مواضيع للحوار

مسرحنا العربي يهرم

مسرحنا العربي يهرم

748 مشاهدة

مسرحنا العربي يهرم

سامي الزهراني - السعودية

الشباب هم عماد البقاء في كل الفنون وللأسف على مر العصور كان من الصعب للفنون ولجميع الثقافات ان تجد من يكمل مسيرتها من الشباب والمسرح العربي يعاني كثيراً من ذلك، مسرحنا العربي يهرم سريعاً ويجب علينا اتخاذ خطوات سريعة حيال هذا الأمر، للأسف جميع المحاولات المبذولة من تمكين الشباب في المسرح لم تكن كافية وما يحدث من خطوات من خلال إقامة دورات او ورش تدريبية او حتى مهرجانات دون ان تكون لها رؤى مستقبلية لا يمكن ان يعول عليها كثيراً، الشواهد كثيرة لو نستطيع ان نجمع عدد خريجي المعاهد والكليات المسرحية المتخصصة في المسرح واعتقد انه عدد خيالي خلال سنة واحدة ماذا استفاد من اغلبهم المسرح ( لا شيء ) والعدد في ازدياد ناهيك عن من ينتمي للمسرح من الشباب عن طريق الموهبة والهواية وللأسف (لا شيء).

اعتقد ان من اهم العوائق :

١- الشباب أنفسهم، أكاديمين او هواة الغالب فيهم لا يوجد لديهم أهداف مرسومة لذلك تجدهم غالباً يعملون في مجال غير المسرح .

٢- ( القدوة ) للأسف الشباب يتطلعون كثيراً حيال شخص مسرحي له خبرة في المسرح ويتخذونه قدوة وللأسف هذه القدوة دائماً ما ترسل للشباب إشارات وعلامات سلبية للشباب حيال المسرح من خلال حياته اليومية او العامة .

٣- الشباب في الأصل لديه شعور بالرغبة بالصعود على خشبة المسرح لممارسة التمثيل وللأسف تم دعم هذا التوجه من خلال المسرحيين، المهرجانات، البرامج، الدول، هذا المبدء خاطئ اصبح كل الشباب يمتهن التمثيل وغفل عن باقي المهام في المسرح لانها ليست مدعومة بدورات تدريبية أو ورش مسرحية مثل تصميم الإضاءة، الديكور، المكياج، التأليف، الإدارة، إلخ فأصبح هناك خلل كبير ونقص هائل في هذه المجالات .

٤- ( هوامير المسرح العربي ) بعض المسرحيين العرب في اغلب الدول العربية تمترسوا في كل مكان وفرضوا سيطرتهم على المسرح وقتلوا كل التجارب المسرحية الشبابية تحقيقاً لمبدء ( صاحب صنعتك عدوك ) وأصبحوا يتفننون في ذلك ويتقنونه جيداً .

٥- المهرجانات المسرحية الخاصة بالشباب، هذه المهرجانات للأسف لم تقدم شيئاً للشباب فاغلب ما يقدم في هذه المهرجانات من جوائز اما ان تحجب لعدم وجود شاب او تقدم لشخص لا تنطبق عليه الشروط خصوصاً شرط الفئة العمرية وبذلك انتفت روح المنافسة بين الشباب، اما ما يقدم من ورش خاصة، ندوات خاصة بالشباب من خلال المهرجانات من وجهة نظري أضرت كثيراً بالشباب فلا يمكن ان نفصل الشباب عن من يمتلكون الخبرة من المسرحيين العرب فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان يتطور الشاب الا من خلال استسقاء خبرات من كانوا قبله في المجال .

٦- العوائق الإنتاجية المالية، دوماً ما تحفل العروض الشبابية باستخدام وسائل التقنية المختلفة مما يزيد من الكلفة الإنتاجية للأعمال، أيضاً مما يعيق تقدم اي فرقة مسرحية لاستقطاب مخرج مسرحي شاب هو ان هذه الفرق المسرحية المنتجة تتخوف كثيراً من المغامرات الشبابية الخارجة عن المألوف وفشلها خصوصاً اذا كان للفرقة المسرحية سيرتها المسرحية المتميزة .   

العمل مع الشباب وللشباب يحتاج الى تضحيات من قبل الدولة ومن المسرحيين أنفسهم، فالعمل مع الشباب يحتاج الى جهد كبير خصوصاً في المسرح فنحن نتحدث عن شريحة كبيرة من الفنانين بداية من المسرح المدرسي، الجامعي، التكوينات الشبابية التابعة للكيانات الحكومية والمستقلة، مخرجات المعاهد والكليات المسرحية، كما ان هناك دور مهم الفنان المسرحي الخبير وهذا الدور يتمثل بمحاولة تأسيس قاعدة شبابية تعتبر امتداد له من خلال تبني بعض المواهب الشابة في مجاله ومحاولة مساعدتها والرقي بها الى ان تستطيع ان تلامس طريق النجاح .

أورد لكم أنموذجين هنا :

١- حكومة الشارقة والدور البناء لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس حاكم الشارقة في وضع رؤية وإستراتجية واضحة للشباب من خلال اعتماد خطة للمهرجانات المسرحية على مدار العام يبدء بالمدرسي، الكشفي، العروض القصيرة، الثنائي،الصحراوي، أيام الشارقة، الخليجي، وهذا يتيح للشاب التدرج في المشاركة في مختلف المهرجانات واعتمد سمو الشيخ مؤخرا أكاديمية الشارقة للفنون الادائية يتيح المجال للشباب لتوسيع المدارك والمعارف على أسس علمية مدروسة، مبادراة أوائل العالم العربي التي تستضيف من خلالها دائرة الثقافة بالشارقة أوائل المسرح العربي من كل المعاهد والكليات المسرحية وتضع لهم برنامج ثقافي وتدريبي على مدار اكثر من ١٠ أيام، اما على مستوى الكتابة المسرحية هناك العديد من المسابقات في التأليف المسرحي للكبار وللأطفال مدعومة من دائرة الثقافة والهيئة العربية للمسرح .