مواضيع للحوار

هُزال الصانع والمصنوع أمام كيان التنظير بتمام الابداع

هُزال الصانع والمصنوع أمام كيان التنظير بتمام الابداع

758 مشاهدة

هُزال الصانع والمصنوع أمام كيان التنظير بتمام الابداع

د.عماد هادي الخفاجي

 

كل منجز ابداعي مُنتج مصنوع يشترط حتماً إطار النظرية الجمالية أسسَ له عقل تنظيري، أما المُنتج بغياب العقل التنظيري لا يُعد من الفنون الجميلة لأنه نتاج صانع ماهر يفتقر الى العقل الجمالي ليكون فناً مُنتجاً من الفنون التطبيقية النافعة مثله مثل تطريز السلال او صناعة الكراسي الجميلة... بينما ذلك المنتج الذي ينتجه فنان هو مفلسف وهو منظر وهو صاحب وعي جمالي وحساسية فائقة تميزَ بها عن غيره من الصُناع فذلك هو الفن الجميل كما هو الفرق بين الفنان المعمار وعامل البناء(المقاول) فكلاهما قد ينتج بنية معمارية، غير ان في حالة المعمار هو ينتج قطعة فنية يستودعها روحه وتتمثل في وعيه الجمالي وحساسيته بالانعطاف على الموضوع في الشكل بما يحيله الى موسيقى متجسدة كما وصفها (هيغل) بينما ذلك المقاول فليس له الا ان ينتج تركيباً من المادة تؤدي وظيفة ما من الوظائف تُحتمها الحاجة الطبيعية المباشرة، فلا يمكن أن نساوي ما بين الكيان التنظيري المُنتِج للفن الجميل وبين عامل البناء من الحرفي، فالصانع حتى وان كان على قدر من المهارة الا انه لا يمكن ان يحل محل العبقرية في اعادة اكتشاف الموضوع بالمادة وتداعي الصورة الذهنية المبدعة التي انتجها الخيال الخلاق وهو يلتمس فرضه الجمالي في العالم الطبيعي بما يخلق من ازاحات نحو الشكل والمضمون الذي نتج عن حساسية الوعي الجمالي عنده، وتلك هي تمام المهارة وكمال الابداع في المنتج الفني.