لا يقتنع بأن هذا العمل الذي بذل فيه الجهد والمال كان  على سوية متواضعة، فيشكك بنتيجة اللجنة ولاحقاً يشكك بصوابية موعد العرض، هذا أمر  مفهوم لكنه غير مقبول بالنسبة إلينا.. خاصة عندما يأخذ شكل الشتائم والإساءات  المباشرة، وهنا لابد أن نأخذ بالاعتبار أن فنانينا ليسوا مثل نجوم هوليوود يعملون  عملاً واحداً في السنة، فغالباً يكون لدى النجم ثلاثة أعمال أو أربعة في السنة، حتى  المخرج لديه أحياناً عملان، ولو قدم لنا عملين ممتازين فأنا لا أستطيع أن أضع له  المسلسلين في وقت الذروة، هناك اعتبارات تدخل في هذا الإطار. ‏

تتحدثين بمعايير شفافة  وواضحة، لكن اسمك دائماً يبرز في أي هجوم يتعلق بهذا الموضع، لدرجة أن من يقرأ  يستغرب كثيراً من حدة الهجوم؟. ‏

•• أحيانا يقدرني الآخرون  بأكثر مما أستحق، وشكراً لهم على أية حال، وبالتالي يحملونني إيجابيات وسلبيات أنا  شريكة أي لا أنفرد في صنع نجاحاتها أو في تحمل اخفاقاتها.. على أية حال وخشية من  الاستفراد واستبعاداً للطابع الشخصي، فأنا أعتمد على مبدأ اللجان، ولا أعتقد أن  هناك لجنة في العالم تأتمر بأمر شخص، خاصة إذا تكونت من خمسة عشر شخصاً وبمرحلة  منها يكون المدير العام حاضراً، بالإضافة إلى ممثلين من الإعلان . ‏

أفهم الكثير من التهجمات  ولكن لا أقبلها، وأفهم أنه من الصعب كثيراً على المتضرر أن يهاجم المؤسسة لذلك  يختار الأسهل وهو مهاجمة شخص في تلك المؤسسة، فالصدام مع الشخص أسهل بكثير من  الصدام مع المؤسسة. ‏

يقال إنكم تتأخرون في  إقرار فترات العرض هرباً من بعض الضغوط التي تمارسها شركات الانتاج؟. هل هذا صحيح؟ .  

•• لا بالعكس، عندما لا  نعلن الخريطة الخاصة بتحديد فترات العرض، نتعرض للضغوط، ولكن مع العلانية والشفافية  تصبح الضغوط أصعب، فعندما تعلن أن العمل الفلاني سيعرض عند الساعة التاسعة وتشهر  ذلك فسيتحسب الضاغط من تغيير موعده، لكن مع السرية يمكن أن تمارس الضغوط، فالذريعة  المقالة هنا غير منطقية، والحقيقة أننا نتأخر في إعلان الخريطة الاجمالية، لكن لا  نتأخر بإعلان مواعيد الأعمال والمسلسلات التي اكتمل وصولها ورقابتها ، والفرق هنا  أن هناك مسلسلات تكون قد اكتملت ولا مجال للمفاجأة فيها، أو تلك التي اكتملت معظم  حلقاتها، فلم يعد هناك مجال لأن يتفاجأ أحد بالنتيجة، لذلك يحتل هذا العمل المساحة  والموقع الخاص به، وتضطر لأن تعلن عن ذلك ولا تعلن بقية الخريطة لأن الأعمال لم  تكتمل، لأنك لا تستطيع معاقبة المنتج فتقول إنك لن تعرض عمله الذي تأخر وصوله، لأن  مهمتك أن تدعمه وتقف إلى جانبه وتؤمن له سوق عرض، نحن مؤسسات متكاملة نتساهل  بمواعيد وصول الحلقات رغم محاولاتنا ايجاد ضوابط، بمعنى أن العمل الذي لا تصل منه  خمس عشرة حلقة قبل واحد رمضان، لا ينبغي أن يحاسبنا أحد متى نعرضه أوإذا كنا سنعرض  أم لا!. ‏

ما آلية اختيار مسلسل  يعرض الآن مثلاً؟ أي خارج أيام رمضان؟. في القنوات المختلفة وليس في الدراما فقط؟ .  

•• الأمر له علاقة بالعرض  والطلب، تختار مما يعرض عليك، المسألة الثانية أننا نراعي التنوع في الأعمال  المعروضة أو المختارة فلا يجوز أن تعرض عملين تاريخيين في آن معاً.. في وقت الذروة  في الفضائية السورية المحدد بالساعة العاشرة والنصف ليلاً، نراعي أن يعرض عمل سوري  حديث ودرجة تقييمه جيدة جداً، أما بالنسبة لعمل الظهيرة فهو عمل متوافر وموجود في  المكتبة لكنه يستحق المشاهدة والعرض.. هذه بعض من موازين العرض. ‏

تتبع القنوات المتنافسة  أسلوب العرض الحصري خارج رمضان، مثل أبو ظبي والمحطات الخليجية.. هل أنتم بصدد خطوة  كهذه وهل من الممكن أن تتبعوها؟. ‏

•• إذا أشارت الاستبيانات  إلى أن عدد مشاهدي قناة الدراما، يتجه نحو الانخفاض، من الممكن أن نلجأ إلى حلول  تتطلب ميزانيات كبيرة مثل العرض الحصري، لكنني لا أحبذ فكرة العروض الحصرية  للتلفزيون السوري، لأنني مصرة على أن علينا أن نخلص لسورية , وأن تصل صورة سورية  وفكر سورية وحضارتها إلى أوسع الشرائح ... أميل إلى أن يبيع المنتج في عشرات  الأماكن ويعرض في عشرين محطة خصوصاً إذا كان عمله يستحق العرض بالفعل.. طبعاً من  الممكن أن يؤثر ذلك في مواعيد العرض، فإذا باع المنتج عمله لأبو ظبي وقطر  والكويت... فمن غير المعقول أن أعرض في أوقات تلك المحطات نفسها، بل سأعرضه في وقت  مختلف بحيث أحافظ على جمهوري ولا أؤثر على المنتج والعمل بسبب توقيت العرض غير  المناسب. ‏

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية