مواضيع للحوار

الأطفال والمسرح     زمن الكورونا

الأطفال والمسرح زمن الكورونا

346 مشاهدة

Théâtre Régional de Sidi belabbes

الأطفال والمسرح     زمن الكورونا

#الكاتب والمخرج المسرحي  _مجدي _محفوظ من جمهورية مصر العربية

 

#تواصل منصة " إضاءات في المسرح " للمسرح الجهوي سيدي بلعباس ، انفتاحها على قضايا أبي الفنون ، وتفتح مجدّدا ضمن ملف عددها الحادي والعشرون ( 21 ) قضية مسرح الطفل ، من إضاءة وإثراء الأستاذ ، الكاتب والمخرج المسرحي " مجدي محفوظ "من جمهورية مصر العربية ، والمقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة .

ضمن فحوى مداخلته ، يسلّط الضوء على مجموعة من النقط المهمّة ذات العلاقة المباشرة بمسرح الطفل ، تحت مسمّى " الأطفال والمسرح ...زمن الكورونا " أين يثير من خلال ذلك أهمية المسرح عامّة ، ومسرح الطفل على وجه الخصوص ، معدّدا رسالته وأهدافه التربوية والتثقيفية والفنية ، وكيف للثقافة عامّة والمسرح خاصّة أن يدحض حمّى الهلع والخوف أثناء الأزمات الغير المتوقّعة ، ودليل ذلك جائحة كورونا ، مشيرا ايضا إلى دور الأسرة والمسرح ، مع تقديم سبل تطوير مواهب وأفكار الطفل من خلال تجارب الورش المسرحية .

الكاتب والمخرج المسرحي " مجدي محفوظ " ، عضو اتحاد كتاب مصر

مشرف عام الأنشطة المسرحية بأطفال الشارقة / مدير المهرجان الوطني لمسرح الطفل / حاصل على العديد من الورش المتعلقة بالابتكار للأطفال التابعة للمركز الألماني للتربية والابتكار ، كما أخرج العديد من الأعمال المسرحية لمسرح الطفل والمسرح المدرسي، وأقام العديد من الورش المسرحية المتعلقة بمسرح الطفل والمسارح التعليمية في مصر والكثير من الدول العربية ، كما شارك في العديد من اللجان والمهرجانات محكماً ومشرفاَ ومنسقاً ، عضوا محكما لعدة مهرجانات مسرحية , ومسابقات التأليف المسرحي , عضو تحكيم جائرة الشارقة للإبداع , وجائزة التأليف المسرحي , حاصل علي جائزة النيل للإعلام عن نص ( أمــي لا تتركيني ) ، وحاصل كذلك على عدة جوائز مسرحية , كرم في مهرجانات ومناسبات فنية في مصر وتونس والإمارات ، هذا وقام وشارك بإعداد كتاب الأنشطة المسرحية والذي أصدرته وزارة التربية بدولة الامارات لعامي 2013 , 2014 وصدر له كتاب مزرعة العصافير ( نصوص مسرحية للأطفال ) وكتاب سموكه ومارد المصباح ( قصص للأطفال ) مجموعه قصصية للكبار بعنوان ( ضوء أخضر ) صدر له عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ( جيجي والاي باد / خيال علمي نشر له العديد من القصص في المجلات الثقافية ، وقدّم الكثير من الكتابات للمسرح في الكثير من المجلات والصحف ، له العديد من الاعمال المسرحية تحت الطبع : رواية ايزادورا / مجموعة قصصية للكبار تحت عنوان رحيل / مجموعة قصصية للأطفال .

 

#الأطفال والمسرح ...زمـن الـكـورونـا

#الكاتب والمخرج المسرحي  _مجدي _محفوظ  من جمهورية مصر العربية ، والمقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة

 

مقـــــــــــــــــــــدمة :

تعد رسالة المسرح رسالة هامة للطفل وذلك لقدرتها علي تحفيز الأطفال نحو التقدم والرقي الفكري ، ويعتبر المسرح بداية بل هو النقطة الأولي لانطلاق ثقافة الطفل ، ومن الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل فكرياً واجتماعياً ونفسياً وعلمياً ، وهو من فنون الدراما التي تترك أثاراً إيجابية علي الطفل وتضع بصمة في حياته منذ صغرة ، وذلك لما يحمله من القيم التربوية التي يرغب المجتمع إكسابها للأطفال بل ويساعد في تفعيلها وحث الأطفال علي الانخراط في العمل المسرحي والقدرة علي مواكبة التطورات الكثيرة للحراك المسرحي ونلحظ ذلك جيداً من خلال تجسيد الطفل للشخصيات المتحركة والتفاعل معها ومع أقرأنه من الأطفال ، فالسرح ليس وسيلة تسليه كما يعتقد البعض بل أداءه قادرة علي التغيير من سلوكيات وفكر الطفل وبث الوعي الثقافي التنويري له .

دور مسرح الطفل :

يعد مسرح الطفل من الأنشطة المسرحية التي لها قدرة نحو تنمية العمل الإبداعي للطفل من خلال منظومة فنية وورش تدريبية يتم الاعداد اليها من خلال رؤية وضعت لتحقيق مفهوم الإبداع وتنمية مهارات للطفل من خلال النشاط المسرحي ، وذلك عبر ورش تعليمية وتدريبية تقدم للأطفال تبدأ بتعريفهم بمفهوم الكتابة للمسرح من خلال طرح الأفكار ومناقشتها معهم مع الأخذ في الاعتبار بتفعيل دور المسرح وأهميته في تنمية مهاراتهم ، وغرس القيم الأخلاقية في نفوسهم، وحثهم على تفعيل خيالهم لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم الكامنة في مجال الكتابة وتقديم المشاهد المسرحية، لتطوير مهاراتهم البدنية ، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال التعبير الحر والقدرة على مواجهة الجمهور، وتشجيعهم على أهمية العمل الجماعي بروح الفريق وعقب ذلك قدمت لهم ورش للألقاء وورش للأداء الحركي بعدها تم اختيار الأفكار المناسبة ومناقشتها معهم وتم إعداد حوار مسرحي مناسب لهذه الأفكار وقراءتها قراءة مسرحية مع الأطفال لتكوين مشاهد مسرحية يتم التدريب عليها وتقدمها في عروض مسرحية تحمل الكثير من أفكارهم .

الثقافة والمسرح في ظل الأزمات :

يزداد الهلع والخوف في الأزمات وتشعر الشعوب بحالة من عدم التركيز والخوف الشديد وخاصة في مثل هذا الوباء سريع الانتشار ، وربما نتساءل جميعاً في ظل هذه الأزمة التي اجتاحت العالم فجعلته في ثبات تام ووضعت الحكومات والشعوب في اختبار صعب لمواجهه هذا الوباء ، وكُممت الأوجه وعقمت المدن وأصبح العالم كله في متابعة الإحصائيات علي شاشات التلفاز ليشاهد المتغيرات السريعة التي تحدث علي كوكب الأرض ولا يستطيع الإنسان الانفصال عنها ، إنها تجربة مريرة يمر بها العالم الآن في ظل أزمات اقتصادية وحروب متناحرة استطاع الوباء أن يجعل السكون في البيت هو حصن الأمان ، فالهب مواقع التواصل الاجتماعي لبث الأفكار وبدأ الناس في الحديث عن الخطر المحدق بهم وانتظار الموت ، فلا بد من توجه الحكومات للبحث عن الدور الثقافي والذي يستطيع مساعدتها في كبح جماح هذا الانتشار بعد أن توقف كل شيء ، فقامت المؤسسات الثقافية بالتفاعل وبث البرامج والفاعليات الثقافية للتوعية والقضاء علي الفراغ الذي يواجه المجتمع وأدركت الحكومات الدور الكبير للنشاط الثقافي في المجتمع لقدرته علي تهيئة الشعوب فيما تواجهه من أزمات . وهذا تضمين لمدلولات العولمة والتفاعل العالمي بعد التعمق الكبير لمفهومها والذي جعل هذا التشابك الكبير في المصالح بين دول العالم فلم يستطع أي أحد أن يكون في انزواء عن هذا السياق العالمي ، فتجد نفسك أمام منظومة متكاملة من الاحتياطات التي تُحد من تلك الآزمة والتي ألقت بظلالها علي اقتصاد العالم .

إنّ دور الثقافة في مساندة الشعوب والتصدي لهذا الوباء لن يكون بين ليلة وضحاها فهذا يتطلب قدراً من الوقت فحين تؤهل شعباً للانخراط في التنمية الثقافية والتفاعل مع الحدث بأسلوب متطور فهذا يتطلب فعل ثقافي تتراكم فيه المعرفة ، ماراً بمراحل متعددة حتي يؤهل الإنسان القدرة على التعامل مع تلك المنظورات الحديثة وهذا بالطبع يحتاج لسنوات والكثير من الجهد .

ولقد شاهدت العديد من التجارب علي المواقع والتي كان لها القدرة علي تفعيل الفن لخلق جو مناسب للأطفال وعلي ان يخرجهم من هذا الكابوس المرعب ولقد قمت بعدة تجارب في هذا المجال وكان لها صدي وتفاعل حيث تفاعل الأطفال وكانوا سعداء وطلبوا منا ان يطول اللقاء بهم واصبحوا يواظبون علي المواعيد دوماً وهذا فعل إيجابي نحو الطفل .

دور الاسرة والمسرح :

ارتبط مسرح الطفل بالأسرة وذلك من خلال التجارب المسرحية التي يقوم بها الأطفال محاولاً شد الانتباه نحو الاسرة ومحاولة تشجيع الاسرة له عن طريق حضور العروض المشاركة فيها الطفل ولذا نجد دوماً المسرح مرتبط بحركة المجتمع، ،وبالوعي والقدرات العقلية المختلفة لذا نجد ان الدور التي تقوم به الاسرة نحو الطفل هو دور إيجابي ويساعد ذلك في قدرة الطفل علي الابداع وتقديم الاعمال المسرحية وهو واثق مما يقدم .

تجارب وورش مسرحية :

كيف تنمي موهبة الطفل من خلال الورش التكوينية للأطفال حيت تبدأ بكتابة أفكارهم وإعدادها في صورة مشاهد مسرحية لتنمية قدراتهم الإبداعية ، وأهميته في تنمية مهاراتهم وفتح آفاقهم نحو التفكير والابتكار ، من خلال تقديم أفكار الأطفال وتوظيفيها في مشاهد مسرحية تجسد علي الخشبة ، وحثهم على تفعيل خيالهم لاكتشاف مواهبهم الكامنة في مجال الكتابة فيكون قادر علي التحاور منذ الصغر ، هذا بالإضافة لتطوير مهاراتهم البدنية ، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال التعبير الحر والقدرة على مواجهة الجمهور، وتشجيعهم وحثهم على أهمية العمل الجماعي بروح الفريق ، ومشاركتهم في عناصر العرض المسرحي لصقل مواهبهم وإظهار لمساتهم الإبداعية ، وتعزيز قدراتهم ليكونوا قادرين على تقديم العروض المسرحية في مراكزهم ، ويتعرف الأطفال خلال الورش علي عناصر العرض المسرحي ومكوناته التي تعتمد على الحكاية والشخصيات والأزياء والإكسسوار بهدف تمكينهم من سهولة التفاعل مع النصوص المسرحية ، وتقديم مشاهد وعروض مسرحية تُبرز مهاراتهم علي الخشبة . والتركيز علي الجانب العملي للورشة واستعراض بعض القصص من خيالهم وتجسيدها مما يكسبهم الثقة في التعامل وإبراز طاقتهم الكامنة وقدرتهم علي الارتجال وتكوين علاقة قوية مع أقرانهم من مختلف الفئات العمرية ، لتقديم عروض مسرحية هادفة لا تخلو من أجواء اللعب والمرح والتفكير.

المرحلة الثانية للورش التدريب على فن الالقاء وأهميته في تنمية مهارات الأطفال الإبداعية ، وحثهم على تفعيل خيالهم لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم الكامنة في الإلقاء ، وتطوير مهاراتهم البدنية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال التعبير الحر والقدرة على مواجهة الجمهور، وتدريب الأطفال علي الصوت ومخارج الحروف وعلاقة الجهاز التنفسي بهما ، والذي يساهم بقدر كبير في تكوين الكلمة وإصدار الأصوات عن طريق كم الهواء الداخل للرئتين عن طريق الشهيق والذي يساهم في تقوية الصوت من خلال كم الأكسجين الداخل للجسم والاحتفاظ به لفترات قصيرة تزداد بالتدريبات حتي يتمكن الطفل من القدرة علي الحوارات الطويلة أثناء العرض المسرحي ، وتعرف الأطفال علي تمرينات التنفس وأهميتها في مساعدة جسم الانسان والتفاعل معه ، هذا الي جانب وظيفة الحنجرة والأحبال الصوتية ودورها في عملية الإلقاء ، بالإضافة لتدريبات ثبات الجسد والقضاء علي التوتر أثناء الإلقاء واستمتع الأطفال بالتدريبات العملية والتي كانت تهدف لتمنيه مهاراتهم وتأهيلهم لاكتساب مهارات التمثيل والفنون وفق خطة الورشة

وتختتم أعمال الورش بإعداد الطفل ممثلاً وتدريباته تدريبات عمليه لفهم وجهات النظر المطروحة اليه من الآخرين وذلك بتأدية أدوارهم وتجسيدها عن طريق التدريبات الجسدية الخاصة بذلك وهذا يعتبر متنفساً للأطفال لتفريغ طاقتهم والقضاء علي الخوف والتوتر ، ومساعدة الغير ، والذي يرتكز علي تحفيز عقل الطفل مع الجسد ليستغل عقلة وجسده في الأداء بجانب الصوت ، ثم ينتقل لمرحلة اللعب التمثيلي ، فيجسد ما يشاهده من الكبار وبهذا يكون الطفل قد استطاع أن يحصل قدراً من المعلومات والتدريبات تؤهله للإقدام علي العمل المسرحي بطريقة متميزة ، حيث يقول مارك توين عن أهمية مسارح الأطفال : " أن مسرح الطفل يعد من أعظم الابتكارات في القرن العشرين , انه أستاذ للأخلاقيات والمثل العليا , بل هو خير معلم اهتدت إليه عبقرية الإنسان , لأن دروسه لا تلقي عن طريق الكتب والدراسة بشكل ممل ومرهق , بل بالحركة التي تشاهد فتبعث الحماس وتخلقه , وتصل إلي أفئدة الأطفال التي تعد أفضل وعاء لها . إن كتب الأخلاق يقف تأثيرها عند العقل , ولكن حين تبدأ الدروس رحلتها من مسرح الأطفال فإنها لا تتوقف عند منتصف الطريق بل تمضي إلي غايتها النبيلة " .

لذا فمسرح الطفل يتطلب منا الكثير وذلك لتأثيره وقدرته على تنمية مواهب الأطفال وإحاطتهم بالخيال والمتعة والابتعاد عن الأساليب المباشر والتي تعكس اثاراً سلبية علي الطفل .