دراسات أدبية

مسرحية وهم  للكاتب عمار نعمه جابر ديالكتيك الخطأ والحقيقة

مسرحية وهم للكاتب عمار نعمه جابر ديالكتيك الخطأ والحقيقة

801 مشاهدة

مسرحية وهم  للكاتب عمار نعمه جابر ديالكتيك الخطأ والحقيقة ...

خربشة على جدران الخرافة والوهم

#الكاتب _سعد _الدين _مسعد

كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويرى نفسه أحد صوفية المسرح

#المصدر موقع الحوار المتمدن

العدد: 6613

الأربعاء 8 – 7 – 2020

النـص :

حين تقرأ #لعمار نعمه جابر وتغوص في نصه المسرحي «وهم» الموجز سردا والعميق تحليلا وتفسيرا. هذا النص الذي اعتمد فيه الكاتب علي الحوار الديالكتيكي او الحوار الجدلي الذي يجمع بين طالبين يقدم كل منهما حججه وبراهينه للطرف الآخر من أجل بلوغ حقيقة أوردها النص في رمزية رائعة وتكمن في ذلك الطالب الغير مبصر او مدرك هل كتب المعلم علي السبورة ؟

وما كتبه يريد ان يعرفه فيستعين بطالب آخر وينشأ حوار ديالكتيكي بينهما حول جدلية الخطأ والحقيقة

ديالكتيك الخطأ والحقيقة” والمقصود بذلك أن الحقيقة ماهي إلا خطأ مصحح ومعدل. ما يمكن ملاحظته أيضا هو أن العلم حقائق نسبية متطورة تقترب كثيرا من الصحة كونها تجريبية تطبيقية ترتبط بالأدوات والمناهج المستخدمة في الأبحاث العلمية, كما ترتبط بنوعية المجال العلمي الذي يتم الاشتغال فيه ولكنها ليست كل الصحة والمثالية لنعتبرها حقيقة ويتلمسها الجميع لا يوجد شيء اسمه حقيقة الشيء بذاته بالرغم انه ماثل امامنا فما نقوله هو انطباعاتنا ورؤيتنا الذاتية بينما الشيء لا توجد به حقيقة بذاتها فعندما طلب (طالب1) من (طالب2)ان يقرأ له ما دونه المعلم علي السبورة فلو قرأ (طالب2) فما يقرأه نتيجة انعكاسات كهرومغناطيسية ذات طول معين اي ان ما يقرأه طالب 2 هو توصيفات إنسانيه للطبيعة وذاتية وخاصه لرؤية طالب 2

أي أن انطباعات واحاسيس الإنسان بناء علي ما يجلبه المشهد هي رؤي نسبيه لذا من العبث القول أنها حقيقة ذات استقلاليه

وهذا ما تجادل معه (طالب1) وإصراره ان ينقل له طالب 2ماهو مدون حرفيا علي السبورة حتي يستطيع هو بلوغ عملية الإدراك الحسي والمقدرة الذاتية علي التفاعل والإحساس والفهم .

فالمعرفة ليست حقيقه فهي مدركة بالنسبة للحظتها فلا يوجد شيء مطلق ومقدس فالمطلق والمقدس ماهو إلا انطباعات ذاتية لأنصارها ينبغي عليهم مراجعتها دوما لتمييز صحيحها من فاسدها.

وهذا ما ادركه الحوار الجدلي في نص عمار نعمه جابر «وهم» حين يتكشف لنا حقيقة مدركة بالنسبة للحظتها ان الطالبين ليسوا في داخل الصف وإن الدرس لم يبدأ بعد .

اي ان الوهم الذي ساقنا الكاتب من خلاله الي تكشف الحقيقة هو في الأصل كان حقيقة مدركة في لحظتها تمت مراجعتها لنكتشف حقيقة اخري مدركة في لحظة نهائية من النص مما يؤكد علي انه من العبث إدراك الحقيقة المطلقة

لقد وفق عمار نعمه جابر في طرح هذا الحوار الديالكتيكي للتمييز بين الوهم والحقيقة واستطاع ان يشككنا في الحقيقة المطلقة بل انه ارسل رسالة لنا مفادها مراجعة كل افكارنا ومعتقداتنا لتمييز صحيحها من فاسدها , إن نص «وهم» هو خربشة كاتب عربي في جدران الخرافة والوهم

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684036&r=0&fbclid=IwAR0uO4HqznfcZMgF2R__zOMQOeRoFlGis9pxO8p_GZGzVgmrcA46UTg3ZH0