أخبار فنية

مهرجان المسرح العربي.. نحو مسرح عربي جديد و متجدد.

مهرجان المسرح العربي.. نحو مسرح عربي جديد و متجدد.

1504 مشاهدة


يسجل مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، و قد وصل دورته السادسة هذا العام، مظهراً مهماً في أسلوبية إدارته و اختيار المشاركات فيه؛ فالمهرجان أصبح الأهم بين المهرجانات المسرحية العربية، و من أبرز ملامح تطور هذا المهرجان:

الانتقال في كل دورة من دوراته إلى مدينة عربية مختلفة، فقد كانت دورته الأولى عام 2009 في القاهرة ؛ و الثانية في تونس عام 2010، والثالثة في بيروت عام 2011، و الرابعة في عمّان عام 2012، و الخامسة في قطر عام 2013، لتحل السادسة في الشارقة ، مسقط رأس الهيئة العربية للمسرح و مقر أمانتها العامة . و سجل المهرجان بانتقاله استفادة عظمى من تنوع مناخات هذه المدن المختلفة، و تنوع الكوادر العاملة في لجانه، و تنوع فضاءات العرض. و هو في نفس الوقت يساهم مساهمة كبيرة في خروج معظم هذه المدن من فترة السبات الشتوي التي عادة ما تكون في يناير بداية كل عام، و يرفد مسارحها بعشرات المسرحيين العرب يقدمون إبداعهم على خشباتها، و ينقلون الخبرات المسرحية المتحصلة في هذه التجارب، و هذا ما لا يتحقق في أي مهرجان قار في مكان واحد مهما عظم و عظمت أهميته.

التطوير في آليات الاختيار و المشاركة، فبعد الدورة الأولى التي اعتمدت على مخاطبة الجهات الرسمية أو النقابية لترشح أعمالاً للمشاركة في المهرجان، كانت الوقفة أمام تغيير طريقة الترشيح، و إعطاء الفرصة للجميع سواءً جهات رسمية أو شعبية لترشح أعمالها، و للهيئة الحق في القبول أو الرفض تبعاً للمستوى، و تم تطبيق الأمر في الدورتين الثانية و الثالثة، لينتقل المهرجان إلى وضع معايير جودة أكثر صرامة من خلال لجنة مشاهدة عربية  تعمل على الاختيار.

جاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  الرئيس الأعلى للهيئة بإطلاق جائزة لأفضل العروض العربية، و تكليف الهيئة العربية بالإشراف عليها عام 2011، بمثابة الدافع لتطبيق شروط تنافس أكثر صرامة، من خلال وضع لائحة واضحة للتنافس على الجائزة تعمل بالتوازي مع شروط المشاركة بالمهرجان.

و إذا كان المتنافسون قد بلغوا في الدورة الرابعة حوالي 64 عرضاً مسرحياً عربياً، فإن النسخة الخامسة قد شهدت تنافس حوالي مئة عرض ، فيما تشهد السادسة تنافس حوالي 160 عرضاً، بما يؤشر إلى أن المهرجان بات يشكل البوابة التي يتوخى المسرحيون دخولها و التواصل من خلالها و تثبيت مشاريعهم الجمالية و المعرفية، و ذلك دفعاً لطاقة الاستمرار و الحيوية إلى الإمام

و يأمل القائمون على المهرجان أن يتمكنوا من زيادة أعداد الفرق المشاركة في المهرجان، و ذلك بتوفر بنى تحتية تستطيع استيعاب المزيد من العروض في نفس الفترة المحددة و هي سبعة أيام، المدة الثابتة للمهرجان، و ذلك لإتاحة الفرصة أمام التنوع في الأشكال و الأعمال المسرحية، و التنوع في فئات الجمهور من الحضور، و تشهد الدورة الحالية خطوة بهذا الاتجاه إذ يشهد برنامج العروض في بعض الأيام أربع مسرحيات مختلفة في الليلة الواحدة ، كما يأملون أيضاً أن ترتقي المشاركات في التنافس على الجائزة نحو تحقيق شعار  الهيئة " نحو مسرح عربي جديد و متجدد" كما و نوعاً، حيث أن هذا الشعار يشكل مفهوماً ثابتاً لنتاج متحرك.

المهرجان الذي ينطلق برعاية و حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الشارقة يوم العاشر من يناير الجاري يشهد مسرحيات: الجميلات من الجزائر، ريتشارد الثالث و الدرس من تونس، و حلم بلاستيك من مصر، و ع الخشب من الأردن، و ثمانين درجة من لبنان، و ليلي داخلي من سوريان و عربانة من العراق، و نهارات علول و الدومينو من الإمارات و عندما صمت عبد الله الحكواتي من البحرين، إضافة إلى مؤتمر فكري بعنوان المسرح و الهويات الثقافية، و ندوة نقد التجربة همزة وصل في المسرح الإماراتي.

موقع المهرجانات في سوريا

يتمنى التوفيق والمزيد من التألق للمهرجان

كنعان البني

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية