أخبار أدبية

أمداء خريف بشرى بدر .. في ملتقى بانياس الأدبي

أمداء خريف بشرى بدر .. في ملتقى بانياس الأدبي

1804 مشاهدة

أمداء خريف بشرى بدر

في ملتقى بانياس الأدبي

 

لبت الشاعرة بشرى بدر الدعوة بكثير من المودة ، وهي لا تعنون أيامها إلا بالمودة ..

ورغم أنها لم تكن تعرف الكثير عن هذا الملتقى ، إلا أن المدخل الشعري للشاعر الظريف علي سعادة الذي تولى الدعوة بعد أن شدته مجموعتها ( أمداء خريف ) كان باباً محفزاً هو الآخر للقبول .

لم لا ، ولبانياس ذكرى جميلة في نفسها كما أن هذه الزيارة ستمكنها من محطة عبور ذهاباً وإياباً عبر ( قدموس ) الولادة وعشق التفاصيل الجميلة ..

لم يكن الطريق متعباً من ( سلمية ) حيث الإقامة والهوى ، ربما لأن الرغبة الجامحة التي تجتاح الشاعرة للقاء مجموعة من المتابعين ، قرؤوا ديوانها ( أمداء خريف ) قبل بعض الوقت ليس إلا ، صارعت وصرعت وعثاء هذا الطريق ..

وقبل أن يبدأ الأستاذ الشاعر علي سعادة – رئيس الجلسة ترحيبه ، صباح السبت 22/1/2011  كانت وعلى غير العادة كلمة ترحيب مرتجلة من الأستاذ محمد حسن رئيس المركز الثقافي في بانياس ، الذي أصر أن يكون له كلمة حق تقال في مجموعة شعرية ، قال أن كل ما فيها من تميز وجمال دفعه لافتتاح الجلسة بكل المودة والتقدير لشاعرة تستحق ذلك وبجدارة ..

وأحال رئيس الجلسة بعد توجيهاته العامة وعلى الفور الكلام للشاعرة الضيفة بشرى بدر كي تعرف بنفسها ، فاختصرت ذلك ببضع كلمات لخصت فيها بطاقتها الشخصية والحياتية ، وتجربتها الشعرية التي تأخرت قليلاً بسبب ظروف حياتها التي عمدها الحزن المديد  ..

ثم بدأت تنهمر مداخلات أعضاء الملتقى ، وبدأ الكلام بالمكتوبة منها :

فتحدثت سهام رقية عن تسميات ناجحة للقصائد ، وتجديد وأناقة في المفردة ، ولكن الشاعرة برأيها وقعت في مصيدة الإطالة .

وأشارت دالية .. إلى أنها لم تستطع الفصل بين العام والخاص في القصائد ، وأن الشاعرة جمعت بين أشياء متضادة بألفاظ قوية ، وأن القصائد تتآلف وتتألق ككتلة واحدة ، وتبدو برأيها الشاعرة حساسة مليئة بالإشتعال ، وختمت قولها : ( أهنئك على هذا الخريف إذا كان خريفك ).

وقدم الأديب محمد عزوز مداخلته المكتوبة مركزاً على عنوانها الذي يشي بها ويقود إلى دروب قصائدها ، وتميز إهدائها ، وقدرتها على استكشاف خطوط المستقبل .. ومعتبراً أن الشاعرة نقلت نضجها إلى قصائدها ، واقتبس بعض عناوينها ومقاطعها الهامة ، مشيراً إلى ضبابية بعض القصائد والعناوين ، ومتسائلاً عن أسباب ابتكاراتها في أوزان الخليل ، ومنوهاً بقصائد ( خمسون بارحتْ – تعال صديقاً – إليك ياقدموس – ضياع رعشة قاب شهقتين ) دون أن يغفل الإشارة إلى تراجع المستوى في قصائد المناسبات ، وخاتماً كلامه بقوله ( هي بداية النطق ليس إلا .. وقادمه يحث الخطى كي يلحق بسابقه )

وأشارنوفل عليان إلى أن الجمل ذات لون واحد ، وأن الشاعرة لم تتقيد بمساحة الفكرة ، وقد وظفت بشكل جيد الكثير من اللامألوف .

