قالت الصحف

ندوة دولية للتعليم والتكوين المسرحي العربي في جامعة وهران

ندوة دولية للتعليم والتكوين المسرحي العربي في جامعة وهران

1998 مشاهدة

ندوة دولية للتعليم والتكوين المسرحي العربي في جامعة وهران

المسـرح كمـدرسـة للمجتمـع

جريدة السفير اللبنانية

12/3/2011

 انور محمد

لماذا لم تقم الجامعات العربية حتى الآن، وبالتالي الأنظمة التي تحكمنا في التفكير بتعميم الفعل المسرحي ضمن برامج التعليم لتكوين وتمكين جيل الشباب من تحسس قيم الجمال التي في(الحوار)، باعتبار أنَّ المسرح يقوي إرادة الحرية ويحد من نزعة التسلط؟ جامعة وهران التي فتحت قسم الفنون الدرامية سنة 1987 وهي سابقة، حاولت في ندوتها الدولية عن التعليم والتكوين المسرحي في العالم العربي المنعقدة بجامعة وهران/ الجزائر أيام 8 و 9 و 10 آذار الجاري، بإشراف كل من رئيس قسم الفنون الدرامية إيميمون بن براهيم وغانم نقاش ولخضر منصوري المكلف بالبيداغوجيا؛ وبمشاركة أساتذة جامعيين ونقاد وباحثين من الجزائر وتونس وسوريا والسودان والمغرب، أن تؤكِّد أنَّ هناك شراكة فكرية وروحية بين الجامعة والمسرح. إذ ذهب معظم المشاركين بمن فيهم رؤساء الجلسات الست، التي رأس أولاها عبد الملك مرتاض، إلى أنَّ فنَّ المسرح يعلِّمنا أن نجيد أو كيف نستطيع البقاء أحياء، فهو من أكثر الفنون التي تستطيع أن تلغي فيها العرش، وتحلَّ الشعب فيه بدلا من الملك ليحكم. وهو أيضاً بحسب البعض الآخر سورٌ يحصِّن عقل الأمة وينقذ روحها من الموت كما فعل المسرح اليوناني على ايدي أرسطوفانيس ويوربيدس وإسخيلوس؛ والمسرح الإنكليزي على يد شكسبير، والمسرح الألماني على يد بريخت.
وقد سعى المشاركون (من المغرب سعيد الناجي ومحمد بوبو، من السودان عثمان جمال الدين، من سوريا أنور محمد، من تونس رضا بوقديدة. ومن الجزائر إدريس قرقوة، أحمد حمومي، جازية فرقاني، نوال إبراهيم، صالح لمباركية، عبد الكريم غريبي، خيرة حمر العين، جميلة زقاي، أنوال طامر، عبد الواحد حدو)، في مداخلاتهم إلى التأكيد على ضرورة ربط المسرح بالتعليم الجامعي في جامعات البلدان العربية، فالمسرح مثلما هو فن هو أيضاً علم نؤسِّس ونصنع فيه مشروعنا الثقافي النهضوي، لأنَّ العرض المسرحي يبحث، يقرأ، يفرجينا العام والخاص، المادَّة والفكر، الرياضي والفيزيقي، تسلسل العلل والحرية الإنسانية، التجربة والفطرة. وذلك مع ممثِّلٍ فوق الخشبة فنشوف رقَّة صوته وخشونته، نغمات الموسيقى وهي تحفِّز وتهذب بلاغة الأداء، تنافر وتجاذب وتألق الألوان وإشاراتها، الثياب الفاخرة وتلك الرثَّة المهترئة المتَّسخة منها والنظيفة، الأبواب، النوافذ، الشوارع، الحقد، الشك، الجبن، الشجاعة، الضعف والقوة. ذلك لأنَّ المسرح لا سيِّد فوق خشبته إلا العقل الذي يبحث في ما غمضَ علينا واستغلقَ وأظلمَ ليُنير لنا دربنا. على أنَّ المسرح الآن لا يحظى باهتمام وزارات التعليم والتعليم العالي، مع أنَّه في جانب منه، خصوصاً في دول أوروبا وأميركا تحوَّل إلى صناعة، إن من جهة العروض التي تبغي التجارة والربح، أو تلك التي لتجييش الرأي العام، أو تلك العروض التي انعقدت الندوة من أجلها فيمحو مثل هؤلاء الصناعيين الفعل والدور العقلي النهضوي للمسرح، فيما نحن نتفرَّج .
وقد وصل المشاركون في ختام أعمال الندوة الدولية حول التعليم والتكوين المسرحي في العالم العربي إلى تأسيس شبكة عربية للمؤسَّسات المسرحية الجامعية، لأنَّ برامج التكوين والتعليم المسرحي تختلف بين الجامعات والمعاهد المتخصِّصة في المشرق والمغرب العربيين، ما يتطلَّب استحداث مثل هذه الشبكة التي تقوم بتوحيد هذه البرامج و«تسمح بتقديم تكوينات جديدة تواكب التحولات التي يشهدها المسرح العالمي». ذلك بهدف تنسيق عملية تفكير مستمر في التكوين وخلق «ديداكتيك» خاص بالمسرح العربي عبر توحيد البرامج والتدريبات للوصول إلى ممارسة مسرحية مستندة الى تكوين علمي وفني. هل تنجح الندوة في تحقيق غاياتها النبيلة، ولا سيما أن َّالأنظمة العربية لا تزال تخاف من المسرح باعتبار أنَّ خشبته هي خشبة ميدان التحرير نفسه واللؤلؤة والياسمين وميادين أخرى في عواصم عربية.


(وهران/ الجزائر)

التعليقات

  1. Image
    المسرح العربي هومسرح ذونبرة قومية تتعالي فيها أصوات القلب التابع ألي مصاف الوحدة المفهوية الكامنة في أعماق البشرية التي تروض العقل من اجل خدمة النزعة القومية العربية الإسلامية .

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية