قالت الصحف

يوسف الصديق صورة ... سينافيزيونية ... في العمل الدرامي

يوسف الصديق صورة ... سينافيزيونية ... في العمل الدرامي

3625 مشاهدة

 

يوسف الصديق صورة ... سينافيزيونية ... في العمل الدرامي

جريدة السفير اللبنانية

17/2/2011

انور محمد
 

يجتذب المسلسل الإيراني «يوسف الصديق» المدبلج الى العربية، الذي تعرضه قناتا «ساحل» الكويتية و«ميلودي دراما» المصرية، الكثير من المشاهدين، ربَّما لأنَّه منقول عن قصة قرآنية، وعن سورة «يوسف» تحديداً، التي هي من أكثر سور القرآن الكريم غنى بالدراما، وبالصراع ذي الطابع المأسوي، ولا سيما أن القصة تصور نزاعاً بين حامل رسالة سماوية، وبين أناس بلا مبادئ تحكمهم العواطف والغرائز. وهم إخوة «يوسف» الذين غاروا من حبِّ أبيهم «يعقوب» له، فرموه في البئر، وهذه من أسرار قوَّة القصة.
ومن أخوته، ينتقل «يوسف» الى مصير آخر، عبر «زليخة» زوجة «عزيز» مصر، التي رغبت بعلاقة جسدية مع «يوسف»، وعندما تمنع عنها سجنته، ليصبح «يوسف» ضحية قانون تراجيدي رمته به الأقدار السماوية.
والسؤال هو ما سرُّ نجاح هذا المسلسل؟ هل هو السيناريو الواقعي - المتخيَّل، الذي تحول «يوسف» من خلاله إلى بطل تراجيدي؟ أم لأنه يركن، كما ذكرنا، الى قصة قرآنية، خرقت فيها الجهة المنتجة محظوراً فقهياً، من خلال تجسيد أحد الأنبياء في عمل فني؟

 والمسلسل (يضم 45 حلقة) لا يخلو من «حشو» عبر أحداث وشخصيات متخيَّلة، ربما لضرورة البناء الدرامي. لكن يعود نجاحه على الأرجح إلى عدم ادعائه في امتلاكه الحقيقة، بقدر ما يحاول عرضها. «فيوسف» نبي من أنبياء الله، وحياته، بحسب القرآن الكريم، من أكثر حياة الأنبياء والرسل مأسوية، لأن «المعارضة» هنا لم تكن فرعون ولا اليهود ولا أبا جهل، بل كانت من إخوته. كما قدم العمل قراءة بالصورة في اللامُفكَّر فيه، أي الممنوع التفكير فيه. إذ إنطلق من سورة قرآنية لنسج الأحداث والصراعات. وكانت الصورة «السينافيزيونية» المقترحة من قبل المخرج «فرج الله سلحشور». فالمخرج والهيئة الاستشارية والمراجع التي استقى منها المسلسل أحداثه قرأوا سورة «يوسف» قراءة تفسير وتأويل، وربَّما قراءة تفكيك، من دون المسَّ بالحقائق وقدسيتها بنظر المسلمين.
وهنا، لا نعلم سبب منع مشايخ الأزهر من عرض المسلسل عبر الفضائيات المصرية. ثمَّ انه ليس هناك من نصٍ سماويٍ ولا أرضي يمنع تجسيد الأنبياء والصحابة في عمل درامي. ولا نعلم أيضاً لماذا تجاوزت قناة «ميلودي دراما» المصرية هذا القرار، عبر عرض المسلسل، علماً بأن هناك أيضاّ جدلا فقهيا حول مسألة تجسيد شخصيات الخلفاء الراشدين في مسلسل «الفاروق».
»
يوسف الصديق» ومن قبله «أصحاب الكهف» و«مريم المقدَّسة» مسلسلات

تؤسِّس لآليةٍ جديدة في العمل الدرامي قوامها: ليس من حقِّ أحدٍ احتكار الجمال في الحياة، وخاصة إذا كان مصدره نصاً سماوياً لنبيٍ أو رسولٍ، لأنَّ لا أحد يملك الحقيقة ما دام التخييل في الفن ضرورة تراجيدية لصنع لحظة جمال، وما دام انه يكشف ما حجبه الرقيب الأزلي المتطرِّف، باعتباره ينصب نفسه حارس المقدَّس، الذي يسجن الفكر في زنزانة «اللاهوت«.
العمل بطولة: «مصطفى زماني» بدور النبي «يوسف»، «كتايون رياحي» بدور «زليخا»، «محمود پاك نيت» بدور النبي «يعقوب»، و«رحيم نوروزي» بدور الملك «أخناتون» .

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية