مهرجان الفنون الشعبية في إدلب 2008

مهرجان ادلب الخضراء للفنون الشعبية 2008 : اليوم الثالث

مهرجان ادلب الخضراء للفنون الشعبية 2008 : اليوم الثالث

2054 مشاهدة

تستمر فعاليات المهرجان في يومها الثالث السبت 12 / 7 / 2008  على التوالي وعبر فترتين :
الفترة الصباحية :

تم افتتاح الندوة الفكرية بعنوان :  "الأزياء الشعبية في سوريا "
 وذلك في الساعة الثانية عشر صباحاً .
شارك في الندوة .
- الأستاذ برهان عزيز حيدر
   البحث بعنوان ( الأزياء الشعبية في تراث ريفنا الساحلي )
- السيدة جمانه
  البحث بعنوان ( اللباس الشعبي في محافظة طرطوس )
- الأستاذ مصطفى محمد الصوفي
  لبحث بعنوان ( تاريخ الأزياء الشعبية في حمص )
- الأستاذ غسان قدور
  البحث بعنوان ( الأزياء في منطقة سلمية قديمها و حديثها )
وقد أدار الندوة الأستاذ نجم الدين السمان ، وحضر الندوة عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي ، والضيوف والإعلاميون والجمهور .
* في المحور الأول تحدث الأستاذ برهان عزيز حيدر عن تاريخ الأزياء الشعبية في ريفنا الساحلي معرفاً الزي: " فالزي يعني النموذج أو الصورة المألوفة في العين والذاكرة معاً، والزي عادة مأخوذ من العادات والتقاليد من جهة والطبيعة من جهة أخرى، وتأثير الطبيعة في الأزياء الشعبية بشكل خاص أوضح وأمضى وأكثر امتداداً، لأنها تطبع جميع الكائنات الحية بطابعها من إنسان، وحيوان، وطير، ونبات، وحتى الجمادات تتأثر بالطبيعة المحيطة بها، وقد حبا الله طبيعتنا الساحلية جمالاً أخاذاً وخلاباً يفتن العقول ويثير المشاعر بلا حدود . "
ثم تحدث بالتفصيل عن أزياء النساء والرجال بمفرداتها وصفاتها ورموزها ودلالاتها الاجتماعية / الشعبية.
وقدم الأغنيات الشعبية القائمة على توصيف اللباس واقترانه بالحالة الاجتماعية من عادات وتقاليد :
عن " العبا " العباءة
يا غزيل يا بو العيبا  يا بو الحطة مشرشيبا
عن " القمباز "
يا بو قمباز ملمع  حضر حالك وتسمع
يا بو قمباز الفنلي  دخلك قلي دخلك قلي
ثم تحدث عن الحلي التي كانت تقدم للمرأة في يوم زفافها
* في المحور الثاني تحدثت السيدة جمانة عن اللباس الشعبي في محافظة طرطوس ، والذي يمتاز بأنه فضفاض وواسع ومحتشم .
ثم عرضت نماذج من اللباس القديم للمرأة والرجل بشكل عام، ثم تعرضت بالشرح عبر النماذج لباس الشاب العازب والفتاة العازبة والمرأة المتزوجة وكذلك الرجل، وكبار السن .
ثم عرجت على لباس العروسين وأشكال الحليّ التي تتزين بها المرأة يوم عرسها.
ولم تقف عند هذا الحد بل قامت بأداء الأغنيات الشعبية التي تغنى بمختلف المناسبات المتنوعة.
* المحور الثالث تحدث فيه الباحث الأستاذ محمد مصطفى الصوفي عن تاريخ الأزياء الشعبية في محافظة حمص موضحاً الضرورة الحياتية التي أجبرت الإنسان على التفكير بحماية جسدة من عوامل الطبيعة من حر وقر، ومع تطور معارفة استخدم الثوب لستر العورة، وبالتالي لتأمين راحته الجسدية والنفسية.
وأشار إلى أن أقدم ثوب خاطه الإنسان في سورية هو القميص الطويل المغلق من الأمام ذو فتحة على شكل زاوية حادة، تحت العنق مع فتحتين جانبيتين على شكل أكمام والذي يعود إلى الألف إلى الألف الثانية قبل الميلاد.
