مواضيع للحوار

مشاركة الفنان عبد الكريم حلاق بمنصة إضاءات في المسرح للمسرح الجهوي سيدي بلعباس الجزائر

مشاركة الفنان عبد الكريم حلاق بمنصة إضاءات في المسرح للمسرح الجهوي سيدي بلعباس الجزائر

674 مشاهدة

تواصل منصة " إضاءات في المسرح " للمسرح الجهوي سيدي بلعباس، الانفتاح على عديد قضايا المسرح، وفي العدد الخامس يضئ قضية " التخصص في المسرح " الفنان  عبد الكريم حلاق" من سوريا، ويشاركنا تفاصيل هذه التجربة وكيف تعامل مع الأشكال الفرجوية في المسرح.

مشاركة الفنان عبد الكريم حلاق بمنصة إضاءات في المسرح للمسرح الجهوي سيدي بلعباس الجزائر

#عبد _الكريم _حلاق

#مدير المسرح العمالي/ حـماه - سوريا

كاتب ومخرج وممثل

#كتب العديد من النصوص المسرحية الشعبية أبرزها فلوس و بانوراما في الحديقة ورجال النواعير وهواجس مسرحيه واللعبة المرفوضة، شارك عربيا في المهرجان المغربي الجزائر ولاية سيدي بلعباس بمسرحيته كلام الليل مع الفنان" فادي الصباغ" وفنيا الاستاذ "كنعان البني" وحصل على جائزة افضل ممثل ، أعماله المسرحية تجاوزت الستين عملا مسرحيا، كما له مشاركات في الدراما السورية والعربية، وفي السينما شارك بفيلمين "الطحالب" و "الترحال" نال العديد من الجوائز تمثيلا وإخراجا وكتابة.

#التخصص في المسرح

المسرح أخّاذ بجمال طبيعة المكان مقاعد كثيرة متراصة وجمهور يأتي من اماكن متفرقة ليجتمع على وجبة غذاء فكري مقدمه للجميع، من مضياف كريم وسخي هو المسرح البيت الدافئ الحميمي ...، الكل يجلس مع الكل الجميع مشتركون في الفكرة لكن الفكرة تتجزأ الى مئات الافكار، تلاقح افكار ذهنية تتواصل مثل تيار كهربائي بين الجميع ..لا يمكن ان تجد متعة بديلة عنه فمتعته لا تستطيع أيّة فعالية ان تصل لنشوة ما يقدمه المسرح من متعة للروح والعقل...

المسرح بتنوع مدارسه اوجد لخصوصيته الديمومة الإبداعية ولا زال الباب مشرعا للإبداع بإيجاد مدرسة جديدة فكل ما يولد من خيال المبدع يشكل مدرسة ابداعية تتألق فيها الخصوصية الفنية لتفرز فرجة فيها التفاعل البصري والحسي، فالجمال في المسرح ليس له قاعدة ثابتة لأن الخيال الجمالي مفتوح على كل تفاصيل الحياة العامة والخاصة، أمّا التخصص فهو ليس عيبا في شكل او مدرسة فالتخصص يعطي حالة من التمكن وليس عيبا ان يمارس المبدع في المسرح شكلا مسرحيا يعمل من خلاله على ايجاد صور جديدة وأعمال متلاحقة بنفس النهج مع التطور والارتقاء بالشكل وإيجاد حلول مفاجئة للمشهدية التي يعمل عليها.

إذن، المدارس المسرحية لا تتناقض بمفهوم الفرجة فكلها تعتني بالفرجة وتحاول تأمين اللوحة البصرية الجميلة، وكل في مجاله، والجميع هنا يستخدم نفس الأدوات، الخشبة، الضوء، الديكور، الموسيقى ولكن من هذه الادوات يخرج الابداع المنوع الممتع.

تجربتي كمخرج وكاتب للمسرح تميزت في المرور على جميع الاشكال لأعرف مدى قدرتي على التعامل بهذه الاشكال ولأرى نفسي أين اكون متمكنا اكثر وأين تتفاعل حواسي ابداعيا حقا كلها ممتعة، لكن للجمال خصوصيات يقع الانسان أسيرا لنوع من الجمال فاستقرت امكانياتي للعمل على امكانية تطوير ما يسمى مسرح الفرجة أو المسرح الشعبي الذي يهتم بالجماهيرية ويبتعد عن النخبة التي تحب على قلة أعدادها ان تستمع بمسرحها، بعيدا عن العامة هذا مزاج لا ننكره عليهم، ولكن الجمهور الكثيف يحب المسرح الذي يشبه حياته من هذه النقطة انطلقنا في المسرح الشعبي ان تدخل الحارة وتعيش تفاصيل تراثها وشخوصها لتبني عليها حدثا مسرحيا شعبيا فيه الكثير من الخصوصية البيئية هنا تسكن الروح المتفاعلة مع ذاتها، المتفرج هنا يتعايش مع حالة انغماسيه في الحدث، فلو ان الشخصيات التي عاشت في الحياة وكان لها الاثر الكبير في مجتمعها وبيئتها كانت موضوعك وتعاملت معها بشكل فني ابداعي لوصلت بالتالي لجمهورك بكل حرارة، هذا ما حصل معي بالضبط أثناء تناولي للمسرح الشعبي في عدة تجارب ناجحة حققت الكثير من المتعة والحضور الجماهيري، ان السحر الآسر في المسرح يكون بتناول حدث دافئ له ارضية معرفية على ارض الواقع، وفي بداية تجاربي مع المسرح الشعبي لجأت للبيئة وجعلت أبطال مسرحيتي شخوصا يعرفهم الجمهور من الواقع وهذا ما جعل الصالة تمتلئ ليرى الجمهور كيف تعامل المسرح مع فلان المعروف بالواقع بأفعاله وحياته.

طبعا أن لكل مدينة خصوصية وفيها من الاحداث والوقائع ما يصلح لكي يخلد في أعمال مسرحية كثيرة، المفاجئ في الامر أن هذه الخصوصية المحلية قد نجحت عروضها خارج حدود المدينة وحققت نفس النجاح والتفاعل مما يشير الى تشابه الحياة الاجتماعية بين المدن وإن كانت اللهجة أحيانا مختلفة وهذا ربما يضيف جمالا، إن سمع الجمهور لهجة لا يتقنها ولكنه يفهمها، المسرح الشعبي مسرح مهم للغاية وقد قفز للمقدمة بين الاساليب المسرحية المختلفة لسلاسته وخفة دمه وفرجته الجماهيرية ..