سمر عبد الرحمن نوهت بالحضور القوي في اللغة ، وأن خريف الشاعرة كان ربيعاً ..

أما الشاعرمروان جلول فقد نوه بالحس الشعري النامي عند الشاعرة أولاً ، ثم أشار إلى قلة الصور الإبداعية في القصائد التي سارت حسب رأيه على نسق واحد معنى وموسيقا ،  ولم ينس أن يعرج على ما أسماها هنات عروضية وإشارات لغوية .

الشاعرمحمد شمه قال أن الشاعرة متمكنة من لغتها ، مجيدة في تعابيرها ، وأن شعرها مندى بعطر الحداثة ، وأشار إلى أن قصائد التفعيلة لديها تسير على وتيرة واحدة . ثم أكمل مداخلته بقصيدة شعرية من وحي ( أمداء الخريف ) وشاعرتها .

وقرأت سمر يوسف فقرات من رواية البرازيلي باولو كويلهو ، قالت أنها تناسب الجو العام لقصائد الشاعرة .

خاتمة المداخلات المكتوبة كانت للشاعر علي سعادة الذي اعتبرها ربيعاً في خريف العمر ، وهو عنوان ينسحب على كل القصائد .. وقال أن الشاعرة استخدمت أسلوباً وعظياً فيها / هي رسالة تربوية بامتياز / مع رغبتها المعلنة للبقاء في الواقع ، ومعلناً أن الشاعرة أتعبته بحزنها المشروع والمبالغ فيه في كثير من الأحيان ..  ولم ينس أن يشير إلى تفوق الشاعرة في الشعر المحكي الذي قدمت به معظم قصائدها ، فالمقدمات على حد قوله أجمل من القصائد ، وأن يعلن أن ديوانها انتهى فنياً عند قصيدة ( إليك يا قدموس ) التي كانت برأيه أجمل القصائد .

وبدأ المداخلات الشفهية الشاعر سليمان الشيخ حسين الذي أعلن وباقتضاب تام أن مقدمات القصائد حدت من حريته في قراءة النصوص .. بينما اعتبرت جنى محمد أن المجموعة تشكل رسالة صادقة في الحياة وأن صورة غلاف المجموعة هو حقيقة ، اللغة عجوز بعض الشيء ، والفكر ينبعث من بين المفردات ..   وأعلنت : أعجبتني مقدمات القصائد والصور المعلنة ، وقفت مطولاً عند طرحها للعلاقة الندية للوصول إلى صديق في قصيدة ( تعال صديقاً ) الشاعرة بشرى بدر سيدة عربية بامتياز ، مقاومة ، والديوان يمثلها بقوة  ..

بدورها إيمان ناصر اعتبرت أن جمال قصيدة ( سادس إصبع في الكف ) في فكرتها ، وأنها كانت تفضل لو أن القصائد ظلت معلقة ( مفتوحة ) إذ أنها غير راضية عن الإكتفاء ، العناوين رائعة وفكرة الغلاف جيدة .. وقصيدة ( على جنح التمني ) عكست فيها حالة من الصوفية .

وفرضت غاندة محمود بحديثها عن صدق الشاعرة في التعبير جواً من الخشوع ، وخاصة عندما أعلنت أنها لم تستطع النوم حتى أتمت قراءة الديوان وأنها رأت أكبر من  معاناتها فيه ، ولكنها عادت وأشارت إلى الصور المكرورة والتعلق الشديد بالماضي .

الشاعر نسيم وسوف من طرفه أعلن بإيجاز : الحزن أصدق المشاعر وقصائد بشرى بدر تعبر عن الحياة  .

واعتبرعلي اسماعيل أن هناك تشابهاً في مواضيع القصائد ، ولكن ذلك لم يلغ المتعة الجيدة .

القاص علي الشاويش قال إن المقدمات عند الشاعرة تنتمي إلى أدب التبرير ، والقصائد طويلة ، هناك تكرار للأفكار ، كمية الألم هائلة ، والرؤية مباشرة ... ويبدو أنه قد كثر عدد المحامين عن الديوان .

وأعلنت  ندى حيدر أن وصف عصر الحريم أعجبها في الديوان ، وأكدت أن هذا الديوان يناسب الأشخاص في خريف العمر .

مجد الدالي اعتبر أن الحزن في القصائد مبرر وأن الشاعرة علمتنا كيف نحب وطننا من خلال قصيدتها ( إليك يا قدموس ) ..

أما لبانة ناصر فقد أكدت أنه تجب محاكمة كل قصيدة على انفراد ، وليس من العدل أن نحاكم القصائد كلها على نسق واحد .

خليل شعبان وبوده المعهود أعلن ( أنمو برأيك )

وختم الدكتور شادي عمار المداخلات بقوله : اعتمدت قصائد الديوان على اللافكرة ، هناك عنوان لافت في قصيدة ( نقرة قبل الهاوية ) ، والقصائد على عكس ما قيل مليئة بالصور ، صور ضخمة ومحلقة تراكمت على شكل غبش .. في قصيدتها ( آية التسهيد ) قدمت صورة رائعة من خلال عبارتها ( سأعود ضلعك ) وكذلك صورة ( تذوق الذوبان ) في قصيدتها ( إليه على الغياب ) . بشكل عام تطفح القصائد بالصور وتقل العبر ، أما الوعظية فهي طبيعية في الديوان وناجمة عن اتهام المرأة في موقعها كامرأة ..

في فقرة الرأي بالمجموعة الشعرية بكلمة أو كلمتين ، أتت عبارات مثل : عبق على عبق – تقليدية معاصرة – غنية بالحزن والصور – تجربة أولى – إعجاب - .....

وكان لشاعرة أمداء خريف رأيها في ما قدمه الحضور من مداخلات ، حيث ردت بالتتابع وبكلمات مقتضبة :

أنا لم أكتف من الألم ، ربما كانت الأفكار قديمة ، حاولت أن أطرح مشاكل الأنثى في مجتمعها ، في قصيدة ( سادس إصبع في الكف ) شطحات صوفية ، تراجعي في قصائد المناسبات كان بسبب الإرتجال في كتابتها ، التجميع السريع أدى إلى عدم التنوع في القصائد ، هناك بعض المباشرة ، في الديوان قصة حياتي ، قيود الأنثى لا زالت قاسية ولذلك كان علي أن أكون تعليمية ، تعمدت أن أشير إلى تشرنق الأنثى حتى في لوحة الغلاف ، سأحاول عصرنة اللغة في أعمالي القادمة ، والمشكلة أنني عندما أكتب لايكون بذهني الاخر ، ربما أكون قد نكأت بعض الجراح عند الآخرين فعذراً ..

كما فندت الشاعرة توضيحاً لما سمي هنات لغوية أو عروضية خاصة أنها مدرسة لمادة اللغة العربية في ثانويات سلمية .. ولا يعقل أن تبيح ذلك لنفسها وتحرمه على الآخرين ..

وفي النهاية ورداً على سؤال حول رأيها في الجلسة وهذا الملتقى قالت : ( كنت سعيدة بمصافحة هذه الوجوه ، كان جواً صريحاً ، كنت أستحق نقداً أكثر .. )

وانتهت الجلسة ولم ينته الود ..

وقعت الشاعرة على النسخ المقدمة لأعضاء الملتقى ، وظلت حميمية اللقاء ترافق الجمع وهو يغادر المكان ، ونسيم البحر يلطف الجو ويرفع من حرارة لقاء هذا اللفيف من الأصدقاء الذين تنبض قلوبهم بالكلمة الساحرة ..

وظلت الشاعرة بشرى بدر تجمل الهواء الذي نستنشقه في طريقنا من بانياس مروراً بالقدموس إلى سلمية ..

 

محمد عزوز

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية