حوار مع مبدع

من ذاكرة موقع المهرجانات العربية

من ذاكرة موقع المهرجانات العربية

663 مشاهدة

من ذاكرة موقع المهرجانات العربية

#حوار _مع _الكاتب _والمسرحي _غنام _غنام

حوار : #حنان ضاهر

الثلاثاء أيار- 2009

 

#عضو لجنة التحكيم في مهرجان الماغوط المسرحي الثاني :

1- أنت متابع دائم للمهرجانات المسرحية في سورية.. كيف وجدتَ واقع هذه المهرجانات وهل تعتقد أنها مهمة لدفع حركة المسرح السوري إلى الأمام؟

ج 1: بلا شك أن المهرجانات يمكن أن تساهم في إثراء الحراك المسرحي ، و لكن ذلك أمر يبقى في مستوى النظرية ، و ما يمكن أن يعيبها هو كيفية عملها و التعامل معها و العمل من خلالها، فكل ما يعيب المهرجانات لا يكمن في فكرتها بل يكمن في آلياتها، و إنني أسجل لمهرجانات المحافظات في سوريا خلوها من التحول إلى تكية للتنابل، بل تحفل بروح المغامرة و التطوع و الإيثار، على عكس ما يمكن أن أسجله على الدورة الأخيرة من مهرجان دمشق المسرحي و التي كانت تعاني من الفوضى و سوء التنظيم و التمييز و الارتجال و السقوط في مطب استضافة نجوم السينما و التلفزيون بحجة جلب الانتباه الجماهيري للمسرح، و هذا الداء يصيب الآن أكبر المهرجانات العربية، و للأسف يخطف هؤلاء النجوم ما تبقى للمسرح من بريق و يصبح المسرحيون الحقيقيون الذين يقوم على أكتافهم المهرجان كالأيتام على مأدبة اللئام. المهرجانات بحالتها السوية تشكل تتويجاً للحراك المسرحي ، و سوقاً للمثاقفة و تبادل الخبرة و المعرفة، و تطوير الخطاب المسرحي الفكري و الجمالي، و هذا يقتضي أن تنضبط المهرجانات إلى عناوين تشكل أرضية تقام عليها الدورات ، و تكون العناوين منبثقة من حاجات المسرح و المسرحيين و المجتمع، و إلا فإنها ستتحول إلى مناسبات تشبه احتفالات عيد الشجرة و عيد الاستقلال و يوم الكشافة.

2- كيف وجدتَ جمهور هذه المهرجانات المسرحية في تلقيه للأعمال المسرحية المشاركة في هذه المهرجانات؟

ج 2 – في كل مرة تحمل مهرجانات المحافظات مفاجآت من عيار ثقيل، فالحضور اليومي من حيث العدد مذهل فالقاعة لا تستوعب القادمين للمشاهدة ، هذا يستدعي إعادة النظر بالبنى التحتية للمسارح حتى لا تشكل طاردة جمهور لسوءها و ضيقها و حرها أو بردها أو عدم راحة المشاهد على مقاعدها و راحته في مشاهدة المنظور، و لعلمي بأن هذه هي المهمة الأصعب فإن المسرحيين مطالبون بحلول فنية و عروض تتمرد على اشتراط العرض التقليدي و ربما تشكل الحلقة و الفرجة المسرحية في الأماكن المفتوحة، حتى نحافظ على جمهورنا و نرتقي معاً و من يدري ربما يحدث للمسرحين ما حدث معي من انحياز للأماكن المفتوحة . ومن ناحية ثانية يشكل الحضور من الجمهور مفاجأة أخرى، تتمثل في جيل فتي يحمل شغفاً و وعياً يبعث الفرح.و هذا يلقي على عاتق المسرحيين مسؤولية استثنائية للاستقطاب و الحفاظ على هذا الكنز الجماهيري، و من المهم أن يعمل المسرحيون أينما كانوا على جعل المسرح حاضنة آمنة و بيئة صالحة للعائلة حضوراً و مشاركة، في القاعة و على الخشبة، و هذه مهمة تبدو مثالية لكنها نافذة التطور و تجاوز الكثير من الأزمات التي يعاني منها المسرح.

3- سبق وأن قدمت للجمهور السوري أكثر من عرض مسرحي في مناسبات مختلفة فكيف كانت ردود الأفعال على أعمالك المسرحية؟

ج3 :  أحمد الله أن الجمهور السوري في دمشق و الرقة و على مختلف الصعد من مهرجان دمشق إلى مهرجان الشام إلى مهرجان الرقة استقبل عروضي بترحاب شديد، و لن أنسى ردة فعل واحد من أهم مسرحيينا العرب، و هو الفنان عبد الرحمن أبو القاسم عقب عرضي ( حياة حياة) بدعوة كريمة من مديرية المسارح (د. عجاج سليم) و المسرح القومي ( فايز قزق) عام 2001،حيث صعد الفنان أبو القاسم و أجهش بالبكاء فرحاً و تأثراً، و وسمني يومها بقوله ( أنا جاهز للالتحاق بأي عمل تطلبني فيه في الأردن) و أتمنى أن أحقق ذلك، كما لا أنسى تلك الحفاوة التي استقبل فيها الجمهور مسرحية ( يا مسافر وحدك) في مهرجان الرقة المسرحي الأول، و الذي كنت قد تلقيت دعوة من مديره ( حمود  موسى) و شرفنا المهرجان بخمس جوائز يومها. و لن أنسى ذلك الاستقبال المميز لنفس المسرحية حين عرضت في ختام مهرجان الشام في دورته الأولى ، ذلك المهرجان الذي يديره الفنان زيناتي قدسية ، و لن تمحى من ذاكرتي عروض مسرحية (آخر منامات الوهراني) في دورة مهرجان دمشق الأخير، و كيف تناوب جمهور العرض بين الضحك و البكاء في آن معاً. خلاصة القول أنني أعتز بكل ذلك، و ليس الجمهور في سوريا بغريب عني ، و لست بغريب عليه، و هذا شعوري أمام جمهوري العربي من المغرب حتى الخليج.

-كيف تقيّم تجربة مهرجان سلمية المسرحي؟

 

ج 6- لا بد من تحية لتجمع سلمية الفني على مبادرته بإقامة مهرجان للمسرح يرفع اسم الماغوط ، فمن أولى بالماغوط من أبناء سلمية؟ و المهرجان في دورته الثانية بالتأكيد يستفيد من تجربته و يرسخ الإيجابي , يتجاوز العثرات، و نعرف أن من يعمل يخطئ فالأموات وحدهم لا يخطئون، و على الجميع أن لا يجلسوا على الرصيف ليحصوا الأخطاء فقط ، بل أن يهبوا إلى إنجاح فعالية توسلت اسم الماغوط راية. و ربما كان جمهور السلمية هو أكبر ما يفرح في المهرجان أكثر من عروضه و إدارته ، جمهور حاضر بكثافة في العرض و الندوة و النقاش و إبداء الرأي ، خاصة الفئة الفتية منه ، و هي فئة مثقفة واعية. و أنا واثق أن مولود داؤد و فرقة كور الزهور و تجمع سلمية بإمكانهم أن يجمعوا كل فعاليات سلمية الثقافية و الاجتماعية حولها في الدورات القادمة، و أن يعنونوا دوراتهم و يوسعوا استقطابهم للفرق و المختصين. كما لا بد أن تعمل الفرق على تهيئة جيل قادم يحمل الراية و يجدد الدم و النبض، فالحياة لا تقيم في منازل الأمس كما قال جبران، لأن هكذا مهرجان مؤهل لأن يلعب دوراً مهماً على الخارطة المسرحية، إلى جانب مهرجانات أخرى أخذت تضع نفسها على الخارطة بجدارة مثل مهرجاني الرقة و الشام.