قصة قصيرة

يراع مدفون تحت طبقات صدري

يراع مدفون تحت طبقات صدري

722 مشاهدة

يراع مدفون تحت طبقات صدري .....

بقلم: محمد تلاوي

رماد مسحوق في جوف عيوني

خيوط عنكبوت بنيت على جدار امالي ...

دقات الساعة بل ضجيجها يجعل مني مجنونا اتجول في طرقات مزدحمة ذهابا وايابا اتنفس الالم شهيقا ثم اضحك زفيرا اشعل دموعي نارا فتحرقني

اركض افتش عن الحب

لجأت الى الاهتمام ركلني بقدميه

ذهبت الى الصدق اوسعني ضربا

قلت لقلبي دعني وشأني ...وصفني بالأبله

صرخ بي عقلي ان اهرب

كلما هممت للهروب عرقلتني الاسئلة

كانت جميع اجاباتها ميته لاروح فيها

ستظل غريبا...

غريب في متاهات جمعت عتمات الكواكب البعيدة

كم بها من اسرار وكم من حقيقة عالقة بين ركام الشك وأخرى تتطاير في فضاءات الكون دون توقف تعب منها الخيال الواسع الذي كان في يوم من الايام فارسا ماهر بل ربانا عظيم مازال كذلك لكنه يركب الوهم ببراعة قاتله انه ذاك الغريب

غريب يركن الى كوخ هو قصر للأمنيات المنتهية الصلاحية فيه ريشة رسام مبتورة وعود شرقي مقطوع الاوتار فيه ناي تعب من ثقوبه المنسية الا من رياح عبثية كوخ كان الفراش فيه محشو بفراغ عجيب اتعب ذاك الغريب هام بالخروج منه مسرعا يحمل في جيبه المتعب بعض من لفافات التبغ التي اشعلها بتنهيداته الكئيبة امسك دخانها بيديه حلق الى حديقة غبية تسكنها الاشواك تحتل اركانها شمس قوية فوق احتمال الكرة الارضية جلس على مقعد مكسور المشاعر معدوم الملامح بدا يختنق بات بحاجة الى الاوكسجين وشيء من الراحة تدحرج به الالم بعد ان دله غراب الحديقة الواقف على شجرة ثمارها سكاكين حادة الى متجر كبير به جميع اصناف المشاعر المسبقة الصنع معلبة رخيصة الثمن متعددة الاشكال ولجميع الاعمار وفي جميع اقسام هذا المتجر توزع الاقنعة وبشكل مجاني ماعليك الا ان تختار القناع لتظهر بالصورة التي تريد ان تلعب بها دورك هناك اقنعة بوجهين او اكثر لم يزده هذا المتجر الا اختناقا اين يذهب ذاك الغريب...

من عدة ابواب لا يعرف الى اين تؤدي اختار باب يبدو انه اثريا دخل الباب مطمئنا الا ان رائحة الموت ملئت المكان ..صور قبيحة بشعة كبشاعة الجريمة الاولى ... صراخ وانين وخفافيش اسست مملكتها الشديدة الظلام.. وقع مغميا عليه ليجد نفسه في حفلة تنكرية كل من فيها يجيد انواع الكذب والنفاق يمكنك من خلالها ان تبادل الحب لاكثر من شخص في ان واحد وان ترتب الكلمات حسب مزاجك ان تحمل هاتف نقالا وتسرد به ما تشاء من مشاعر تحت شعار الحب المسجون بين انياب العابثين

اختار الصمت ثم اراد ان يكون متمردا جاحدا بكل ما رأى استل قلمه من غمد شرايينه وبدا بالصراخ الا ان ضجيج المكان غلب القلم حتى نزفت الشرايين وبات خائر القوى حتى دفن اليراع تحت طبقات صدره المنهك وبقي غريبا

٠٠٠٠

امسك كتابا وبدا القراءة بنهم على امل ان تعود رائحة القهوة وطعمها كما كان يحب ان يشربها عنتر ابن شداد وامرؤ القيس عسى ان يزهر القلم في زمن غريب