المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة
شظايا … للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس
الشفافية المطلقة تسقط الواقع....
" شظايا " الذي جسد الانبعاث من حفرة الموت و العالم السفلي كان ميلادا للغة الحياة و صراعاتها الكوريغرافيا مررت العديد من الرسائل ذات الأبعاد و القراءات المتعددة لتكون لغة الأشباح في عرض " شظايا " مددا آخر في جزر طوفان العبث و اللامبالاة في قارعة النسيان.
" شظايا " بلغة التاريخ ، الضمير و الأمة شرحت واقع شعب ذاق مرارة العبودية ليتشدق بحبال حرية زائفة شعارها حصد الأخضر و اليابس لتبقى نجمة متلألئة في سماء حرية منشودة خمد بريقها طمعا في توهج قريب.
بلوحات جسدت صراعا أبديا بين الوجود و العالم التحتي كان لخضر رمزا للوطن المخصب بالدماء و عنوانا لحرية مصلوبة على عمود التغني بالاستمرار، فالعرض " شظايا " كان تكسيرا لكل حرية و لملمة لكل شغف يلوح في الأفق البعيد.
بالنسبة للسينوغرافيا المستعملة في العرض المعروفة بــــ" مرآة السقف " أكد لنا السيد "زعبوبي عبد الرحمان" السينوغراف أنه باعتبار النص شعريا و شفافا كانت السينوغرافيا انعكاسا لكل شخصية جسدت أدواره فكان كل شيء مكشوفا و ساحريا و كان العرض متكاملا من حيث تعامل المقتبس مع نصوص الكاتب و حنكة المخرج في تجسيد لوحاته مع الموسيقى التي كانت روح العرض.
و باعتبار السينوغرافيا مرآة السقف تستعمل لأول مرة على مستوى الوطن العربي كانت سدي بلعباس السباقة في استغلالها وهي صعبة التحكم و باعتبار النص المسرحي كان شعرا فتحكمه العديد من المقاييس من حيث البحور و العروض فالإثارة كانت موجودة و هذا ما تعامل معه جمع الممثلين باعتبار العرض تراجيدي محض فكانت السينوغرافيا مرآة عاكسة لكل هذا و ذاك و برودة اللون كانت من برودة التراجيديا و هنا تتحكم قاعدة قانون الكتابة.
بشكل عام السينوغرافيا كانت سلاحا ذو حدين في عرض "شظايا " و عكست العديد من القراءات التي كانت من توقيع جمع الممثلين .
من جهته السيد "بشير لمية " المعروف ب"باشا" منجز الديكور صرح أنه فخر و شرف عظيمين استعمال سينوغرافيا "مرآة السقف" لأول مرة و الفخر الأكبر عمله جنبا لجنب مع عبد الرحمان زعبوبي الذي منحه الثقة للتعامل مع السينوغرافيا التي عكست العديد من القراءات و طرحت جملة من القضايا والمفاهيم.
و عليه فإن عرض " شظايا " كان ميلادا جديدا لحرية منشودة ف ظل قمع الحقوق و مصادرة الحريات.
بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس – الجزائر
التعليقات