حوار مع مبدع

مِن عزفٍ على اللون إلى إيقاعٍ جميل على الكمان

مِن عزفٍ على اللون إلى إيقاعٍ جميل على الكمان

534 مشاهدة

مِن عزفٍ على اللون إلى إيقاعٍ جميل على الكمان

#الفنان التشكيلي الموسيقي #زهير _حضرموت يقول:

يسعدني ان استعيد هذه الذكرى الجميلة بهذا اللقاء مع الصحفية والتشكيلية الكبيرة امنة الحلبي

من مجلة #فيغارو الفرنسية

#آمنة _بدر _الدين _الحلبي _سوريا

مِن عزفٍ على اللون إلى إيقاعٍ جميل على الكمان، يعمل الفنان العالمي زهير حضرموت بحس إنساني عالي متلمسًا بفرشاته الذائقة البصرية عند المتلقي، فيخرج بإيقاع موسيقي ضمن مشاعر إنسانية رائعة، من ضربات فرشاةٍ تأخذ حركتها من اتجاه مدرسته الخاصة به لونًا وعزفًا.

أيقوناته لها أصداء لترتيب التكوين التشكيلي في اللوحة تلك، فيرتد الصدى على أنغام مرئية في منمنماتٍ تتخللها روحٌ مشبعة بالشاعرية والرومانسية والإحساس الفريد.

بناؤه للوحة متفرد في العزف، والغوص باللون، له أبجدية ساحرة في الهندسة الفنية تأكيدًا لروحه كي تبقى لها قدسيتها في ذاكرة المتلقي، وعزفه على الكمان جعل روحه محلقة في الإبداع الفني بلغة الشعوب، تلك هي الموسيقى الساحرة.

التقته "فيغارو" لتسمع عزفه المنفرد على اللون، وإيقاعه الخصب الذي شغل العالم في مؤلفاته.

• من أي حضارة جاء هذا الإيقاع الخصب؟

ـ من حضارة "حمث آرام" ، المملكة الآرامية التي أخذت من أول ملك آرامي اسمه (حامات)، من أنين نواعيرها الذي لا يغادر روحي صباح مساء، حتى ذبت في ألحانها فعزفت وصغت من نهر عاصيها ونواعيره أجمل اللوحات لمدينة حماة الرائعة الرابضة في قلب قلاعها الجميلة.

• هل من مؤشر لهذا العزف المنفرد؟

ـ كان يلاحقني عزف منفرد على أوتار الماء فيزغرد سطح النهر، ويعلن الأنين من ناعور يسترعي انتباهي لأبدأ العزف اليومي على لوحاتي مسترقا النظر إلى الطبيعة الخلابة في مدينة حماة الأثرية السورية.

• هذا ما دفعك لدخول كلية الفنون الجميلة؟

ـ كل المقومات الطبيعية دفعتني لدراسة الفن، والبحث الدائم على أسلوب يخصني، وأبجدية فنية تحكي عن لوحاتي، حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

• الماء والخضرة والشكل الحسن ثلاثية في أيقوناتك، ما هو السبب؟

ـ أعزف على ذوق المتلقي بأسلوبي، وما يحب لأسترعي انتباهه، وأجمع بأيقوناتي كل العناصر التي خلقها الله، مع المرأة التي تتربع فيها بروحها الجميلة، وشكلها الرومانسي الحالم.

• الموسيقى لغة الشعوب، تفتح آفاق العقل، وتشعل الروح، ما هذا الدمج الحضاري؟

ـ منذ نعومة أحلامي وأنا قيد قلم رصاص لرسم الفنانين، وخشبة صنعتها بيدي تشبه العود لأدندن عليها، ومن ثم تغيرت ألواني في المرحلة الثانوية بين أنين ناعور، وزغاريد المياه، نقلتني الطبيعة الخلابة لآلة الكمان بعد عزف على العود، وما زالت ملتصقة بي.

• شردتْ نفسك من اللون إلى المؤّلفات الموسيقي ماذا عنها؟

ـ أثناء الدراسة الجامعية ألّفتُ لحنًا وعرضته على المطربة مها الجابري وساعدتها على حفظه، لكنها لم تستطع تسجيل اللحن في الاذاعة، لأنني لم أكن عضوا في نقابة الفنانين آنذاك، واقترحت عليّ أن تأخذ النوت لحفلاتها الخاصة، لكنني لم أقتنع بما عرضت عليّ لحماية الملكية الفكرية والثقافية.

