حوار مع مبدع

مسرح ..فادي ديوب.. التواصل والتركيز والمتعة...

مسرح ..فادي ديوب.. التواصل والتركيز والمتعة...

1870 مشاهدة

مسرح ..فادي ديوب.. التواصل والتركيز والمتعة...

  محمد القصير

الجمعة 07 تشرين الأول 2011

بدأ مبكراً، وغاب لسنوات، ليعود من بوابة شخصية "هيروسترات" ممثلاً مسرحياً، ومن ثم مخرجاً للعديد من الأعمال المسرحية في مدينته "سلمية".

 موقعeSyria بتاريخ 2/10/2011 التقى الفنان المسرحي "فادي ديوب" ليتعرف عنقرب على تجربة شاب أحب المسرح وعشقه حتى بات جزءاً من حياته.

البداية وكما قال "ديوب": «انطلقت فيمعسكرات الشبيبة والمسرح المدرسي سنة 1989، والعام الذي تلاه كانت لي أولىالمشاركات في مهرجان حماة للشبيبة بعمل للفنان "سليمان السلوم"، ومعه كانت ليمشاركات عدة، لكن ما كان يقدم في تلك الفترة لم يكن هو المسرح الذي أحبه، أو الذيأتمنى أن أقوم به، فهجرته معتكفاً على دراسة المسرح وقراءة العديد من الإصداراتالمسرحية العالمية حتى عام 2004 حيث كانت العودة من خلال مسرحية "انسوا هيروسترات" التي أخرجها الفنان "مولود داؤد"».

ولأن لكل امرئ رؤيته وطموحاته في العمل الذي يقوم به، يجد "فادي" أن الصالةالمسرحية تحد من طموحاته، وتابع يقول: «كل فنان له مقولة يبحث من خلالها في خشبةالمسرح وصالاته، عن مكان يتسع لها ويوصلها، فالمسرح هو المكان الأنسب لتحويل هذهالمقولة إلى رسالة، لأنه وحده من بين الفنون يمنح الفنان وسيلة لإيصال رسالته،وخلافاً مع ما يقدمه التلفزيون من فرصة مشاهدة مريحة، لكن المسرح يتيح فرصة التواصلوالتركيز والفائدة والمتعة، في الدراما يمكن أن تربح المال لكنها تفقد الفنانالحقيقي المتعة الذاتية التي ينشدها«.

ولكن "فادي ديوب" يدين لشخصية "هيروسترات" بفرض أسلوبه على كل المخرجين الذين تعامل معهم وهم قلة، قال : »شخصية "هيروسترات" كانت مفتاح عودتي إلى المسرح بعد توقف دام سنوات عدة، وأعتبرهاتجربة ناجحة وقد لاقت قبولاً جيداً لدى من تابعها، وما جذبني لهذه الشخصية مدىالإشكالية التي قدمتها هذه الشخصية التاريخية في زمن ما من هذا العالم المملوءبالمتناقضات، وهي من الشخصيات المسرحية التي تمنح الممثل استخدام كل أدواتهالتعبيرية، كما أنها تتيح له مساحات تبين قدرات الممثل على الخشبة«.

أما الحركة المسرحية في "سلمية" فهي محكومة بالارتجال غير المنضبط، حسب رأيه، ويضيففي هذا الإطار قائلاً: «هذا مرده إلى البعد عن العاصمة، ما جعل من كل الأعمال التيقدمت تفتقر للدعم المادي، لذلك بدت خجولة إلا في مناسبات عرضها، وبتقديري تقع مسألةنهوض أي حركة مسرحية إلى تضافر كل الجهود إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي منالجهات ذات الصلة، وأعتقد بل أتمنى أن نشاهد قناة فضائية متخصصة بالمسرح على غرارأمور كثيرة أخذت نصيبها الذي لا تستحقه عبر الشاشة الصغيرة».

ويضيف: «لا شك أن هناك من الأعمال المضيئة ما قدم في "سلمية" ولكن هذا لا يمكنالاعتماد عليه وتسميته حركة مسرحية كاملة تحمل كل أبعادها«.

وهو يجد أن المسرح عندنا في سورية أو في الوطن العربي بشكل عام أصبح أباً عجوزاً،مبرراً ذلك بقوله: «لقد تخلت باقي الفنون عن أبوّته بسبب هجر كبار العاملين فيه إلى باقي القطاعات الفنية وتحديداًالدراما التلفزيونية، والعامل الاقتصادي هو السبب الرئيس في هذا التردي، المسرحبحاجة إلى علاج، ولن تفيده بعض المهرجانات الإسعافية أو المسكنة للألم«.

وهو يتعامل مع الأعمال بحرفية، فليس كل ما يعرض عليه مقبولاً، وهنا يقول: «كممثلأجد أن قراءات متكررة للنص والقناعة به أساس الموافقة على العمل، من ثم تنتقل هذهالشخصية إلى المنزل فتأخذ جل وقتي، وكثيراً ما غيرت من سلوكي اليومي بما يناسب هذهالشخصية بغية التعايش والتماهي بمكوناتها، كذلك البحث عن خلفياتها أو ما يمكنني أنأتخيله عنها، بمعنى آخر أبدأ الشخصية قبل السطر الأول من حروفها التي خطها الكاتب، وهنا يستحضرني قول "ستانسلافسكي": "إذا تناولت شخصية شريرة لا تبحث عنمواطن الشر فيها بل ابحث عن مواطن الخير فيه« ".

"جيار ديوب" متابع مسرحي ومن العاملين الفنيين في المسرح، يقول في تجربة الفنان"فادي" والتي تابعها عن قرب: «أعتقد أن ما قدمه "فادي" في شخصية "هيروسترات" قدمتهللجمهور بشكل سريع على أنه يمتلك طاقات تستحق الوقوف عندها، وما يميزه حرفيةاختياره للجانب الموسيقي المرافق لأعماله وهذا لاقى استحساناً لدى الكثيرين منمتابعيه«.

ويضيف: «من أهم أدوات الممثلسلامة النطق ومخارج الحروف، وهذا ما يتميز به«.

جدير بالذكر أن الفنان "فادي ديوب" من مواليد "سلمية" في العام 1974.

شارك في العديد من الأعمال المسرحية ممثلاً ومخرجاً: "انسوا هيروسترات"- "نحنا صغار"- "أفكار لا تموت"- "على الطريق"- "غزاة من الفضاء"- "البوليس"- "ليلة التكريم"- والبانوراما المسرحية "صدى الروح".

وفي الدراما التلفزيونية شارك في مسلسل "ذاك الحنين"- وفيلم "جناح الأم".

وله مشاركات في عدد من المهرجانات المسرحية منها: مهرجان حماة المسرحي- مهرجان حماة لاتحاد شبيبة الثورة- مهرجان رياض الأطفال في "مصياف".

وقد حقق المركز الأول عن إخراجه عمل "على الطريق" في مهرجان حماة الشبيبي.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية