مواضيع للحوار

مسلسل  الاختيار يحرج الدراما العراقية

مسلسل الاختيار يحرج الدراما العراقية

661 مشاهدة

مسلسل  الاختيار يحرج الدراما العراقية !

#بقلم  _عدي _المختار

كاتب ومخرج عراقي

#منذ انطلاق اول ايام شهر رمضان الخير والبركة وبداية سباق الدراما الرمضانية كنا نتابع بشغف ما ينتمي لواقعنا العراقي او يحفظ للعراقيين تاريخهم دراميا لإيماننا ان الدراما وثيقة تاريخية تبقى على مر الأجيال تحكي حقب مهمة من تاريخ العراق إلا أننا وللأسف لم نجد ولا عملا دراميا واحدا حتى , يتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق سوى دراما عليها الكثير من الملاحظات.

تابعنا وباهتمام مسلسل ( الاختيار ) ن تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي وبطولة النجم أمير كرارة ومجموعة من نجوم مصر والذي يتحدث عن شخصية الشهيد المصري أحمد المنسي وشخصية هشام عشماوي التي يجسد شخصيته الفنان أحمد العوضي, من ناحية اهميته التاريخية للمصريين فهو مهم الى درجة تحقيقه اعلى نسبة مشاهدة بين المصريين كونه يتحدث أولا, عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر , وثانيا, كونه يجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان المصريين حول الشخصية المثيرة هشام عشماوي , وثالثا أنه يقدم المؤسسة الأمنية في مصر وجهودها بشكل مختلف يشعر المصريون أنهم بأمس الحاجة له كي يعزز مكانة المؤسسة الأمنية ويعيد لها هيبتها فضلا أن العمل يتحدث عن قضية إرهابية واحدة عاشها المصريون ووجب توثيقها للتاريخ , وطبعا لا نريد ان نتحدث عن طريقة طرح القصة وإخراجها لآن صناع العمل اجتهدوا  كثيرا في صناعة شيء يستحق الإهتمام والمتابعة .

إلا أن الأمر الذي يثير فينا هنا كعراقيين الكثير من الشجون والأسئلة عن تجاهل الدراما العراقية لبطولات العراقيين خلال مرحلة مهمة من تاريخ العراق ألا وهي أربعة سنوات بمواجهة ( داعش) قدم خلالها الشعب كل الشعب ملاحم بطولية لم تستفز أي كاتب أو تثير وطنية أي جهة إنتاج كانت وكأن الدماء التي سالت لا تستحق أن تجسد و تقدم دراميا كي تفخر بها الأجيال كحقب ايجابية كأن العراقيين فيه في أوج انتمائهم لوطنهم .

كنا نتمنى بدلا من ( هرج ومرج ) الدراما كل عام أن نشاهد أعمالا دراميا تكتب وتخرج باحترافية عالية مثلا عن سبايكر أو عن الحشد أو الأجهزة الأمنية التي واجهت( داعش) ببطولة وعقيدة ووطنية خالصة , أين ذهبت بطولات عبد الوهاب الساعدي والبرواري والشهيدة امية الجبارة الشهيد ابو منتظر المحمداوي أو أبو مهدي المهندس أو بكر السامرائي وعلي سعد النداوي ومصطفى العذاري القناص أبو تحسين وسعيّد وسجاد, وكلكم تتذكرون الهوسة المبكية "سعيّد بيك اتغطى .. وسجاد عگالي" و محمد رمضان الذي قطعت ساقة ويده وارتجز "الچف والساگ الطاحن ", لم تستفزهم الفتوى والشباب التي لبت النداء , أو صمود آمرلي وجرف الصخر او اجرى في الموصل والأنبار وسامراء والفلوجة ومحنة الايزيديات والكثير من المآسي والانتصارات لربما لم يستفزهم في كل بيت جنوبي في بابة صورة شرف لشهيد !!.

أتذكر أن الكاتب ماجد درندش المنتمي لهذا الوطن بصدق قد كتب قبل ثلاث أعوام مسلسل عن بطولات ( أولاد واحد ) في مدينة بلد لكن للأسف لم يلقى النص رواجا لدى صناع الدراما!, وكان ثمة مخطط لتغييب هذه البطولات وهذه المرحلة لأنها تحرج العرب أكثر من غيرهم وفقا للإحصاءات التي بينت جنسيات الإرهابيين العرب , حتى حينما انتج عملا قبل سنتين حمل اسم ( غرابيب سود ) لم يكن انعكاس لواقعنا ابان تلك الايام اطلاقا, بل حتى لم يمنح الممثلون العراقيين مساحتهم ونحن اصحاب القضية , ولم يقدم الموضوع بشكل حقيقي بل تشعر وكانه كان مجرد اسقاط فرض كي تقول جهة الإنتاج انها في يوم ما , أنجزت عملا عن (داعش) لم توغل في تفاصيلنا لم تقدم قصص بطولاتنا ومواجعنا بشكل حقيقي .

لذا من حقنا ان نسأل متى تستفيق الدراما العراقية عن سباتها وتترك دراما التهريج او اجترار الماضي وتوثيق للتاريخ بطولات ابنائها ؟, سؤال سيبقى حاضرا كل عام يعري دارمتنا ويحرجها للأسف دون ان يستيقظ أحد من سباته .

و هنا أقول أن هذا التغييب يتحمله القائمين على الدراما الوطنية في العراق مثلا لجنة دعم الدراما التي قدمت رعايتها لعدد من المسلسلات لماذا غيبت هذه المواضيع من رعايتها, لذا نحمل مسؤولية تغييب تاريخنا المشرف للقائمين عن الدراما العراقية في قنواتنا العرقية العامة منها والإسلامية الخاصة لأنها لم تجتهد في تدون هذا التاريخ دراميا للأجيال القادمة .