مهرجانات الجزائر

 الحائط .... للأغواط على ركح بشطارزي

الحائط .... للأغواط على ركح بشطارزي

1656 مشاهدة

مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف

" الحائط" للأغواط على ركح بشطارزي

 
على مدار أسبوع كامل من المنافسة والتواصل على الرّكح مع فرق وتعاونيات وجمعيات مختلفة للظفر بالجائزة الأولى المؤهلة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف ،عرف العرس الثقافي لعاصمة المكرّة في آخر يوم من فعالياته  العديد من الفضاءات كانت الأولى اختتام ورشة النّقد المسرحي تحت إشراف ضيف الجزائر الناقد المسرحي وأستاذ الدراما " نادر القنة" بحضور طلبة قسم الفنون الدرامية لجامعة سيدي بلعباس ، لتكون آخر محطة معهم الوقوف عند بعض مناهج النّقد المسرحي وفتح باب الحوار الجديّ لمعالجة بعض المسائل التي تؤرق الطلبة في مسارهم الأكاديمي ، واقفا هو الآخر عند كلّ قضية مبسّطا أمور الطرح والتعاطي مع الطلبة فاتحا أمامهم نافذة للأمل التي تتمثل في المضيّ قدما والسّعي الدائم وراء العلم والمعرفة .

كما عرف فضاء آخر من فضاءات المسرح الجهوي آخر يوم من مناقشة العروض وهي عرضي " حبّ في خدعة " لوهران وعرض " الحائط " للأغواط لتطرح ذات الإشكاليات ويحتدم النّقاش بين مؤيد ومعارض ،وقد خرجت لجنة مناقشة العروض من طرف كل من الأستاذ " بوخموشة الياس " و" خرواع توفيق" بمجموعة من التوصيات لعلّ أهمّها الإشارة الى أهميّة حضور نقاد مسرحيين قبيل تقديم العرض الأول من طرف أيّ فرقة ، مع إثارة نقطة  عنصر التسويق الذي تحكمه العديد من الآليات ، وعلى أن تنشر المقالات النقدية دون أيّ تصرف إلا بعد إعلام الكاتب ووضعه في الصورة .

لتعرف الفترة المسائية المنتظرة رفع الستار عن العرض الشرفي في حفل اختتام الدّورة الخامسة 2011 هو عرض" زمان جديد" للمؤلف أحمد حمومي والمخرج يحي بن عمار

العرض المسرحي الذي اتّسم بالحضور القوي للمثلين والذي عالج قضية الدّينار وكيف يميّز بين الصالح والطالح في زمن تشابكت فيه المفاهيم واختلطت الأوراق ليكون السيد زمان ضحية لتلك الفوضى وفريسة سهلة بين أيدي المرتزقة والطامعين .

زمان جديد لم ين بالجديد في زمن تعتريه الأنانية وتسمو فيه الأغراض الشخصية على حساب القيم والأخلاق السامية ، ليجد زمان نفسه بين مدّ وجزر ، المميز في العرض العفوية التامّة التي تميّز بها الممثلون لاسيما الفنان الموهوب فعلا ابن مدرسة المرحوم مصطفى نجار السيد " احمد بخال" الذي رفع الجمهور إليه بشكل احترافي وتميّز بالارتجالية في طرح موضوع لعرض هو الذي يفاجئنا كلّ مرّة بخرجات احترافية غير مصطنعة ، هذا بالإضافة الى جمع الممثلين الذين كانوا في المستوى وتأقلموا مع ارتجاليته في العرض .

ليكون عرض " زمان جديد" فرجة صنعها الممثلون مرّة أخرى بحضورهم وتميّزهم على الرّكح .

بعدها مباشرة جاءت لحظة الحسم والامتحان الأخير لتقرّر لجنة التحكيم منح تأشيرة المرور الى ركح محيي الدين بشطارزي بالعاصمة ،وقبيل ذلك كرّم ضيف الجزائر

 "نادر القنة" الذي أعرب في تدخّله مدى فخره وامتنانه وهو يزولر الجزائر أكثر من مرة وتحديدا عاصمة المكرة التي احتضنته بذراعين مفتوحتين وقلب واسع ، مشيرا الى الصداقات التي عقدها والتي من شأنها أن تؤسس لجسر من العطاء والتواصل على المدى البعيد.

بعدها تمّ الإعلان عن ظفر التعاونية الثقافية العثمانية بالجائزة الثالثة عن عرض " حبّ في خدعة " ، لتعدّ الدقائق وتمنح الجائزة الثانية لفرقة الرسالة المسرحية من سيدي بلعباس في عرض " فجر إبليس " للمخرج الشاب الواعد " بشير بن سالم " الذي كشف عن قدرة مميزة في التعاطي مع الفن الرابع .

وكانت مفاجأة لجنة التحكيم غير المنتظرة ولا المتوقّعة أن تمنح تذكرة المرور الى المهرجان الوطني للمسرح المحترف الى العاصمة لعرض " الحائط" للأغواط ويبقى قرار لجنة التحكيم محترما ومقبولا بحكم رؤيتهم الواعدة لمستقبل مسرح الأغواط .

تجدر الإشارة الى أن لجنة التحكيم لدورة 2011 كانت مكونة من السادة عيسى مولفرعة رئيسا ومحمد دين الهناني ، محمد حبيب ، علي ناصر و سليم سوهالي    أعضاء.

وكانت توصيات لجنة التحكيم على الشكل الآتي :

j فتح ورشات جديدة في شكل دورات تكوينية على مستوى جهات الوطن تخصص للفرق الممارسة للمسرح.

k خلق فضاءات للتواصل عن طريق الشبكة العنكبوتية مما سيساهم دون شك في تسهيل تبادل الخبرة و التجربة و نتمنى أن يتم فتح هذان الفضاءان في كل من المسرح الجهوي لسيدي بلعباس و مسرح عنابة يشرف عليهما محافظتي مهرجان سيدي بلعباس و عنابة.

l  ضرورة تفكير المسارح الجهوية و كل رجالات المسرح في خلق و إنشاء بنوك افتراضية B.D.V بحيث تكون بمثابة فضاء تخزن فيه كل المعلومات التي لها علاقة المسرح و تساهم في توسيع ثقافة التواصل و تبادل المعلومات تماشيا مع روح العصر.

m إنشاء مجلة إلكترونية وطنية متخصصة في فنون المسرح تكون بمثابة منتدى حر يفسح فيه المجال لكل المهتمين و المحبين للمسرح للتعبير عن أفكارهم و تصوراتهم لكل ما له علاقة بتطوير المسرح و تنميته و كذلك الانفتاح على العصر و مواكبة العولمة الثقافية.

n نظرا للمستوى الملحوظ لبعض الفرق المشاركة في هذه المنافسات الجهوية نوصي بضرورة التكفل بتوزيع أعمالها تنمينا لمجهودنا و مكافاءة لها على عملها.

ما هذه إلا بعض النقاط و الأفكار التي رأينا أنها ستساهم في بلورة معالم مشروع ثقافي وطني متوازن و متكامل...

و في الختام لا ننسى أن ننوه بالجمهور العباسي الذواق الذي أثبت شغفه بهذا الفن الراقي و ساهم بقسط وافر في خلق جو حميم داخل القاعة.

كما نسجل الحضور الإيجابي للعنصر النسوي في العروض التي دخلت المنافسة حيث أثبتت جدارتها على الركح...

 

وعليه ، فان دورة 2011 كانت فعلا حاملة للمفاجآت في انتظار دورة 2012 وما ستسفر عنه من مفاجآت وإبداعات تأخذ حظّها الوافر من لدنّ المتتبعين والمهتمين .

بقلم : عباسية مدوني- سيدي بلعباس- الجزائر

التعليقات

  1. Image
    اريد المشاركة وشكرا

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية