أخبار فنية

مهرجان مقامات يحتفي بالكاتب و المخرج المسرحي كريم الفحل الشرقاوي رائد المسرح التجريبي بالمغرب

مهرجان مقامات يحتفي بالكاتب و المخرج المسرحي كريم الفحل الشرقاوي رائد المسرح التجريبي بالمغرب

805 مشاهدة

مهرجان مقامات يحتفي بالكاتب و المخرج المسرحي كريم الفحل الشرقاوي رائد المسرح التجريبي بالمغرب

مجلة الفنون المسرحية

          محمدالصاليحي 

       في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان مقامات الذي نظمته جمعية أبي رقراق بمدينة سلا المغربية من فاتح إلى 4 ماي 2019 احتضن فضاء المكتبة الصبيحية التراثية لقاءا إبداعيا ممتعا مع رائد المسرح التجريبي بالمغرب الكاتب والمخرج المسرحي كريم الفحل الشرقاوي المدير الفني والإداري لمركز نون للأبحاث الدرامية والمسرحية و الاستراتيجيات الثقافية والذي حصد العديد من الجوائز على مستوى التاليف و الإخراج بصمتها أعماله المسرحية التجريبية التي شكلت قفزة نوعية وعلامة فارقة في المشهد المسرحي المغربي . حيث سبق للمبدع كريم الفحل الشرقاوي أن قام بأدرمة و مسرحة اللوحة التشكيلية و المقالة الصحفية والقصيدة الشعرية و المتن السردي الروائي ... و قدم عروضا مسرحية بثلاث معالجات درامية و ثلاث رؤى إخراجية ... و يكفي أن نذكر بأن  مسرحيته " التمثال " تعتبر المسرحية الأكثر تتويجا في تاريخ المسرح المغربي بحصولها على 13 جائزة في الموسم الواحد . 

        وقد حضر هذا اللقاء ثلة من المبدعين والفنانين والنقاد و المثقفين  حيث تضمن قراءة نقدية عميقة إستطاعت أن تنفذ إلى تجاويف إصداره المسرحي الجديد " أهل المخابئ " . وهي القراءة التي قدمها الشاعر والناقد رشيد أزروال تحت عنوان " أهل المخابئ فنطازيا العوالم السفلية وسطوة الأحذية الثقيلة " حيث اعتبر الناقد في مستهل قراءته أن هذا الإصدار المسرحي الهام للمبدع كريم الفحل الشرقاوي  قد جاء في حينه لخلخلة المنتوج الدرامي المغربي الذي هيمنت عليه الاقتباسات والاستنباتات ... كما هيمن عليه بعض مقترفي الكتابة الدرامية الذين يفتقرون لعدة دراماتورجية  و مباركة ديونيسية .

وفي مقاربته لتمفصلات البنية الدرامية لنص " أهل المخابئ " حاول الناقد رشيد أزروال التقاط المؤشرات الدلالية والاستيطيقة والتخييلية ... مؤكدا ارتهان المؤلف واعتماده على لغة " الفنطازيا والفانطاستيك والغرائبية كعوالم مدهشة ساحرة و صادمة تغذي النص الدرامي بقوة تخييلية قصوى تأسر المتلقي " . كما أشارت الورقة النقدية إلى كون الكاتب لم يكتف بلغة الإبهار والفانطاستيك بل دعمها بلغة السخرية السوداء والكوميك الصادم وأدوات الهزل النقدي اللاسع واللاذع بهدف تعرية أقنعة الواقع وإماطة اللثام عن بريق الزيف الذي يغلف المفاهيم المتسلطة و المهيمنة على الوعي و اللاوعي الجمعي . محاولا النفاذ بذكاء إلى العوالم السفلية و الفضاءات التحتانية للواقع  متسلحا بقلم كاريكاتوري ساخر قادر على نحت الأعطاب المضمرة والتشوهات المتوارية والعاهات المستترة في الأقبية السحيقة لمدن المخابئ .

على المستوى الدلالي سعت القراءة النقدية العميقة والمتمكنة إلى استحضار الدلالات المتشابكة والمتكاثفة في النص الدرامي سواء من خلال الرسائل المشفرة والصريحة أو من خلال الطبخات التي ابتدعها الكاتب كبديل ماكر عن مصطلح المشاهد أو الفصول " من أجل أدائها لوظيفة دلالية تتساوق مع الخطاب الدرامي التحتاني المراد إرساله إلى المتلقي " . وهو خطاب يبتعد عن المباشرة الفجة ويتوسل " بلغة فنية يتحقق معها شرط المسرحة بما هي منجز فني يفجر المتعة الذهنية والتخييلية ويحقق الاستجابة الذوقية " . وبعد استدعاء الورقة النقدية لحوارات مبنينة في النص بهدف الإستضاءة و التوطين التحليلي من داخل سياقات النص الدلالية يتطرق الأستاذ رشيد أزروال لغنى وثراء المعطى الجمالي الاستيطيقي في نص أهل المخابئ مستحضرا الرؤية الكروتيسكية التي " تتأسس على تدوين للتحول والانتساخ ( المسخ والمشوه ) والتهجين الكاريكاتوري القائم على الفانطاستيك والغرائبي والعجائبي  . أما على المستوى التخييلي فان القراءة النقدية مافتئت تؤشر على كون نص " أهل المخابئ " نص تخييلي بامتياز . تربته التخييلية الغنية والثرية تشي بها الشخوص والفضاءات والعوالم الغرائبية التي نحتها المؤلف بروح ابداعية تجريبية تمتح من تجاويف البلاغة الفانطازية اللاسعة حد الألم الموجع .