أخبار أدبية

ابراهيم صموئيل في أتون القصة مجدداً

ابراهيم صموئيل في أتون القصة مجدداً

1927 مشاهدة

إبراهيم صموئيل في أتون القصة مجدداً

                             

عندما قدم القاص السوري المبدع إبراهيم صموئيل في السهرة الأخيرة التي جمعته ولفيف من أصدقائه في دار المدى مساء الخميس 26/2/2009 وتخلفتُ عنها لظرف طارئ .. قصته الجديدة ( خريف الإنتظار ) طرت من الفرح ، وعندما أصل إلى درجة الطيران من الفرح ، فإن ذلك يعني أن هناك شيئاً ما أوصلني إلى هذا الفعل رغم أنني لا أخفي تحت ثيابي أي جناح  ..

وصحيح أن الدعوة التي وجهت لي لحضور هذا اللقاء كانت تتحدث عن شيء جديد سيقدمه ابراهيم ، إلا أنني ظللت غير موقن من أن هذا الجديد سيكون إنجازاً قصصياً جديداً .. وأنا اعتبر القصة الواحدة عند كاتب مبدع كابراهيم انجازاً مهماً .. لأنني أعرف أن فترة المخاض عنده تطول ويتخللها الكثير من الألم والتعب والتعرق ..

فقد كان يعلن لي في لقاءاتنا التي لم تنقطع أنه لم يكتب شيئاً جديداً بعد ..، أكتئب وأتساءل :

ترى هل نضب مداد هذا الكاتب الكبير الذي لا يزال قراؤه وأصدقاؤه ودارسو الأدب يتحدثون عن مجموعته الأولى ( رائحة الخطو الثقيل ) بكثير من الإعجاب ، ويتحاورون مطولاً في إبداعه المميز في مجموعته الثانية ( النحنحات ) ويعرج بعضهم على ( الوعر الأزرق ) كتجربة خرج بها قليلاً عن موضوعات قصصه السابقة ، ويشير بعضهم الآخر إلى تألق واضح في ( البيت ذو المدخل الواطئ ) ..؟

وكيف يتوقف كاتب له مثل هذه التجربة وذاك الحضور كإبراهيم ..؟  وقد ترجمت قصصه إلى لغات أخرى وأعيدت طباعة مجموعاته أكثر من مرة داخل سورية وخارجها ..

واستقبله الراحل نجيب محفوظ استقبالاً يليق بقامته ، وكانت له وقفات مطولة مع قامات كبيرة رحلت ( عبد الرحمن منيف – سعد الله ونوس – غالب هلسا – ممدوح عدوان ... ) وغيرهم كثير .. ؟

ولم أكن أستطيع إقناع نفسي بأن وفاة رفيقة دربه الأولى ( ماري ) وراء هذا الإنقطاع .. لأن

 ( ريم ) استطاعت وبتميز أن تكون رفيقة ثانية تكمل الدرب معه ..

وعندما وجه له بعض الأصدقاء سؤالاً كهذا في لقاء موسع في الصالون الأدبي الذي كنت أديره في منزلي بمدينة سلمية منذ عدة أعوام .. قال : أنا لم أعلن توقفي عن الكتابة .. ولكن القصة هي التي لم تعد تقتحمني .. إنها هي من يقرر ذلك .. أسألوها ..

وعاد ابراهيم إلى وجه الحبيبة .. إلى قلمه الذي كان يتهيبه دوماً .. إلى القصة القصيرة ..

كانت الزوايا التي يكتبها في الصحافة العربية بعض قصص قصيرة ، وكنت أشم في أتونها روائح قصص صموئيل .. لكنها لم تكن تشفي غليلي .. وربما غليل بعض أحبائه أيضاً ..

وكيف أرتوي من قطرات .. ومياه النبع تهدر إلى جواري شلالاً من الماء القراح ..

شكراً ابراهيم .. لأنك دفعتني إلى الطيران مؤخراً ..

شكراً إبراهيم .. لأنك ستدفعني أيضاً إلى الأزقة والشوارع وبيوت الأصدقاء وجموعهم .. كي أعلن وبصوت عال ٍ :

( ياعالم .. يا ناس ..  عادت القصة إلى ابراهيم وعاد مدادها إلى قلمه ..)

أظنك تهمس لي من بعيد .. هي لم تهجرني حتى تعود .. إنه شكل من أشكال الغزل المحبب ..

كنت أغازلها من شرفة منزلي ونافذة سيارتي ... أصادفها في دروبي .. تبسم لي .. أشير لها بيدي أن انتظري قليلاً .. تتساءل : متى ..؟

أتجرأ وأدني فمي من أذنها وأعلن موعداً .. ولم يطل هذا الموعد كثيراً ...

 محمد عزوز
سلمية 28/2/2009

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية