مواضيع للحوار

مسرح الطفل ودوره التربوي والتثقيفيّ

مسرح الطفل ودوره التربوي والتثقيفيّ

741 مشاهدة

Théâtre Régional de Sidi belabbes

مسرح الطفل ودوره التربوي والتثقيفيّ

#الفنان  _بن _الحسين _زواوي

 

منصة " إضاءات في المسرح " للمسرح الجهوي سيدي بلعباس ، وفي عددها رقم سبعة عشر ( 17 ) ، تضئ قضية مسرح الطفل في شقه الإنساني والإبداعي ، مع الفنان " بن الحسين زواوي" ابن مدينة سيدي بلعباس ، وهو من مواليد 01 أوت 1980 م ، كما أنه رئيس جمعية مسرح الشباب والطفل – سيدي لحسن – سيدي بلعباس ، ويشغل منصب مكوّن للفرق المسرحية ، باعتباره إطارا في مديرية الشباب والرياضة .

ضمن مساره الفني وفي مجال نشاطه الجمعوي ، شارك بعديد المهرجانات واللقاءات المحلية ، الوطنية ، العربية والدولية ، كما للجمعية عدّة خصائص في حقل التكوين بخاصة مسرح الطفل ، حيث تأسست الجمعية في 2010 ، وقد أنتجت عدة مسرحيات للكبار والأطفال من بينها :

" مأساة أمير " ، "مأساة أمير 02" ، "الصبر والتحدي" ، " ثمن الحرية" ، " البرغوتة " ، " لنحمي بيئتنا" ، " كنز بلادي " ، " صقر ووردة " ، " اطلنطس" ، " العالم الآخر" ،" عن أخي" ، " خطة الهنود " .

عدد منخرطيها حوالي 132 منخرطا من كل الأعمار والأجناس ، كما تشرف على تأطير عديد الورشات أهمها : "ورشة صناعة الدمى صغيرة وكبيرة " ، " ورشة صناعة الاقنعة بالإسفنج و العجين" ، " ورشة صناعة الاقنعة بالقماش" ، "ورشة صناعة الاقنعة بالخشب" ، "ورشة تعلم كيفية تحريك الدمى /الخيطية / والقفازية" .

أما في مسرح الاطفال أهم الورشات : " ورشة التعبير الصوتي " ، "ورشة التعبير الحركي " ، " ورشه كيفية تصميم الديكور" ، و " ورشة التمثيل" .

كما تجسد الجمعية عدة انشطة مثل الرقص وحتى السينما وصناعة الافلام القصيرة .

وفي هته الورقة يضئ الفنان " زواوي بن الحسين " قضية " مسرح الطفل ودوره التربوي والتثقيفيّ" وعديد المحاور المتعلقة بمسرح الطفل بخاصة ألعاب الدراما الاجتماعية ، واللعب بشكل عام ، وأهمّ الشروط الواجب مراعاتها ونحن نكتب وننجز ونبدع للطفل .

 

.مسرح الطفل ودوره التربوي والتثقيفيّ

يعتبر المسرح من أهم السبل للوصول إلى عقل ووجدان الطفل. والمقصود هنا هو ذاك المسرح الذي يقوم بالتمثيل فيه هم الأطفال أنفسهم، فضلاً عن أنه مُوجَّه إلى الطفل. ولما كان واقع مسرح الطفل في العالم العربي أقل كثيرًا عمَّا يرجوه رجال التربية وأصحاب طموحات القرن الجديد ، لذا كانت تلك الوقفة السريعة.

إذا كان المسرح بالعموم من الفنون الهامة، فإن مسرح الطفل منه على درجة أهم من عدة جوانب؛ لأن تنشئة الطفل على التعامل مع هذه التقنية كفيل بتدريبه على كيفية التعامل مع الآخر، وترسخ لدى الطفل حب هذا الفن الراقي وتحويل المقررات الدراسية إلى ألعاب معرفية يتداولها الأطفال فيما بينهم بطريقة حيوية ولا تعتمد على الحفظ والتذكر، كما أن ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع يتم طرحها على خشبة المسرح بلا تلقين مفتعل ومتعمد.

ليس المقصود بأهمية المسرح الجانب الفكري فقط؛ لأن اللعب من أهم النشاطات الإنسانية عند الطفل، والمسرح عند الطفل من الممكن أن يصبح لعبة محببة، وقد اصطلح على أن تكون مسرحية الطفل مجموعة من الألعاب (ألعاب إيهامية، وألعاب التظاهر، وألعاب الدراما الاجتماعية وغيرها) .

النظرة التربوية ترى في اللعب نوعًا من الفنون يمزج فيه الخيال بالواقع، كما أن اللعب نوعًا من التنفيس عن طاقة الطفل الذي يدفع الصغير لحب الحياة والاستمتاع بها، وهو ما يدفع إلى الانتماء والسلوك السوي.

إن تعامل الطفل بممارسة ألعاب الدراما الاجتماعية تعتبر تدريبًا على تكيف الأطفال لمتطلبات الذكورة والأنوثة.. فتقليد الطفل للكبار في الأعمال المسرحية التي يؤديها الطفل مع متابعة الأطفال (المشاهدين) يزكى تلك المواصفات، وتدريبهم جميعًا على مواجهة الصراع أو عقدة المسرحية.

ثم يأتي دور الكاتب الذي يُعَدُّ من أهم الأدوار، هناك نوعان من الكتابة والكتاب: أولهما الشاعر والقصاص أو المبدع، والآخر هو الباحث الذي قد يكتب نموذجًا واحدًا يعبر عن وجهة نظر، إلا أنه وجد في المبدع أفضلية توفير عنصر التشويق والإثارة مع إبراز الصراع بسلاسة وبلا افتعال.

لم تَعُدْ الأفكار الكبيرة وحدها هي المطلوبة بالمسرح (للطفل).. هناك أهداف أخرى يتلقاها الطفل بلا افتعال.. أهداف لغوية، رفع الذوق العام، التنمية النفسية والوجدانية، تنمية بعض المهارات، تزويد ببعض المعلومات مع تهذيب التفكير.

عمومًا هناك بعض الشروط العامة يلزم مراعاتها حين مخاطبة الطفل سواء بالمسرح أو غيره :

- الاختيار المناسب للحكاية التي تهيئ للفعل الدرامي.

- مراعاة المرحلة العمرية.. سواء للطفل المشاهد أو في العمل الفني نفسه.

- مراعاة القواعد النفسية والقيم العليا والاجتماعية.

- العمل على زيادة خيال ومدركات الطفل.

- المباشرة التي تحترم عقل الطفل، وتنشط ذهنه أيضًا.

بمتابعة المراحل العمرية للطفل وخصائصها، يلزم مراعاة خصائص كل مرحلة كالتالي :

1 – مرحلة الحضانة.. فيها يميل الطفل إلى تقليد أبيه، والطفلة تقلد أمها.. كما أن الطفل يملك خيالاً بلا حدود في تلك المرحلة كأن يمتطي العصا ويتمثلها حصانًا.

2 – مرحلة رياض الأطفال.. وفى تلك المرحلة اللعب والتمثيل شيء واحد. كأن يُغَنِّى الطفل أغنية لحيوان ما ثم يتقمص هذا الحيوان. ويمكن عن طريق الكلمات تلقين الطفل القيم المختلفة.

3 – مرحلة الابتدائية.. التمثيل هنا له دوره الفاعل والهام في الإمتاع والتلقين والتعليم وذلك على عدة أشكال :

- مسرحية المناهج التعليمية.

- توظيف الإيهام المسرحي في تلقين وغرس القيم وذلك عن طريق (ممارسة المواقف التمثيلية، الألعاب التمثيلية أي المزج بين اللعب والموقف المسرحي، ثم الألعاب التعليمية التي تتضمن اللعب والمعلومات).

عمومًا يتأكد للجميع وفي كل المراحل أهمية إبراز الآتي :

- الكشف عن مشاعر وانفعالات الطفل.

- تنمية مهارات الطفل والتدرب على حل المشاكل.

- التعرف على الأفكار واتجاهات الأطفال أنفسهم.

- تلقين المعلومة المعرفية والتعليمية بطريقة شيقة.

وقد أفرد أحد الباحثين بعض الدراسات البحثية عن مسرح الطفل، منهم بحث لـ

"د.محمد مبارك"، وفيه انتهى إلى الآتي :

- المباشرة.. يجب ألا تصل إلى حد التقريرية وإغفال عقلية الطفل.

- فكرة "الخير والشر" في الأعمال المقدمة للطفل؛ يجب ألا تتم بالتلقين وإصدار الأحكام الجاهزة غفل عن عقل الطفل.

- الوعي بالسمات العمرية لكل مرحلة سنية في كتابة وتقديم العمل الفني الدرامي.

- معرفة الدلالات الرمزية للأشياء عند الكاتب لتوظيف ما يعرف بـ "الإسقاط" في معالجة الفكرة.

- ممارسة اللعب التخيلي وتنشيط خيال الطفل من أهم أهداف العمل الفني للطفل.

- حضور الطفل إلى المسرح يمكن أن يخلصه من بعض المشاكل النفسية البسيطة مثل

الشعور بالذنب أو القهر أو الخوف.. مع ترسيخ الانتماء واحترام الذات.

- يرى البعض أهمية مناقشة العمل الفني مع الطفل بعد إسدال الستار.

- يلزم مراعاة القيم الإيجابية في النصوص المقدمة.. من حيث المضمون واللغة.

- كما أن مشاركة الطفل بالتمثيل من الأمور الإيجابية.

- ضرورة أن يغطي النص المسرحي الجانب العاطفي والنفسي والتعليمي لاحتياجات الطفل.

يمكن القول أخيرًا أن المعنى هنا هو مسرح بالطفل وليس مسرحًا للطفل، أي ذلك المسرح الذي يعتمد على الطفل أساسًا في أغلب عناصره من الموضوع والتمثيل والغرض.