• لكن نقابة الفنانين من موسيقيين وتشكيليين وممثلين أصبح اسمها فيما بعد نقابة اتحاد الفنانين، وباستطاعتك التسجيل، أليس كذلك؟

ـ منذ خمسة عشر عاما ألفت لحنا للشاعر وليد قنباز رحمه الله تحت عنوان لحن الوفاء لقصيدته "ضاع عمري" وعزفت اللحن مع الفنان مراد داغوم عازف الأورغ الرائع على شريط كاسيت، وبعد مرور الأيام وتوفر التقنية الحديثة أعدت ترتيب اللحن مرة أخرى وعزفته من جديد، بجميع الآلات الموسيقية بخمس كوبليهات لمدة خمس وثلاثون دقيقة، وسجلته كاملا، وأصبح على اليوتيب.

• ضاع عمري يا حبيبي بين سهدي ونحيبي..

وترامى الأمس حولي صارخا يذكي لهيبي...

ترقص الذكرى فأغفو بين أزهار وطيب..

وأراني حين أصحو بت في روض جديب...

ما الذي جذبك لهذا الشعر؟

ـ قصيدة الشاعر وليد قنباز رحمه الله مزدحمة بالحس الإنساني، رومانسية الكلمة، شفّافة الحرف، مرهفة الاحساس، اخترت منها خمس وعشرون بيتا.

• ما هي الفلسفة المتجذرة عند الفنان زهير بهذا الدمج الفني؟

ـ عاشق للموسيقى، محب للرسم، أدمج الفنيْن معا، تستنشق لوحاتي آلات العزف، وتشبع موسيقاي من لون الحرف.

• يُقال أن لوحاتك موسيقى تعزف على أوتار اللون؟

ـ ضربة فرشاتي تعزف على إيقاع موسيقي، ويزيدها طربا كلمات الناقد الفني الدكتور محمود شاهين حين يقول فنان يرسم بالموسيقى ويعزف بالرسم.

• للناعور أنين وللونك أنين آخر، لمن هذا الأنين؟

ـ عندما يفرد الناعور صوته يلامس أفق الروح عند قمم الشوق ويعلن الانعتاق في سمفونية رائعة للمحبين والعاشقين، ولوحة لعازفة تشيلو تجسد صوت الناعور منها، في تناغم وتجانس وحس شاعري.

• وجه المرأة يحضنها اللون، ويغيب جسدها في مجاهله، وتعود أيديها للظهور تلامس جمال الوطن، ما هي السمفونية التي يريد عزفها زهير؟

ـ المرأة نصف المجتمع، وهي تتربع على عرش لوحاتي، وتفوح رائحة الأمومة منها، كنت أظهرها على شرفة روحي، لكن التجديد في العمل الفني يأخذني لأغمسها حنينا في بين شفاه الياسمين وشجره الأخضر، لأجدد الفن بشكل مستمر، وأتركها تعبر بوجهها وأناملها، معتمدا على لغة الجسد الجميل.

• هناك إيقاع للفرح، وإيقاع للحزن، أيهما تريد عزفه؟

ـ أعزف على أوتار اللون بحرية مطلقة، فتولد اللوحة إما بمخاض عسير، أو بفرح يأتيني بعضا منه ليزغرد على أوتار قلبي، ويكون بعضا مني، لكن المتذوق يفسرها كما يحلو له، ويختار الحزن عنوانا لها.

• لماذا؟

ـ لم أجد تفسيرا لذلك، لكنني أرسم ما يعتريني من مشاعر، أبوح بها على سطح اللوحة بضربات فرشاة تلعب على مساحة بيضاء لتعلن النهاية.

• هل تقصد معاناة المرأة الحقيقية فيخرج الحزن؟

ـ أغوص في جمال المرأة، لكن ربما شعور داخلي يهيمن على أحاسيسي فيرصد معاناتها في مجتمعنا ، وأتعاطف مع المرأة كثيرا، لأن الله رزقني بثلاث بنات وأحبهن كمحبتي لولدي الوحيد، واثنتان منهن فنانتان تشكيليتان.

• شجرة الفتاح جلية للعيان بلوحاتك، هل ترمي لخطيئة حواء؟

ـ لا علاقة لموضوع الخطيئة في الجمال، لأنني أعشق جمال التفاح وشكله وطعمه، وأطفال المدارس يتناولون رسمه بالدرجة الأولى، وأنا أقلّدهم كيف يرسمونه مثل القلب والخدود الحمراء بلوحاتهم، وما هو إلا للعشق الجمالي.

• في 2001 مثلت سورية في السمبوزيوم كيف كانت ردة الفعل عند زهير؟

ـ مثّلت سورية بعدة مواد مختلفة، وشاركت بثلاث لوحات نالت الاعجاب الكثير، رغم الحرب التي فاجأتني بداية، لأن اللوحات مزيج من طبيعة صامتة يخترقها جمال المرأة.

• العديد من الشهادات المحلية والدولية أيهما كان لها وقعا خاصا؟

ـ شهادة تقدير عن معرض دولي بينالي الشارقة، وحصلت على شهادة في معرض عالمي أقيم باللاذقية بمناسبة مهرجان المحبة من الدكتورة نجاح العطار التي كانت تسعد بوجود أعمالي، وكان الفن مزدهرا في عهدها، ونلت جائزة تقدير في الشام بمناسبة اشتراكي في المعرض السنوي واللوحة مقتناة عندهم، ولي لوحات مقتناة دوليا.

• أهم لوحة مقتناة دوليا.

ـ معرض اشتركت فيه وزارة الثقافة السورية في أوكرانيا وحصلت على جائزة تقديرية.

• اشبيليا حلم كل فنان في تظاهرة ثقافية ضمن سبع فنانين كانت أيقونتك عن تاريخ سورية تحت عنوان سبع مدارس فنية، ماذا يعني هذا؟

ـ أظهرنا سورية عبر التاريخ من خلال تراثها الثقافي، وأحبت سورية أن تضيف ثقافة أخرى وكان منهم ستة من أساتذتي، سبع فنانين بسبع مدارس، واقتنت لوحتي وزارة الثقافة.

• ما هي مدرسة زهير حضرموت؟

ـ مدرسة تخص زهير حضرموت الفنان نتيجة تجارب فنية كبيرة.

• ماذا عن العرس الشعبي؟

ـ تناولت فيه مراحل العرس الشعبي بثلاث وعشرين لوحة بطريقة فلكلورية رائعة، ومنها لوحة تجمع كل لوحات العرس الشعبي دارت أرجاء العالم واقتنتها وزارة الثقافة السورية.

• من سورية إلى جدة ومن جدة إلى سورية حاملا لغة الشعوب كيف مارست الموسيقى؟

ـ أعتلي فرشاتي في النهار، وألاعب الكمان في الليل في فنادق جدة وتصدح الموسيقى بدلالها وجمالها، وإحدى الحفلات شارت فيها سعاد محمد وعمار الشريعي.

• هذه النقلات من الوطن الأم إلى الوطن الآخر حاملا معك إرثك الثقافي ماذا أعطاك؟

ـ الحنين للوطن الأم كان رفيق دربي، وشغف روحي، وعندما عدت أقمت معرضا جميلا بعودتي.

• الفنان زهير عندك فنانتين، ما شعورك؟

ـ شعور رائع وجميل أن تخطو بناتي نفس خطواتي الفنية، وابنتي لما تعمل على مشروع فني ستعلن عليه فيما بعد.

• عصير الكلام؟

كل الشكر لمجلة مدام فيغارو

الفنان زهير حضرموت في سطور

مواليد حماه 1949

خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1974

عضو اتحاد الفنانين التشكيليين

اقام ستة معارض فردية

اقام معرض العرس الشعبي عام 1986

مشارك في المعرض السنوي بشكل دائم منذ عام 1975

شارك في معظم المعارض التي نظمتها وزارة الثقافة او

نقابة الفنون في سوريا-روسيا-فرنسا-بلغاريا-اسبانيا-اوكرانيا

وفي جميع الدول العربية ومعظم دول العالم

شارك في بينالي الشارقة- بينالي الاسكندرية-بينالي المحبة

مثل سوريا في اسبانيا ضمن ستة فنانين عام 1992

مثل سوريا في السمبوزيوم الدولي في بيروت عام 2001

وحصل على جوائز تقدير من الشارقة واوكرانيا وسوريا

اعماله موزعة في القصر الجمهوري والمتحف الوطني وفي وزارة الثقافة ودار الاوبرا في سوريا ومقتنيات خاصة عديدة في سوريا ودول العالم

من مجلة #فيغارو الفرنسية

يسعدني ان استعيد هذه الذكرى الجميلة بهذا اللقاء مع الصحفية والتشكيلية الكبيرة #امنة الحلبي

سورية: #آمنة _بدر _الدين _الحلبي

مِن عزفٍ على اللون إلى إيقاعٍ جميل على الكمان، يعمل الفنان العالمي زهير حضرموت بحس إنساني عالي متلمسًا بفرشاته الذائقة البصرية عند المتلقي، فيخرج بإيقاع موسيقي ضمن مشاعر إنسانية رائعة، من ضربات فرشاةٍ تأخذ حركتها من اتجاه مدرسته الخاصة به لونًا وعزفًا.

أيقوناته لها أصداء لترتيب التكوين التشكيلي في اللوحة تلك، فيرتد الصدى على أنغام مرئية في منمنماتٍ تتخللها روحٌ مشبعة بالشاعرية والرومانسية والإحساس الفريد.

بناؤه للوحة متفرد في العزف، والغوص باللون، له أبجدية ساحرة في الهندسة الفنية تأكيدًا لروحه كي تبقى لها قدسيتها في ذاكرة المتلقي، وعزفه على الكمان جعل روحه محلقة في الإبداع الفني بلغة الشعوب، تلك هي الموسيقى الساحرة.

التقته "فيغارو" لتسمع عزفه المنفرد على اللون، وإيقاعه الخصب الذي شغل العالم في مؤلفاته.

• من أي حضارة جاء هذا الإيقاع الخصب؟

ـ من حضارة "حمث آرام" ، المملكة الآرامية التي أخذت من أول ملك آرامي اسمه (حامات)، من أنين نواعيرها الذي لا يغادر روحي صباح مساء، حتى ذبت في ألحانها فعزفت وصغت من نهر عاصيها ونواعيره أجمل اللوحات لمدينة حماة الرائعة الرابضة في قلب قلاعها الجميلة.

• هل من مؤشر لهذا العزف المنفرد؟

ـ كان يلاحقني عزف منفرد على أوتار الماء فيزغرد سطح النهر، ويعلن الأنين من ناعور يسترعي انتباهي لأبدأ العزف اليومي على لوحاتي مسترقا النظر إلى الطبيعة الخلابة في مدينة حماة الأثرية السورية.

• هذا ما دفعك لدخول كلية الفنون الجميلة؟

ـ كل المقومات الطبيعية دفعتني لدراسة الفن، والبحث الدائم على أسلوب يخصني، وأبجدية فنية تحكي عن لوحاتي، حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

• الماء والخضرة والشكل الحسن ثلاثية في أيقوناتك، ما هو السبب؟

ـ أعزف على ذوق المتلقي بأسلوبي، وما يحب لأسترعي انتباهه، وأجمع بأيقوناتي كل العناصر التي خلقها الله، مع المرأة التي تتربع فيها بروحها الجميلة، وشكلها الرومانسي الحالم.

• الموسيقى لغة الشعوب، تفتح آفاق العقل، وتشعل الروح، ما هذا الدمج الحضاري؟

ـ منذ نعومة أحلامي وأنا قيد قلم رصاص لرسم الفنانين، وخشبة صنعتها بيدي تشبه العود لأدندن عليها، ومن ثم تغيرت ألواني في المرحلة الثانوية بين أنين ناعور، وزغاريد المياه، نقلتني الطبيعة الخلابة لآلة الكمان بعد عزف على العود، وما زالت ملتصقة بي.

• شردتْ نفسك من اللون إلى المؤّلفات الموسيقي ماذا عنها؟

ـ أثناء الدراسة الجامعية ألّفتُ لحنًا وعرضته على المطربة مها الجابري وساعدتها على حفظه، لكنها لم تستطع تسجيل اللحن في الاذاعة، لأنني لم أكن عضوا في نقابة الفنانين آنذاك، واقترحت عليّ أن تأخذ النوت لحفلاتها الخاصة، لكنني لم أقتنع بما عرضت عليّ لحماية الملكية الفكرية والثقافية.

• لكن نقابة الفنانين من موسيقيين وتشكيليين وممثلين أصبح اسمها فيما بعد نقابة اتحاد الفنانين، وباستطاعتك التسجيل، أليس كذلك؟

ـ منذ خمسة عشر عاما ألفت لحنا للشاعر وليد قنباز رحمه الله تحت عنوان لحن الوفاء لقصيدته "ضاع عمري" وعزفت اللحن مع الفنان مراد داغوم عازف الأورغ الرائع على شريط كاسيت، وبعد مرور الأيام وتوفر التقنية الحديثة أعدت ترتيب اللحن مرة أخرى وعزفته من جديد، بجميع الآلات الموسيقية بخمس كوبليهات لمدة خمس وثلاثون دقيقة، وسجلته كاملا، وأصبح على اليوتيب.

• ضاع عمري يا حبيبي بين سهدي ونحيبي..

وترامى الأمس حولي صارخا يذكي لهيبي...

ترقص الذكرى فأغفو بين أزهار وطيب..

وأراني حين أصحو بت في روض جديب...

ما الذي جذبك لهذا الشعر؟

ـ قصيدة الشاعر وليد قنباز رحمه الله مزدحمة بالحس الإنساني، رومانسية الكلمة، شفّافة الحرف، مرهفة الاحساس، اخترت منها خمس وعشرون بيتا.

• ما هي الفلسفة المتجذرة عند الفنان زهير بهذا الدمج الفني؟

ـ عاشق للموسيقى، محب للرسم، أدمج الفنيْن معا، تستنشق لوحاتي آلات العزف، وتشبع موسيقاي من لون الحرف.

• يُقال أن لوحاتك موسيقى تعزف على أوتار اللون؟

ـ ضربة فرشاتي تعزف على إيقاع موسيقي، ويزيدها طربا كلمات الناقد الفني الدكتور محمود شاهين حين يقول فنان يرسم بالموسيقى ويعزف بالرسم.

• للناعور أنين وللونك أنين آخر، لمن هذا الأنين؟

ـ عندما يفرد الناعور صوته يلامس أفق الروح عند قمم الشوق ويعلن الانعتاق في سمفونية رائعة للمحبين والعاشقين، ولوحة لعازفة تشيلو تجسد صوت الناعور منها، في تناغم وتجانس وحس شاعري.

• وجه المرأة يحضنها اللون، ويغيب جسدها في مجاهله، وتعود أيديها للظهور تلامس جمال الوطن، ما هي السمفونية التي يريد عزفها زهير؟

ـ المرأة نصف المجتمع، وهي تتربع على عرش لوحاتي، وتفوح رائحة الأمومة منها، كنت أظهرها على شرفة روحي، لكن التجديد في العمل الفني يأخذني لأغمسها حنينا في بين شفاه الياسمين وشجره الأخضر، لأجدد الفن بشكل مستمر، وأتركها تعبر بوجهها وأناملها، معتمدا على لغة الجسد الجميل.

• هناك إيقاع للفرح، وإيقاع للحزن، أيهما تريد عزفه؟

ـ أعزف على أوتار اللون بحرية مطلقة، فتولد اللوحة إما بمخاض عسير، أو بفرح يأتيني بعضا منه ليزغرد على أوتار قلبي، ويكون بعضا مني، لكن المتذوق يفسرها كما يحلو له، ويختار الحزن عنوانا لها.

• لماذا؟

ـ لم أجد تفسيرا لذلك، لكنني أرسم ما يعتريني من مشاعر، أبوح بها على سطح اللوحة بضربات فرشاة تلعب على مساحة بيضاء لتعلن النهاية.

• هل تقصد معاناة المرأة الحقيقية فيخرج الحزن؟

ـ أغوص في جمال المرأة، لكن ربما شعور داخلي يهيمن على أحاسيسي فيرصد معاناتها في مجتمعنا ، وأتعاطف مع المرأة كثيرا، لأن الله رزقني بثلاث بنات وأحبهن كمحبتي لولدي الوحيد، واثنتان منهن فنانتان تشكيليتان.

• شجرة الفتاح جلية للعيان بلوحاتك، هل ترمي لخطيئة حواء؟

ـ لا علاقة لموضوع الخطيئة في الجمال، لأنني أعشق جمال التفاح وشكله وطعمه، وأطفال المدارس يتناولون رسمه بالدرجة الأولى، وأنا أقلّدهم كيف يرسمونه مثل القلب والخدود الحمراء بلوحاتهم، وما هو إلا للعشق الجمالي.

• في 2001 مثلت سورية في السمبوزيوم كيف كانت ردة الفعل عند زهير؟

ـ مثّلت سورية بعدة مواد مختلفة، وشاركت بثلاث لوحات نالت الاعجاب الكثير، رغم الحرب التي فاجأتني بداية، لأن اللوحات مزيج من طبيعة صامتة يخترقها جمال المرأة.

• العديد من الشهادات المحلية والدولية أيهما كان لها وقعا خاصا؟

ـ شهادة تقدير عن معرض دولي بينالي الشارقة، وحصلت على شهادة في معرض عالمي أقيم باللاذقية بمناسبة مهرجان المحبة من الدكتورة نجاح العطار التي كانت تسعد بوجود أعمالي، وكان الفن مزدهرا في عهدها، ونلت جائزة تقدير في الشام بمناسبة اشتراكي في المعرض السنوي واللوحة مقتناة عندهم، ولي لوحات مقتناة دوليا.

• أهم لوحة مقتناة دوليا.

ـ معرض اشتركت فيه وزارة الثقافة السورية في أوكرانيا وحصلت على جائزة تقديرية.

• اشبيليا حلم كل فنان في تظاهرة ثقافية ضمن سبع فنانين كانت أيقونتك عن تاريخ سورية تحت عنوان سبع مدارس فنية، ماذا يعني هذا؟

ـ أظهرنا سورية عبر التاريخ من خلال تراثها الثقافي، وأحبت سورية أن تضيف ثقافة أخرى وكان منهم ستة من أساتذتي، سبع فنانين بسبع مدارس، واقتنت لوحتي وزارة الثقافة.

• ما هي مدرسة زهير حضرموت؟

ـ مدرسة تخص زهير حضرموت الفنان نتيجة تجارب فنية كبيرة.

• ماذا عن العرس الشعبي؟

ـ تناولت فيه مراحل العرس الشعبي بثلاث وعشرين لوحة بطريقة فلكلورية رائعة، ومنها لوحة تجمع كل لوحات العرس الشعبي دارت أرجاء العالم واقتنتها وزارة الثقافة السورية.

• من سورية إلى جدة ومن جدة إلى سورية حاملا لغة الشعوب كيف مارست الموسيقى؟

ـ أعتلي فرشاتي في النهار، وألاعب الكمان في الليل في فنادق جدة وتصدح الموسيقى بدلالها وجمالها، وإحدى الحفلات شارت فيها سعاد محمد وعمار الشريعي.

• هذه النقلات من الوطن الأم إلى الوطن الآخر حاملا معك إرثك الثقافي ماذا أعطاك؟

ـ الحنين للوطن الأم كان رفيق دربي، وشغف روحي، وعندما عدت أقمت معرضا جميلا بعودتي.

• الفنان زهير عندك فنانتين، ما شعورك؟

ـ شعور رائع وجميل أن تخطو بناتي نفس خطواتي الفنية، وابنتي لما تعمل على مشروع فني ستعلن عليه فيما بعد.

• عصير الكلام؟

كل الشكر لمجلة مدام فيغارو

الفنان زهير حضرموت في سطور

مواليد حماه 1949

خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1974

عضو اتحاد الفنانين التشكيليين

اقام ستة معارض فردية

اقام معرض العرس الشعبي عام 1986

مشارك في المعرض السنوي بشكل دائم منذ عام 1975

شارك في معظم المعارض التي نظمتها وزارة الثقافة او

نقابة الفنون في سوريا-روسيا-فرنسا-بلغاريا-اسبانيا-اوكرانيا

وفي جميع الدول العربية ومعظم دول العالم

شارك في بينالي الشارقة - بينالي الإسكندرية - بينالي المحبة

مثل سوريا في اسبانيا ضمن ستة فنانين عام 1992

مثل سوريا في السمبوزيوم الدولي في بيروت عام 2001

وحصل على جوائز تقدير من الشارقة واوكرانيا وسوريا

اعماله موزعة في القصر الجمهوري والمتحف الوطني وفي وزارة الثقافة ودار الاوبرا في سوريا ومقتنيات خاصة عديدة في سوريا ودول العالم