أخبار فنية

 دعاء النجوم  مولود مسرحي في الأفق

دعاء النجوم مولود مسرحي في الأفق

2188 مشاهدة

" دعاء النجوم"  مولود مسرحي في الأفق

 الرجوع إلى الأصل مع السيدة " فضيلة عسوس"

 

ماتزال المساعي رائدة ومتواصلة لإعادة الاعتبار لوجه مسرحي رائد وأب روحي متفرد ألا وهو

" كاتب ياسين" شعلة المسرح الجزائري.

تلكم الشخصية التي أسالت الحبر الكثير واستوقفت العديد من المبدعين وأهل الاختصاص بغية التعرف أكثر على شخصية بسيطة وذات وزن ثقيل في الفعل الإبداعي.

وتشاء الصدف أن تكون إحدى أفراد فرقته آنذاك سنوات 1973 حين التحاقها بحركة النشاط الثقافي للعمال تحت إدارة " كاتب ياسين " شابة في ريعان الشباب كل تقاسيمها تدل على سيدة موهوبة وممثلة واعدة إنها السيدة " فضيلة عسوس" التي في أعماله  تركيزا  على اللغة العميقة والأفكار ذات النبرة الصادقة ناهيك عن التركيز على البعدين الجمالي والإنساني في أعمق دلالاته الروحية وأهم تلكم الأعمال نذكر منها  " محمد خذ حقيبتك" ،

 " فلسطين المخدوعة"  ، " حرب 2000 سنة"

 و " صوت النساء" وغيرها من الأعمال الرائدة والمتميزة.

وشاءت الأقدار أن تسعى ذات السيدة لتكريمه بطريقة فنية ذات صدق وصفاء من خلال إشرافها على تكوين كوكبة من الشباب نتيجة عقد مشترك بين إدارة المسرح الجهوي وجامعة اللغات والفنون على مستوى ولاية سيدي بلعباس.

المميز في هؤلاء الشباب إيمانهم بقدراتهم الإبداعية بغية معانقة ستائر الركح ، ناهيك عن أن كل واحد فيهم من ولاية معينة من تراب هذا الوطن جمعتهم لغة المسرح ونغمة الإبداع وإرادة الوجود مع سيدة ما تزال حاضرة لتوقع لمساتها الإبداعية بمعية  شباب طموح ، نذكر منهم " جربوع العياش" من ولاية سطيف ، " بن عزة عائشة " و" شرود كريمة" من ولاية عين تموشنت ، " حامد أسماء" من ولاية تيارت ، " شلابي هشام" من سكيكدة ، بالإضافة إلى " بن طرات عبد الله".

مع حضور محلي لكل من : " يسعد نريمان" ، "سفيان مختار" ، " دحو محمد أمين " ، " بن عيسى ميلود " و " بن عيسى أبو بكر" هذا الأخير الذي يشرف على العمل المسرحي " دعاء النجوم" كمساعد مخرج للسيدة " فضيلة عسوس" .

مع تسجيل مشاركة الأستاذ الفنان " حميد " المتميز بإيقاعاته  في محاكاة لوحات العرض المسرحي الذي سيرى النور في القريب العاجل في عرضه العام الأول.

في بداية التكوين أشرفت على متابعة حوالي عشرين شابا وشابة في محاولة تلقينهم أسس العمل المسرحي  ونظرا لظروف بعض الطلبة استقر تكوينها على عينة من شباب أبدووا  استعدادهم لخوض التجربة والمضي قدما.

في تكوينها ركزت السيدة " فضيلة عسوس " على قاعدتين أساسيتين وهما التكوين البسيكولوجي للتقرب أكثر من الطلبة والعمل على إسقاط الأقنعة للولوج إلى نفسية كل فرد.

ثاني قاعدة كانت التركيز على تكوين الجسد والأصوات لاستكشاف خامة كل موهبة والعمل على توجيه تلكم الموهبة في مسارها الخاص بها.

من خلال تكوينها للطلبة  تولد نص عمل مسرحي

من توقيعها حمل عنوان " دعاء النجوم"  الذي ترى فيه إنصافا للأب الروحي " كاتب ياسين" الذي قلدها وسام الفن وقلادة التضحية للسمو بأبي الفنون ، ف " ياسين " كما صرحت كان منبع العطاء الذي ارتوت منه بأسمى معاني الحب والتحدي والنضال .

ف " دعاء النجوم"  إسقاط لعشقه العفيف لـ " نجمة" في ريعان شبابه ، ومحاكاة لحبه الأزلي لنجمة الوطن هو الذي ذاق مرارة القضبان في صباه وتولدت لديه قريحة الشعر وهو بين جدران السجون ، وترجمة حرفية لوطنية حقيقية هو الذي راح يطرح قضايا الغربة والبعد عن حضن الوطن.

" دعاء النجوم" سرد درامي لشعلة المسرح الجزائري ، لوجه ما يزال يشع بعطاءاته  وبتضحياته ، لصوت حفظ القرآن الكريم وترعرع بين مدرسة قرآنية وأخرى فرنسية التي رآها غنيمة حرب ، فالسيدة " فضيلة" تؤكد بأن العرض المسرحي " دعاء النجوم " الذي سيرى النور في القريب العاجل لتتعانق أرواح الطلبة وروح " كاتب ياسين " على ركح كان مأواه ومبتغاه ، تراه تكريما للإنسانية وللوطن ، لأرض المليون ونصف المليون شهيد ، تكريم للتاريخ وللذاكرة ودعوة لاحترام الشهيد كيف لا و" كاتب ياسين " حاضر حول شخصية الأمير عبد القادر في ربيعه السابع عشر ، فالمسرح عنده كتاب مفتوح وسلاح ذو حدين .

وفي " دعاء النجوم " تسقط السيدة عسوس العديد من اللوحات المستوحاة من واقع معيش ، من لب حياة مشحونة بالصراعات  مشدودة بحبال النفاق واللامبالاة ، في محاولة جادة لكسر جدار الصمت ورفع راية التحدي والمجابهة على وقع نغمات إثبات الوجود والأحقية في العيش العفيف ، ليكون عرض " دعاء النجوم" قضية وطن ، تاريخ ورجال ودعوة صريحة لنفض الغبار عن الحقائق المشمعة بالأكاذيب وأقنعة النفاق.

 

عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر

 

 

التعليقات

  1. Image
    مسرحية رائعة جدا أنصحكم بمشاهدتها في أقرب وقت

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية