أخبار أدبية

مهما قست الحياة ستعبر العتمة

مهما قست الحياة ستعبر العتمة

694 مشاهدة

مهما قست الحياة ستعبر العتمة ...  

الأديبـة : #فــداء _سلــوم / #ســوريــا

      يقول #درويش في إحدى روائعه :

أعدّي ليّ الأرض ... كي أستريح .... فإني أحبك حتى التعب

رائعته هته من حزمة كل الروائع التي جاد بها تصلح لكل زمان ومكان ... فنحن نعشق الحياة ما استطعنا إليها سبيلا ... وفي مرارتها حلوها ... وفي خيباتها انتصاراتنا السامقة ... وفي شتى الطعنات امتداد حياة لنا ودروس لا تنسى .... في عشقنا للوجود عريشة ياسمين ممتدة لا تذبل ... تعشق الفصول الأربعة بكل صحوها وتبلّدها، في فصولها تلكم نكسات ومواقف وأفعال ... نحن بني البشر من طينة أصحاب المواقف والمبادئ لا نؤمن إلا بالأفعال ... فتلكم الأخيرة عربون مودة وحب وعطاء لا ينضب ... في تلكم المواقف والأفعال وجه حقيقي لا ألف قناع  يتساقط ... نحن بقلوبنا البريئة وبالفتحة التي بتلكم القلوب نلفيها تتّسع لكل الضحكات والابتسامات .... ندخل معترك حروب شرسة ونخرج منها منتصرين بأناقة لأن المضغة بالقلب ما تزال بريئة وحبلى بالحب وبالإنسانية ... فتحة القلب تلكم ما تزال غائرة حتى نغرف منها الجمال والسؤدد والصفاء ... لنا ولكل منا الكثير من الندوب والجراح لكن وهي تمطر قهرا بالمقابل نجدها تمطر عفوا ونزاهة ... الحياة وإن كانت رديئة فقلوبنا العفيفة تملك شرعية التعايش في مساحة خضراء أكثر ارتواء بالوصل الإنساني ... وفي ذلكم الوصل جدائل بذل وعطاء وتضحيات لا نريد منها مقابلا ولا شكورا فقط مساحة سلام وأمان لنتعايش مع ما يخبّئه لنا القدر .... لنا بريق خاص وإن تكوّمت داخلنا كل المصائب ما نزال نتلو صلوات السمو والترفع في كبد سماء شاسعة لاحتضان دعواتنا وابتهالاتنا  ....

 القلب مضغة من الحنين والحنو ... له ضحكة جادة وعبرات حارة ... لابد من تتّبع خيط النور والوهج داخلنا حتى لا تنطفئ فتيلة الأمل ... فتيلة الحب وفتيلة الإنسانية ... حتى نكمل المسار بثبات ونبقي على الورد داخلنا عبقا، عطرا وفوّاحا .. كما الحياة تماما تظل فراشة بهية مهما احترقت ... لتبقى الأرواح سهولا شاسعة وممتدة كما الآمال والأحلام ... ولابدّ من تجاهل كل أسى وكل نكسة لنمتلئ كل حين بالثبات والصمود ... فلا أنا ولا أنت ولا من عرفت سيعرف القلق سبيلا إليهم .... ببساطة لأننا نستبدل الطعنة بابتسامة نور ... والرصاصة بالورد ... وكل خذلان بقبلة رضى على جبين القدر حتى نستمر ... ونستمر ... ونستمر ....

 تقديم : #عباسية _مدوني _ الجـزائــر

 وها هي مجدّدا، تطلّ علينا الأديبة والقاصة " فـداء سلوم " من أرض الياسمين –دمشق، حتى تتحفنا مجدّدا بإحدى روائعها من جذور العطاء ومن قلب الواقع، وهي تنسج من نبض القلب كل الحب والجمال والإنسانية حتى لا يتلاشى نبضه ولو في عزّ التيه والعوز والحاجة ... حتى لا نغرق مجدّدا في لجج الوجود وحتى لا نتوه ... وحتى لا نهرب من ذواتنا لابدّ أن نوزع الحب والحنوّ والإنسانية لنضمن البقاء سالمين، سامقين وشامخين .... لنمضي بعنفوان ورفعة ... حتى ننجو من الخيبات ....

ينقبض القلب فجأة لإحساس غريب بالخطر، وبلحظة قاسية نستشعر الوحدة والغربة ...

نحن غرباء، وساحات الفراغ تحتضن الروح والجسد، والصمت يلفّ مكان تواجدنا، ولم تستطع أحاسيسنا أن تتعرف عليه...

فقط ضربات القلب المتسارعة كانت مسموعة بذلك المكان الموحش ...

وأطلت العتمة مبتسمة لملامح سرق لونها الخوف ...

نفس هذا القلب كان قبل ساعات مشرقا ... فرحا ومبتهجا...

ملامحه امتلكت ألوان الفرح كلها ...

فكلمة نطقت بمحبة أحييت نبضاته، كلمة شوق ودودة رسمت الرضى وأعادتنا سنوات للوراء حتى ظنننا أنّنا أطفال...

قطعة سكاكر قدمت لنا فرحتنا ونال ذلك القلب الرقيق نصيبه من الرضى،       ويا لبهجة عيوننا فقد أهديت لنا علبة لبان نعشق مضغها، ونعشق حلاوتها وطعمها، ونعشق ذلك البالون المنفوخ منها ... ونبتسم لفرح جميل أحطنا به ؛ فمن يحبنا والتقانا صدفة، لم يستطع إلا احتضاننا، وتلاقى الكتف ليقبل الكتف من بعيد إلى بعيد ناثرا كلمات الصدق والشوق ...

يا قلب يا ساكنا يسارنا كيف تعرف بأحوالنا ...؟

كيف تعطي الأوامر لدقاتك لتتغيّر وتتلوّن ...؟  فتسيطر على لون خدودنا ...

ألم تتعب من النبض ليل نهار...؟

كيف لا تنام...؟  كيف لا ترتاح ....؟

الله خلق الدنيا بستة أيام واستراح باليوم السابع ...

يا قلـــب إيّــاك أن تخون ثقتي بك فتتوقف دون أن تأخذ الإذن مني...

أمـهـلــني لحظات ... أمهلني ساعات ... أو أيّاما ...

لأوزع تلك المشاعر والأحاسيس التي أفرحتني ... دعني أنثرها بالكون الفسيح

فيتردد الصدى ى ى ى ى ... ى ى ى ى

سآخذ وعدا منك ... لا تبح بأسراري، ولا تجعلها كلمات بلا ألحان ...

يرددها الصدى ،أنغام يدندنها عشاق الحياة ...

 مهما قست الحياة ستعبر العتمة