أخبار أدبية

ملتقى بانياس الأدبي ظاهرة مميزة

ملتقى بانياس الأدبي ظاهرة مميزة

1692 مشاهدة

ملتقى بانياس الأدبي ظاهرة مميزة

 

مجموعة من الأدباء من مختلف الأعمار وعمق التجربة .. فيهم الشاعر والقاص والناقد والمتابع والذواقة .. تجمعوا باسم أصدقاء المركز الثقافي العربي في بانياس ليكونوا نواة ملتقى يجتمعون كل أسبوعين في صباحات السبت .. يقدم لهم المركز الثقافي إحدى قاعاته ويتولى الشاعر المبدع والأنيق (علي سعادة ) إدارة الجلسة بمودة كبيرة .. بعد أن تعمل لجنة مصغرة على إقرار هذا الإجتماع في يوم سبت سابق ..

كنت أسمع عنهم عبر الصديق الشاعر ( محمد شمة ) الذي يغادر إليهم في موعد جلستهم من القدموس يحمل قصائده ومجموعة شعرية أو قصصية زودوه بها في جلسة سابقة كي يقدم رأيه فيها أو يقدم مشاركته إذا كانت الجلسة مخصصة لمشاركات الأعضاء ..

إلى أن جاء وقت استطلاعي .. ، استقبلنا الشاعر علي سعادة في مكتبه الذي اختفت فيه معالم عمله كمحام ،حيث تبدو مجموعات أدبية مختلفة موزعة على طاولته وفي مكتبته ، مما دفعني للتأكد من عبارة المحامي المذكورة أمام اسم علي سعادة .. ولن يمكنك أن تخرج من مكتبه قبل أن تتأبط مجموعة شعرية أو قصصية ..

وفي قاعة المركز الثقافي الذي لا يبعد كثيراً عن مكتبه  ، بدأ الأصدقاء بالتوافد إلى قاعة تطل على هدوء البحر وزرقته في ذلك اليوم الربيعي المشبع بالرطوبة ..

ورغم أن الجلسة التي خصصت لمشاركات الأعضاء  امتدت ما يقرب من ثلاث ساعات ، إلا أن تنوع  القراءات والمشاركات ونقاء الوجوه أنسانا تفاصيل الزمن المتآكل بسرعة ..

القاص علي الشاويش بلقطاته ومرحه الدائم والشاعر محمد سعيد حسين بمشاركاته الشعرية القوية وإلقائه الرائع الذي يدفعك للخشوع فعلاً .. الناقدة رولا خليل بلمستها النقدية الساحرة .. والإبتسامة الدائمة والرأي السديد للأديبة غاندا محمود والحضور الجميل للشاعر مروان جلول بقصائده الهاربة من طرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى .. والحضور الأجمل للشاعر محمد شمة بقصائد القافية والمحكي  وقصائد البدايات عند الشاعرة الشابة راما ضوا ..  ومشاركات أخرى للشعراء جعفر نيوف ومنى عبد الرحمن .. وأسماء أخرى لم أحفظها كلها في حضوري الأول  ..

ودّعوا شاعرهم الطبيب شادي عمار الذي سيذهب في عقد عمل خارج القطر وهنؤوا الروائية لميس يلال بصدور روايتها الأولى ..

وكنت والشاعر غسان علي حسن ضيفا الجلسة باعتبارنا نحضر للمرة الأولى .. ومع ذلك طلبوا مشاركتنا فقدم غسان بعض قصائده وقدمت أنا  إحدى قصص مجموعتي القصصية الأخيرة     ( حروف الدمع ) واستمعت إلى آراء متباينة سرتني كثيراً .. رغم أنها تناولت بعض سلبيات رأوها في القصة .. لكن الجدية في التعامل بهرتني ..

كل ذلك والأستاذ علي سعادة يقود الجلسة ببراعة ، تهرب منه الإبتسامة والكلمة اللطيفة دون أدنى تكلف ..

ويعلن في النهاية أن الجلسة القادمة ستكون لمناقشة مجموعة شعرية بعنوان ( أسود قان ) للشاعرة سهام سليمان  التي ستحضر الجلسة  ، وأن الرحلة الترفيهية القادمة ستكون في ربوع القدموس الجميلة .. وأن ... وأن ..

وتمنيت لو أن الجلسة لا تزال منعقدة ..

الطموح كبير ، والأمل بالتألق أكبر .. يظهر عائق هنا ، وعائق آخر هناك ، لكنهم يستمرون ..

كتب عن تجربتهم رجال صحافة ، وأشار إليهم أدباء مهمون ..

وإذا كنت من محبي الأدب فما عليك إلا أن تتوجه في الساعة الحادية عشرة من صباح السبت إلى مركز ثقافي بانياس كي تتعرف إلى أجوائهم .. وستتوق بعد ذلك مثلي للعودة إليهم حتى لو أبعدتك عنهم بعض مسافة ..

  محمد عزوز

24/5/2010

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية