أخبار فنية

مسرح الجمعية 4

مسرح الجمعية 4

396 مشاهدة

الكاتب والمخرج المسرحي #فهد _ردة _الحارثي

مسرح الجمعية 4

جاء عثمان أحمد حمد للطائف على غير هواه فقد كان يفضل البقاء في جدة  وقد كون علاقات واسعه بها ومن أقربها له علاقته مع الفنان فؤاد بخش ، لكنه أمر وفرض عليه ولابد من التعايش معه ، هاقد وجد المخرج وبقى النص فقمت بكتابة لوحتين وقام عثمان بإعداد لوحه وقررنا أن نبدأ بها ، رممنا مايمكن ترميمه في النص والإخراج وقدم العرض ثم بقينا لفترة نبحث عن نص مسرحي ، ذات ليلة كنت أريد أن أكتب وقد تعودت أن أتنفس وقتها شعراً أو قصة أو مقالة لكني وجدت فكرة النص المسرحي تلح على ذهني ، بدأت بالكتابة ولم تطلع شمس ذاك اليوم إلا ونص ( يارايح الوادي ) مكتوباً بكامله كانت تبدو لي حالة مرور وعبور لحظي لتفريغ بوحي في قالب مختلف ، لأني لم اتخيلني في ثوب المؤلف المسرحي ولم اعدني لذلك ، في مساء اليوم التالي كان النص على مكتب الصديق يحيي اليامي قلب الجمعية النابض والرجل الذي نعود له في كل أمر ، طلب مني أن أترك النص لديه وفجأني في اليوم التالي وهو يخبرني أن النص سيكون عمل الجمعية القادم وكان ذلك فعلاً ، بدأ الأمر فعلياً بعد أخذ موافقة المركز الرئيس للجمعية ، وكان تجميع طاقم العمل هو المحطة الأولى لنا ، يحيي اليامي يدخل بصحبه أحمد الأحمري ويعرفنا على بعض ، كن أعرف الأحمري من خلال نشاط نادي عكاظ وكان ممثلاً فذاً لكنه لم يشارك في أي عمل بالجمعية لظروف مرض والده رحمه الله التي كانت تمنعه من الالتزام بمواعيد البروفات ، اجتمعنا لقراءة النص بحضور أحمد الأحمري وعبدالله نيازي ومحمد بكر وعبدالحكيم النور وعبدالله الوجيه وعبدالقادر محمد وهاني ناظر وحسن الزهراني وهاشم الوقداني وعدد أخر من الوجوه الشابة ومنذ لحظة الاجتماع الأول أخبرت الشباب أن العمل ليس به مؤلف أو مخرج أو ممثل فنحن طاقم واحد نتساوى في كل شيء وكلنا شركاء في هذه المسرحية دون تميز أو تمايز، وافق هذا الكلام مزاج الأحمري جداً ، بينما أزعج جداً عثمان أحمد حمد الذي وجد أنه من غير المنطقى أن نتساوى في كل شيء ، تناقشت معه طويلاً وظل كل منا محتفظ بقناعاته ، وبدأت بروفات الطاولة ثم الحركة وتم استبعاد بعض الأسماء ثم بدأت تظهر مشاكل العمل حيث وجدت أن عثمان ممثل مشهور ومعروف في بلده لكنه في الإخراج لايملك كل الأدوات فهو يغير الحركة كل يوم وينسى مارسمه في اليوم السابق واقترحت عليه أن يكلف أحد الشباب كمساعد له يقوم بتدوين ورسم الحركة حتى يذكره بها في اليوم التالي لكنه رفض ، ودخل العمل في مأزق فعلي بين المخرج والممثلين ، اجتمعنا في منزل عبدالله الوجية انا والاحمري وعبدالحكيم النور والوجيه وقررت أن أطلق يدهم في العمل وكان ذلك فعلاً ، وأصبحت كلما دخلت البروفة وجدت المخرج يصرخ شوف ياأستاذ غيروا الحركة فأطلب منهم رؤية الحركة القديمة والجديدة ثم أقف مع الحركة الجديدة ، ودخلنا في مأزق الغاء المخرج فعقدنا اجتماع تلو اجتماع ووصلنا بقناعة التشاور وإقرار الأفضل وفعلاً نفذ العمل في 1990وحقق نجاحاً كبيراً وبرز نجم الأحمري والوجيه واستمر العرض لسبعة أيام متواليه ومع كل النجاحات والأصداء الإعلامية التي حققتها المسرحية  طلب مني الزملاء التنسيق لمشاركتهم في تقديم عرض للمسرحية في الجنادرية قبل أن يكون هنالك مهرجان مسرحي ، اتصلت بالأستاذ عبدالله الجار الله الذي كان مشرفاً على، أنشطة المهرجان عندما كنت أتصل بالأستاذ الجار الله كان الزملاء يتحلقون حول بعضهم في أحد زوايا المسرح في حالة صمت مهيب0 تم الاتصال ولم تنجح المحاولة فقد أعتذر الأستاذ الجارالله بسبب تأخرنا في التنسيق ،دخلت المسرح محاولاً نقل ماتم في المحادثة الهاتفية وأستغرق الأمر مني استطراداً طويلاً في الحديث لأني كنت أعرف ماتعني كلمة الاعتذار لهم من إحباط ، لم أكد انتهى من جملتي الأخيرة حتى صرخ عبدالحكيم النور معلناً أن المسرح لافائدة منه وأن أحداً لايمكن أن يعرفك طالما كنت تعمل مسرحاً فقط وأكمل عبدالله الوجيه الناقص في تلك الجملة بأنه يفضل العودة للموسيقي فمهما تعبت في المسرح ونجحت لن يذكر أحد لك فضلاً وستبقى في مدينتك التي عملت بها ولن تخرج عن إطارك الذي عملت به، وكادت السبحة أن تنفرط لولا محاولاتي مع صديقي أحمد الأحمري في ترميم مايمكن ترميمه بوعد في البحث عن عرض المسرحية في مدينة أخرى قريباً0