قصة قصيرة

واستقبل حياة يومية أعيشها بحب وسلام

واستقبل حياة يومية أعيشها بحب وسلام

543 مشاهدة

واستقبل حياة يومية أعيشها بحب وسلام ...!

#بقلم الدكتورة_ صبحة _علقم

#لم أكن أقوى ع ركوب الباص من عمان لإربد أثناء دراستي الدكتوراه في جامعة اليرموك لذلك كنت أركب " السرفيس" وهو يتسع ل 6 أشخاص تقريبا فهو من " الموديل" القديم .. وفي يوم حار من أيام شهر رمضان المبارك ركبت السرفيس وكان فيه مجموعة من النسوة يتشحن بالسواد .. ما إن ابتعدت السيارة عن صخب عمان .. كشفت النسوة عن وجوههن وأخرجن" باكيتا " من الدخان ووزعن عليهن وع السائق وبعد دقائق عرضن علي فاعتذرت بأني لا أدخن ولم أقل إني صائمة لأني اعتقدت أن رمضان انتهى دون أن أدري .. شعرت بالخوف وتذكرت مسرحية ريا وسكينة وقلت يبدو أنني سأكون من ضحاياهما... فتحت محفظتي كان فيها عشرة دنانير تقريبا ولا ألبس خاتما ولا اسورة ولا سنسالا  كل ما بحوزتي ساعة هدية ربما كان ثمنها150 دينارا.... شريط حياتي مر بسرعة سأغادرها من أجل 160 دينارا وستصاغ قصة موتي بروايات متعددة تمنيت في لحظتها أن تليق بطالبة علم ... خلعت الساعة ووضعت المحفظة في الحقيبة وجعلت الحقيبة بجانبي بحيث يسهل أخذها دون أذى .. ولم أفكر بالنزول من السرفيس فالموت داخله كان برأيي أفضل من خارجه ... وما إن دخلنا حدود إربد وشعرت بالأمان أعدت الحقيبة إلى يدي ولبست ساعتي وأخرجت يدي من السيارة لأودع حياة بائسة ثمنها قد يكون أقل من 160 دينارا واستقبل حياة يومية أعيشها بحب وسلام!