مواضيع للحوار

مسرحة الشعر  أو من القصيدة إلى المسرحية

مسرحة الشعر أو من القصيدة إلى المسرحية

1016 مشاهدة

مسرحة الشعر  أو من القصيدة إلى المسرحية

  رضوان خمران

نظمت فرقة دوز تمسرح في إطار انشطة التوطين المسرحي موسم 2018، و دار الشعر بمراكش في تعاون هو الأول من نوعه بين المؤسستين يوم الخميس 18 أكتوبر 2018 في فضاء المكتبة الوسائطية بالمركز الثقافي الداوديات - مراكش ندوة تحت عنوان :

"مسرحة الشعر... أو من القصيدة الى المسرحية"

وقد شارك في هذه الندوة كل من المخرج و الكاتب أيوب العياسي، الناقدة و الباحثة زهرة إبراهيم و الشاعر ياسين عدنان، و قد سير هذه الندوة باقتدار الأستاذ و الناقد عبد الحق ميفراني.

اتخدت الندوة كأرضية للنقاش مفهوم مسرحة الشعر، و ركز المتدخلون على سؤال:

 اي جدوى لهذا التفاعل ؟

و ما آلياته وملابساته ؟

و ذلك من خلال طرح استفسارات وتساؤلات من قبيل :

- هل القصيدة تتيح هذا التفاعل الابداعي مع التعبير المسرحي ؟

-  و ما هي إمكانية هذا التراوح بين ما هو شعري وما هو درامي ومسرحي؟

- و هل أصلا بنية القصيدة مضيافة لعملية المسرحة المركبة إن لم نقل المعقدة؟

فهناك المسرحي الذي يبتغي النص الجاهز. و هناك المسرحي المغامر. والإشتغال على القصيدة هو في عمقه تحدي ومجازفة و اختبار للشاعر و المسرحي على حد سواء.

 و قد حاول الشاعر ياسين عدنان تحليل هذه المفاهيم مستشهدا بتجربة الفنانة لطيفة احرار المسرحية، والتي اشتغلت على ديوانه "رصيف القيام" و حاولت مسرحة القصيدة والتشابك معها دراماتورجياً و تكيفها مع المكونات الجديدة التي يقتضيها العرض المسرحي. حيث أكد على أن لطيفة أحرار اتخدت من هذا الديوان ذريعة ليس إلا، خصوصاً قصيدة "زهرة عباد اليأس".

في حين أن أيوب العياسي، لم يتخذ من "دفتر العابر" ذريعة فقط بل ظل وفياً للنص لكن بنظرة دراماتورجية ومسرحية  خاصة.

اتفق كل المتدخلين على أن المخرج يحتاج للنص، و المخرج المجتهد هو الذي يدخل في المغامرة، و مسرحة الشعر هي أكبر مغامرة يمكن ان يخوضها مخرج مسرحي.

بعد ذلك عرج المحاضرون على أسئلة جوهرية في طرح مسألة مسرحة الشعر، من قبيل :

- ما الذي يبحث المسرحي في القصيدة؟

- وهل كل قصيدة تحتمل التحول مسرحيا؟

- هل للقصيدة هذه القوة التي تساعد المخرج على التخيل والخلق؟

- و ما هي ممكنات هذا التحول و شروطه؟

و قد تم التأكيد على أن عملية التحول هذه هي عملية جد معقدة في جل مستوياتها على اعتبار أن عالم الشاعر هو عالم جواني و يعتمد على الصوت الواحد لكن المسرح هو عملية متعددة و تعتمد على أصوات متعددة كذلك.

في خضم عرضها القيم، أكدت الباحثة زهرة إبراهيم على أن المسرحة هي نقل حدث أو نص الى عالم الركح. هذا الأخير هو صناعة و عمل و جهد جمالي و ابداعي بالغ الاهمية. إنه نقل للنص من لغة الى لغة اخرى، ومن سياق ثقافي وابداعي الى سياق ثقافي وابداعي اخر. ننتقل من القول الذي يعتمد على اللغة الى السيميولوجية التي تعتمد على الرموز. بهذا المعنى، فإن نظرية المسرحة تكسر نظرية صفاء الاجناس التي تبناها أرسطو. مسرحة الشعر هو الخروج من شرنقة الشاعر الى عالم الصور . انتقالٌ تتشابك فيه ايقاعات الشعر اللغوي الذي يتوحل الى تحركات الجسد في تموضعات محسوبة، تتحق من خلال هندسة الفضاء.

و هنا تكمن صعوبة مسرحة الشعر. عملية المسرحة لا يجب أن تكون أحادية النظرة بل تتطلب حضوراً مزدوجاً، بمعنى حضور النقاد و  الشاعر و الدارس و استحضار المتلقي افتراضاً.