مواضيع للحوار

مونودراما سأموت في المنفى.. حياة اسلوبية متقنة الفن

مونودراما سأموت في المنفى.. حياة اسلوبية متقنة الفن

1080 مشاهدة

  

مونودراما سأموت في المنفى.. حياة اسلوبية متقنة الفن

د. جبار خماط

نشر : محمد سامي

 

مونودراما سأموت في المنفى ، حياة اسلوبية متقنة الفن ، لها نسيج موضوعي يعيش في الوجدان العربي ، أثث لها المؤلف والمخرج والممثل "غنام غنانم" ، بحروفيات لها وجوه كلمات تغوص في الذاكرة ، تستخرج منها الألم والنجاح على حد سواء ، كوفية وكرسي وممثل ، يؤسس معها حالات وخبرات، يتفاعل معها الجمهور ، الذي ينتقل من مجال سينوغرافي الى آخر ، ينتظره الجمهور ، وكأنه يمثله في حياته العامة ، وهنا يتحول الممثل الى قائد رأي، قابل للاتصال وانتاج رسائل بصرية وسمعية وحركية ، نجح في صياغتها بإتقان .

يتحرك العرض المسرحي ، على نغمتين زمنيتين ، نغمة تسكن الماضي، وثانيهما تبني حاضراً ، تشترط من المتلقي الانتباه ، للجسر الايقاعي الرابط بين الزمنين ، وهو يتطلب مرونة في الاداء التمثيلي ، الذي يغادر التعقيد والتكلف ، ويميل الى صناعة اللحظة اليسيرة التي تسمح للمتلقي التفاعل معها ، فكرا وشعوراً ، مما يتطلب حضورا فاعلا للاتي :

  1.  بناء الصوت ايقاعيا
  2.  الابتعاد عن الافراط الحركي
  3.  انتاج التاريخ بالجسد وعلاماته المعروفة لدى المتلقي

هذه العناصر ، تمكن المخرج والممثل من استثمارها مسرحياً، يدفعه هدف فني، يتمثل بالجمهور ، بوصفه شريكا مراقبا ، لصناعة وحدات العرض المسرحي ، في حميمية ، تكاد تكون غائبة ، أو مترددة الحضور في كثير من العروض المسرحية .  

"غنام غنام"  مبدع في إيجاد عروض مسرحية تتجاوز مفهوم النخب الثقافية ، لتتواصل مع الناس في كل مكان ، فئات عمرية مختلفة ، وطبقات اجتماعية وثقافية متنوعة ، إنه المسرح الذي يعيش بين الناس في تقديمه المسرحي الذي يتسم بالعمق والتأثير النفسي والفكري ؛ الذي يحتاجه جمهورنا العربي