وأن الأزياء في الشعبية في سورية كانت أرامية الأصول، أضيفت إليها لمسات يونانية ورومانية، قبل أن يدخل العرب المسلمون إلى بلاد الشام بملابسهم الفضفاضة البسيطة وقمصانهم الطويلة والسراويل العريضة والعمائم الكبيرة.
وبين أنه مع الزمن والبيئة الطبيعية والحالة الاجتماعية والسياسية تقوم بدور أساس في تنوع الأزياء من مركز المدينة باتجاه الريف والسهل والجبل وتنتهي في أعماق البادية وتشمل لباس الرأس ثم للباس الداخلي ثم الخارجي.
وختم البحث بالقول أن أزيائنا الشعبية الحالية ندين بنماذجها وابتكاراتها إلى شعوب الشرق وحضاراتها التي تعود إلى ألفيّ سنة قبل الميلاد.
* المحور الرابع تعرض فيه الباحث الأستاذ غسان قدور عن تطور الأزياء في منطقة السلمية التي مرت بعدة مراحل من الهدم والإعمار الذي رافقه اختلاطات اجتماعية أفرزت جملة من العادات والتقاليد سادت المنطقة.
وقد تأثرت السلمية بالبادية القريبة منها ، وكذلك تأثير المدن المجاورة ( حمص وحماة ) ، لكن تأثير البدو كان أكثر نفوراً من سواه.
ثم تحدث عن أزياء الرجال وتطوراتها وكذلك أزياء النساء، عبر فترة من الزمن منذ الإنشاء الرابع لمدينة السلمية.
ثم أور بعض الأبيات الشعرية التي تتغزل بالضفائر والجدايل :
جدايل شقر فوق المتن دليت  على التعتير والتعذيب دليت
إذا منك ليوث الغاب دلت  أنا إن دليت ما عليّ عتاب
ومقطع آخر:
تغاوى بالجديلة والعصابة  قلبي تعب عقلي ولع صابة
هداك الباق قلبي والعصابة  ما عمره سارق الحلوين تاب
أقيمت الندوة في صالة المحاضرات بمديرية الثقافة بادلب، وكان قد نسق لهذه الندوة السيد علي أبو دياب .
الفترة المسائية :
كانت ليلة حموية شاملة حيث قدمت الفرق المشاركة عروضها القادمة من مختلف مدن وريف محافظة حماة.
وتم توزيع بروشور يعرف بالفعاليات التي جاءت تحت عنوان " سهرة مع فسيفساء الفنون الشعبية في محافظة حماة. وشعار جاء بمثابة الحكمة التي تشير إلى الهدف من المهرجان " التراث هوية وأصالة وانتماء " .
ثم قدمت فرقة محردة لوحة بعنوات " أغاني العرس الشعبي دبكات شعبية .
ثم قدمت أغاني تراثية شعبية تتحدث عن المواسم المختلفة التي تمر على المنطقة من زرع وحصاد وقطاف للقطن ....... الخ.
حيث قدم المركز الثقافي العربي في السقيلبية " فرقة العاصي للفنون الشعبية " لوحة ( العرس ع الموسم " الذي قدمه مجموعة من الفتيان والفتيات بشكل استطاع أن يستحوذ على قلوب الجمهور الذي شارك المشهدية بالرقص والتصفيق .
بعد ذلك قدمت مديرية الثقافة في حماة " الفرقة السلطانية : في عراضة العرس الحموي، التي تعتمد على مهارة الشاب الذي يقول " العداويات " التي تدل على الحدث والفعل الذي تطلب من الشاعر الشعبي تأليف الأناشيد المعبرة وذات الدلالة العميقة لما يجري في الواقع.
ولقد تعاطف الجمهور مع الفرقة التي ميزت نفسها بالمادة الجيدة المتقنة وحمل الأكتاف حيث شكل الثلاثة فوق بعضهم  مشهدية ولا أجمل .
ثم تم تقديم درع المهرجان للفرق الثلاث المشاركة من قبل الأستاذ هيثم شحادة مدير الثقافة في ادلب، ومدير مسرح قومي حلب الفنان أسامة السيد أحمد . وللسيد مدير الثقافة في حماة الأستاذ الشاعر محمد عارف قسوم .
وهكذا عشنا على مدار الفترتين كل جميل جدير بالمشاهدة .
كنعان البني – ادلب الخضراء

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية