أخبار فنية

 شظايا ... الشفافية المطلقة

شظايا ... الشفافية المطلقة

1671 مشاهدة

المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة

شظايا للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس

الشفافية المطلقة تسقط الواقع....

على وقع لغة الركح و دراما الستائر الشاخصة بمسرح " محي الدين بشطارزي " ما تزال فعاليات عرس الفن الرابع متواصلة في يومها الرابع لتضرب موعدا مع عشاق الخشبة و ترفع الستائر عن عرض " شظايا " للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس ، العرض المسرحي كان عصارة كتابات شعلة المسرح الجزائري "كاتب ياسين " ليعمل على اقتباس الأستاذ يوسف ميلة
و عمل على تصميم العرض السيد أحسن عسوس  وسط سينوغرافيا جد مميزة للمبدع عبد الرحمان زعبوبي ولمسات الكوريغراف سليمان حابس جسدت الأحداث الدرامية لعرض شظايا السينوغرافيا المتمثلة في مرآة السقف تلكم التقنية المستعملة لأول مرة على مستوى الوطن العربي تطلبت العديد من الجهد و الكثير من الدقة لصعوبة الاستعمال و سحر جمالها.

 " شظايا " الذي جسد الانبعاث من حفرة الموت و العالم السفلي كان ميلادا للغة الحياة و صراعاتها الكوريغرافيا مررت العديد من الرسائل ذات الأبعاد و القراءات المتعددة لتكون لغة الأشباح في عرض " شظايا " مددا آخر في جزر طوفان العبث و اللامبالاة في قارعة النسيان.

" شظايا " بلغة التاريخ ، الضمير و الأمة شرحت واقع شعب ذاق مرارة العبودية ليتشدق  بحبال حرية زائفة شعارها حصد الأخضر  و اليابس لتبقى نجمة متلألئة في سماء حرية منشودة خمد بريقها طمعا في توهج قريب.

بلوحات جسدت صراعا أبديا بين الوجود و العالم التحتي كان لخضر رمزا للوطن المخصب بالدماء و عنوانا لحرية مصلوبة على عمود التغني بالاستمرار، فالعرض " شظايا " كان تكسيرا لكل حرية و لملمة لكل شغف يلوح في الأفق  البعيد.

بالنسبة للسينوغرافيا المستعملة في العرض المعروفة بــــ" مرآة السقف " أكد لنا السيد  "زعبوبي عبد الرحمان"  السينوغراف أنه باعتبار النص شعريا و شفافا كانت السينوغرافيا انعكاسا لكل شخصية جسدت أدواره فكان كل شيء مكشوفا و ساحريا و كان العرض متكاملا من حيث تعامل المقتبس مع نصوص الكاتب و حنكة المخرج في تجسيد لوحاته مع الموسيقى التي كانت روح العرض.

 

و باعتبار السينوغرافيا مرآة السقف تستعمل لأول مرة على مستوى الوطن العربي كانت سدي بلعباس السباقة في استغلالها وهي صعبة التحكم و باعتبار النص المسرحي كان شعرا فتحكمه العديد من المقاييس من حيث البحور و العروض فالإثارة كانت موجودة و هذا ما تعامل معه جمع الممثلين باعتبار العرض تراجيدي  محض فكانت السينوغرافيا مرآة عاكسة لكل هذا و ذاك و برودة اللون كانت من برودة التراجيديا  و هنا تتحكم قاعدة قانون الكتابة.

بشكل  عام السينوغرافيا كانت سلاحا ذو حدين في عرض "شظايا " و عكست العديد من القراءات التي كانت من توقيع جمع الممثلين . 

 من جهته السيد  "بشير لمية "  المعروف ب"باشا" منجز الديكور صرح أنه فخر و شرف عظيمين استعمال سينوغرافيا "مرآة السقف" لأول مرة و الفخر الأكبر عمله جنبا لجنب مع عبد الرحمان زعبوبي الذي منحه الثقة للتعامل مع السينوغرافيا التي عكست العديد من القراءات و طرحت جملة من القضايا والمفاهيم.

و عليه فإن عرض " شظايا " كان ميلادا جديدا لحرية منشودة ف ظل قمع الحقوق و مصادرة الحريات.

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس – الجزائر  

 

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية