مواضيع للحوار

الأمّة العربيّة .. فؤاد معنا..

الأمّة العربيّة .. فؤاد معنا..

1944 مشاهدة

الأمّة العربيّة

 

 

1.         الأمّة العربيّة حسب "الأثنوغرافيا".

2.         الثقافة والدين.

3.         اللغة وعلاقتها بالأمّة.

4.         خاتمة.

الأمّة العربيّة حسب "الأتنو غرافيا"

 

"الأثنو غرافيا": يقولون أنّهما كلمتين يونانيتين أحدهما "أثنوس" ومعناها شعب وَ "جرافيا" وتعني كتبَ          وصفَ. والحقيقة هما عربيّتان قديمتان "أثنو" أصلها "حتنو" وتشمل الأقارب من النساء "الأمّهات" وذلك منذ العصر الأمومي "لعشتار" إذ كان الزواج للتناسل فوضويّاً وقد تحوّلت الحاء إلى ألف والكلمة في القاموس السرياني (حتنْ: خاتن، صاهر، قرن، زوّج،...) وفي قاموس محيط المحيط نجد (خاتنه مخاتنة تزوّج إليه وصاهره والختن: الصهر) وفي الصحاح (الختن: كلّ من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ).

أمّا كلمة "جراف" وهي في الأصل العربي القديم "جلف". في القاموس السرياني نجد (جلف، جلافا: جلف، خرط، نحت، حفر، كتب في الحجر- جليفو: منحوت، منقوش- جليوفو: لوح، سجل- ومن الكلمة كانت "هيروجليفي" أي الكتابة بالنقش أو التصوير على اللوح "لوح الطين". وفي العربيّة الحديثة الجلف: برية القلم، اللوح اليابس. وعلى كل حال المقصود الآن بها "علم السلالات" وهذا ماتفردّت به السلالة العربيّة ابتداءاً من الأم السوريّة الكبرى "عشتار" التي كانت وفي كلّ تجلّي لها تخلق من ذاتها الخصب والإله واستمرّ ذلك بتجليّاتها حتّى "مريم العذراء.

السوريّون العرب هم السلالة الكبرى: جميع مصادر التراث العربي القديم توصلنا للنتائج التالية:

1.         ان المركز الذي شهد خلق آدم العاقل الأوّل كان في إحدى مغاور وسط جبال السراة في شبه الجزيرة العربيّة.

2.         هذا المكان هو المحطّة الآمنة حيث الجنّة الأرضيّة وعين الخلد التي لا يوصل اليها الاّ بالرّوح "جلجاميش".

3.    في جبال السراة (سرت بالعربيّة القديمة) انتشر اولئك السوريون العرب الى ما سميّ بسوريّا الطبيعيّة بما فيها شبه الجزيرة العربيّة ووادي النيل ثمّ الى كافة المناطق الصالحة آنذاك لنشوء التجمّعات البشريّة.. وهنا علينا ان نذكر ما قاله "اندريه بارو" مدير متحف اللوفر الفرنسي.

4.    جميع المؤرّخون أقرّوا بأن الاستقرار والزراعة وُجدَتْ في الجنوب قبلاً وكان الشمال مغطّى بالجليد وانّ تاريخ اوربا كان غامضاً قبل ثلاثة أو أربعة آلاف عام، وكان يحتاج كلّ مئة كيلو متر لمئة عام كي يذوب ومع ذلك يعودون ليقولون أن اوربا أصل البشريّة وكأنّه كانت هناك أمّ اوربيّة تحت الجليد تلد كلّ البشر وانسلّ العرب القدامى من تحت الجليد ليظهروا قبل عشرة آلاف عام في مناطقهم وأمّهم مازالت تقبع تحت الجليد في الشمال.

5.    أمّا بالنسبة للأجناس الكبرى "كانت كلاّ من الأجناس الكبرى تملك مناطق شاسعة جدّاً تشمل عادة عدداً كبيراً من الأثنوسات ذات القربى من وجهة نظر جذورها التاريخيّة".

السلالات الفرعيّة:

تسميات عديدة نعتبرها تزوير مفضوح للحقائق لن نتطرّق إليها مثل (الكلدانيين، البابليين، الأكّاديين،.. الخ) من الأسماء التي جعل منها المؤرّخ المغرض أسماء لأقوام اتّخذت من اسم العاصمة ومناطقهم تسمية للشعب أو القوم.

 بعضها سنتوقّف عندها مثل (السومريون، الساميّون، الفنيقيون، المصريون،الأكراد، البربر).

1.  السومريون: (الألف الرابع قبل الميلاد) نسبة لمنطقة سومر التي تمتدّ من شطّ العرب وتتّجه شمالاً حتّى بابليون عاصمتها نيبور وتضمّ مدن مثل اور، كيش، لغش، سيباز، أجاد فيما بعد. يقول المؤرّخون الغربيون بأنّهم ليسوا عرباً، وحتّى أنّهم قالوا بلغة خاصّة بهم أسموها السومريّة. في حين أنّ السومريين عرباً كانوا في أرض الخليج العربي قبل أن تغمره مياه المحيط فنزحوا حتّى وصلوا الهند شرقاً وغالبيّتهم اتّجهوا نحو الأعلى بموازاة دجلة والفرات، وتلك اللغة التي ألصقوها بالسومريين لم تكن في يوم لغة إطلاقاً، بل الحقيقة التي تؤكّدها المكتشفات أنّها كانت شيفرة دينيّة تعامل بها الكهنة ورجال المعابد فيما بينهم بعد أن كان الكهنة رعاة لمصالح العباد إلى مستغلّين لهم فكان من الواجب أن يتعاملوا بشيفرة لا يفكّ رموزها من كان من خارج أوساطهم.

2.  الساميون: هذه التسمية حديثة ولدت لأوّل مرّة على يد اللاهوتي اليهودي النمساوي (شلوتزر) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتابع بها الغرب لغايات استعماريّة. في حين لم يكن لهذه التسمية من أصول وذلك للأسباب التالية:

أ‌.         سام ابن نوح لم يبتدع لغة ولم يتكلّم غير لغة أبيه.

ب‌.  سام هو أخو يافث وحام فكيف يصحّ أن يقتطع سام من بيت أبيه عرقيّاً ولغوياً ولو كان هذا يصحّ وحسب "بيير روسي" فأنّه ينبغي أن نقول (اليافثيون) وليس الآريون لأن يافث هو الذي نسل اليونانيين والأناضوليين والأوربيين.

ت‌.  كلّ ما ينكشف في الأرض العربيّة من آثار هي آثار عربيّة لا ذكر فيها لـ سام وللساميين وتعود بمعظمها إلى آلاف السنين قبل أن يولد سام.

3.  الفينيقيون: "بيير روسي" من جملة التزويرات المكشوفة والمتهوّرة أن يقولون بأن اليونانيون أطلقوا هذه التسمية على شعوب وُجِدَتْ قبلهم بقيت بلا اسم حتّى أتى من يتصدّق عليهم باسم نسبة للون الأحمر. (سميح قرقماز والجريدة).... في حين أنّ التسمية عربيّة حقيقيّة وتعني المنعّمين المرفّهين ففي قاموس محيط المحيط نجد (فنق: نعم، وعيش مفانق: ناعم ورغيد) (قناع أخو أوزيريس كان أوّل من لقب نفسه بفينيق).

4.  المصريون: المقصود بالتسمية سكان وادي النيل قديماً وحديثاً لكن هذه التسمية ليست سلاليّة فهي لا تدلّ على جنس مستقلّ. فالمصريون بالأصل من جبل السراة والدراسات الاثنية تؤكّد ذلك (ولامجال هنا لتغطيتها). يقول الدكتور محمد ابو المحاسن عصفور: اتباع حوريس وصلوا الى وادي النيل عن طريق وادي الحمّامات واستقرّوا بالقرب من قفط حيث كان الهها "مين" تحرّكوا شمالاً حتّى استقرّوا في غرب الدلتا ثمّ وفدت عليهم أقوام من شرق الدلتا يدينون بنفس الدين ورأى الجميع الهاً في اوزيريس وفي ايزيس إلهة. أمّا تسمية "مصر" فلم تلحق بها الاّ مؤخّراً وذلك أنّ عمراً بن العاص عسكر بجيشه عند قرية في النيل تدعى "بابليون" وفي المكان الذي نصبت فيه (الفسطاط: خيمة القائد عمرو) أمر ببناء بلدة ودعاها "الفسطاط" ثم الـ "مصر" أي البلدة ثمّ جدّدها المعزّ لدين الله الفاطمي ودعاها القاهرة. أمّا الاسم الذي اقترن بمصر فكان "أكبتو"  والتي اقترنت مع "هبقطو" والهاء ابدلت بالألف. لكن الحقيقة أن اليهود من كانوا وراء هذا التزوير الجغرافي حيث لهم مصلحة بمدّ جغرافيا التوراة على مدى أوسع بكثير من الحقيقة. في حين أن "أكبتو" اسم مدينة في الشمال السوري (دناؤو هاجر مع بناته الخمسين الى "أرقوس" وقصّة الذبح لرجالهم ممّا أدّى لنحيب والد الأزواج فدعي بـ "أكبتو" أي الكئيب الحزين ودعيت مدينته بهذا الاسم. وقد استخدم الكاتب السوري "اليوناني" اسخيليو هذه المأساة في احدى مسرحياته ودعاها "دانائيين" وهذه المدينة هي التي مرّ بها الكسندر بن فريام "فاريس" بعد خطفه لـ هيلين وليست مصر النيل الغير موجودة على الطريق بين اسبارطة وطروادة "الالياذه" ومدينة "أكبتو" تقع على الطرف المقابل لكيليكيا السوريّة عند مصبّ نهر عشتار "الدانوب". وهي المدينة التي مرّ بها الاسكندر قبل لقائه داريوس في معركة أسوس في الشمال السوري ولم يبنِ الاسكندرية في مصر النيل حيث لم يطأ أرضها بل الاسكندرية موجودة قبله في الأرض المقدّسة بالآف السنين وبني في الوطن العربي مدن عديدة باسمها.

5.  الأكراد:تجمع المصادر أن الأكراد أشتات من القبائل العربيّة الرعوية التجأت الى الجبال الشمالية الشرقية عن المركز وبقي كلامها شفوياً وباختلاطها مع القبائل المتاخمة الأخرى اكتسبت لهجتها عناصر لغويّة غريبة. يقول المسعودي: أمّا أجناس الأكراد وأنواعهم فقد تنازع الناس في بدءهم فمنهم من رأى أنّهم من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ومنهم من يرى أنهم من مضر بن نزار وأنهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة. وقيل الكثير في أصلهم إنّما الجميع يرجعون أصلهم للعرب.

6.  البربر: هذه التسمية ليست سلاليّة بل وصفيّة لغويّة لرطانتهم بالعربيّة نتيجة لإيغالهم في حياة الرعي القبليّة البعيدة عن المركز.

 

الثقافة والدين

 

مصطلح الدين يُطلق على وعاء العادات والتقاليد ومنظومة الأخلاق التي تربط علائق البشر فيما بينهم منسوبة لأطر علويّة تعوّد الناس على تقديسها عبر آلاف السنين واعتبارها قواعد إلهيّة لا يجوز المساس بها تقود لصلاح البشر في دنياهم وآخرتهم.

فالدين هنا يتداخل كثيراً مع مصطلح الثقافة التي تعتبر الوعاء الفكري المتأتّي عن المعرفة المتّفق عليها في ضمير مجتمع ما والتي تعبّر عن اعتقادها وعقائدها.

فهل الثقافة العربيّة عبر عصورها كانت واحدة أو متجانسة بحيث تعتبر وحدة فكريّة؟

جاءت عقيدة الخصب السوريّة ومنذ عهد آدم بل وقبل آدمنا الأخير، جاءت مقترنة بـ إيل "الله" فكانت أسماء الكثيرين من أبناء آدم مقترنه باسم الله "ايل" (هابيل، مهلائيل، بتوئيل،قابيل..) واقترنت أسماء الملائكة به كذلك (جبرائيل:رجل ايل- ميكائيل:نظير ايل- عزرائيل:مساعد ايل) وحتى يعقوب اتّخذ اسم (اسرائيل: عبد ايل). وديانة الخصب هذه التي ارتبطت باسم عشتار الأمّ السوريّة الكبرى عمّمت على كلّ المناطق التي عمّرها العرب السوريّون. ومازال العالم يحتفل بالأمّ الكونيّة الأم السورية الكبرى عشتار وكان اسم هذا العيد بالعربيّة القديمة (السريانيّة- عيد النيروز ويعني عيد ربّة الأزهار) ومازال يطلق عليه في الساحل السوري "عيد الزهوريّة" وفي مصر "عيد شمّ النسيم" والعالم أجمع يحتفل به باسم عيد الأمّ.

ولم تكن الديانات العربيّة (ديانة الخصب السورية) التي عمّت مناطق انتشار العرب من المحيط الى الخليج وصولاً الى اليونان وروما واسبانيا إلاّ تعبيراً عن ثقافة واحدة تتجلّى تحت أسماء عديدة تعود في أصولها لديانة الخصب العربيّة. وكانوا في كلّ عصر يسطّرون للعالم رسالات انسانيّة دينيّة أكثر العالم الحديث لم يفهمها على حقيقتها أو أنّه متواطئاً مع التزوير والاجحاف الذي لحق بهذه الرسالات من جرّاء التزوير التاريخي الكبير الذي قام به "اوزيب" اليهودي مع قسطنطين والتي عرفت فيما بعد بالسبعونيّة التي شوّهت وحرقت كامل التاريخ العربي القديم واعتبرت التوراة او كما يسمّونه الآن العهد القديم المرجع الوحيد للتاريخ البشري.

وقد عرف العرب ديانة التوحيد قبل اليهوديّة بآلاف السنين "الصابئيين" في غامد وزهران. وحتّى هذه القبائل الرعوية اليهوديّة التي دعت للتوحيد لم تكن إلاّ احدى القبائل العربيّة. وكذلك يسوع المسيح العربيّ السوريّ.

ونرى أنّ الوعي تمثّل في قلق ديني والدين أساس فكري اجتماعي لهم إذ تطوّرت نظرة العرب من عبادة آلهة فرديّة للقبائل إلى آلهة أعمّ وأشمل والى الاشتراك في العبادة في بيوت مقدّسة واتّجهت نحو التوحيد لتتّصل بالتوحيد العربي القديم توحيد لا يتّصل بالمسيحيّة التي تدعمها البيزنطيّة ولا باليهوديّة التي تتمتّع ببعض الحماية الساسانيّة، فقد اتّجهت عقائدهم الى إله أعلى وأسمى من الآلهة المحليّة أطلقوا عليه في غرب الجزيرة العربيّة اسم "الله" واعتبروا ألهتهم وسيطة بينهم وبينه واعتبروا الكعبة بيت الله وأخذوا يحجّون إليها من الجزيرة فصار الحجّ من عوامل الوحدة العربيّة وظهر الرسول (ص) وجاء بالاسلام فكان فيض الروح العربيّة فهيأ الاسلام لهذه الأمّة العربيّة رسالة انسانيّة جديدة اتّجه بها للعالم.

 

اللغة وعلاقتها بالأمّة

 

نقل معلومات الثقافة السلاليّة يجري بأشكال مختلفة ولكن الشكل الرئيسي لهذا النقل هو اللغة "الاعلام الكلامي الشفوي أو الكتابي". وكما يقول الشاعر الفرنسي "جان بيير جان بيرانجيه " (اللغة روح الشعوب وفيها تقرأ مصيرها)

دعونا وبإيجاز نتوقّف لدى هذه الكلمات (آدم- عرب- سريان أو سوريين)

1.  آدم: في أصلها "دمّ" وتلفظ بالسريانيّة "دمو" وتعني الدم الأصل الشخص المثال الشبح المثيل النظير وهي التسمية التي الصقت بالانسان العاقل الأوّل حينما تدخّلت في خلقه "القوّة الالهية" التي هي الروح أو ربّ الأرباب أو رئيس الملائكة أو الرحمن، إذ خلقته على شاكلتها فدعته "المثيل" ومن هذه الكلمة جاءت "دميتا" وهي المؤنث "دمية" في العربية الحديثة أي المثيلة. وهكذا صار "آدم" رباً أي سيّداً وتمرّد أحد الملائكة وبالتالي هبوطه لدار الفناء أي ما حول الجنّة في جبال السراة..

2.     سريان: وهنا نتوقّف عند كلمتي سرّ و ربّ وبالتالي عرب وسوريين:

كلمة "سر" بمعنى السيّد والتاريخ يؤكّد أن البشر من أطلقوا أسمائهم على الأمكنه وليس العكس وبالتالي أتت تسمية "السراة" من "سر" اسم آدم.

فالتسميتان "سر" و "ربّ" باللهجتين العربيتين القديمتين تعنيان (السيّد، المرتفع، المتشامخ...) فلو أضفنا لنهاية كل كلمة منهما حرف "أ" الذي يدل بالعربيّة القديمة الى الثور وهو رمز الاخصاب لأصبحتا "ربأ" تعني زاد وارتفع وكثر وأخصب وبالابدال الشائع بين الألف والعين تصبح "ربعَ" أي أخصب والربيع أي شديد الخصب. "وسرأ" تعني خصب وزاد وسرأت السمكة باضت وسرأت المرأة كثر أولادها. أمّا لو أضفنا حرف الألف رمز الخصب والذي يعني أبناء على بداية الكلمتين لأصبحتا "أ.سر" "أ.رب" أي أبناء سر وأبناء رب والعبارتين تعنيان أبناء السيّد نصل الى أرب أو عرب والى سريان أو سوريين.

والأبجدية العربيّة منذ وجدت كانت اثنتين وعشرين حرفاً (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت) أورد الطبري حديثاً عن ابي ذر الغفاري قال: قال رسول الله (ص) يا أبا ذز أربعة من الرسل سريانيون آدم وشيث ونوح وخنوخ (ادريس). والمستشرقين أنكروا وجود سوريا والسوريين او السريان قبل المسيح وجعلوا الكنيسة السريانية هي أصل السريان وزعموا بالتسمية وقتها للتفريق بينهم وبين الآراميين الوثنيين فجعلوا بذلك "رام" بن سام بن نوح أصل في حين لم الاّ فرعاً ويتكلّم لهجة آبائه وأجداده وهي السريانيّة وكانت اللهجة السريانيّة هي العربيّة القديمة التي يتكلّم بها الجميع الى أن بعث الله محمد (ص) في منطقة العربيّة العرباء فحلّت محلّ شقيقتها وعمّمت عن طريق القرآن الكريم.

 

خاتمة

 

يمكننا تشبيه المركز بنبع يضخّ من موقعه في جبل السراة أبناء العرب في كلّ الاتّجاهات الى الوقت الذي استقر به العرب فوق الرقعة التي تسمّى بالوطن العربي يحملون ثقافة واحدة تجلّت بتجلّيات عديدة تعود في أصولها الى ديانة الخصب السوريّة او العربيّة تلك التسميتان اللتان كانت تطلقان على المجموع او الجزء وتعنيان أبناء السادة أبناء السيّد. إلى الوقت الذي أنشأت فيه أول دولة عربية "سوريّة" من البحر الأعلى الى الخليج والبحر الأدنى الى النيل غرباً والمتوسط مع كريت وقبرص في الألف الرابع قبل الميلاد بقيادة سرجون العربي السوري الملقّب بالأكّادي مروراً بحفيده نارام سنغ حتّى حمورابي العربي السوري الى زنّوبيا. الى دولة الأمويين العربيّة، والتاريخ العربي القديم مليء بتجلّيات الأمّة العربيّة الواحدة.

 ولا بدّ من الاشارة  أن مايقال عنه أعجمياً يقصد به سرياني ولنا أدلّة عديدة منها كلمات أساسيّة في لغتنا العربيّة ممنوعة من الصرف بحجّة أنّها أعجميّة والحقيقة أنّها سريانيّة وليست عرباء وهي لهجة الصحراء التي عمّمت بفضل القرآن. وهذا الجاحظ حين يريد اثبات عروبة اسماعيل يقول: "وقد جعل اسماعيل (ع) وهو ابن أعجميين عريقاً، لأن الله تعالى فتق لهاته بالعربيّة المبينة".وقبل الاسلام كانت الأمّة العربيّة مهدّدة بقوميتين (الساسانية في الشرق والبيزنطية في الغرب) حيث تفرّقت الدول والامارات في العراق والشام واليمن ثمّ تحوّلت إلى حالة قبليّة فوضويّة الى أن توحّدت في ذي قار.

وكان الاسلام العظيم الذي وحّد العرب في أمّة واحدة مروراً بالعهد الأمويّ الذي حافظ على عروبة الراية والولاة الى الفترة العباسيّة التي تجلّت باشعاع الفكر العربي وتصديره كرسالة حضاريّة للبشريّة إلاّ أنّ الاعتماد على غير العرب في تصريف شؤون البلاد أدّى للتغلغل والغزو البويهي (فرس) والغزو السلجوقي (اتراك)  وبعده الحروب الاستعماريّة الغربيّة التي سميّت بالحروب الصليبيّة والصليب رمز الخصب السوري براء منها وكذلك العاصفة المغوليّة وحلول الاستعمار العثماني والغربي فيما بعد الى نكبة فلسطين التي هزّت الوعي العربي بالأعماق على المستوى الشعبي الى هذه الساعة حيث يتجلّى عداء الغرب في العدوان الأمريكي على المنطقة ابتداءاً من العراق واستكمالاً للمخطّط الصهيوني الذي يستهدف القضاء على آخر معاقل القوميّة العربيّة المتجلّي بسوريّة وليس من غرائب الصدف أن تبقى سوريا وحدها المدافعة عن العروبة فكلّما تقول سوري كأنّك تقول عربي لأنّهما تسميتان لمعنى واحد هو  أبناء الربّ أو السيّد.

 

فـؤاد معــنَّـا

 

 

مخطط الدراسة

 

الأمّة العربيّة

دستور: المبدأ الأوّل: وحدة الأمّة العربيّة وحريّتها

                   "العرب أمّة واحدة لها حقّها الطبيعي في أن تحيا في دولة واحدة..."

1.    الوطن العربي وحدة سياسيّة اقتصاديّة لا تتجزأ...

حدود الوطن العربي حسب الدستور: (المنطقة الممتدّة بين جبال طوروس وجبال بشتكويه وخليج البصرة والبحر العربي وجبال الحبشة والصحراء الكبرى والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسّط).

بدايةً نفرّق بين ثلاث مصطلحات

القوميّة العربيّة: تمثّل الوعي والشعور القومي لمقوّمات الأخوّة العربيّة..

الوحدة العربيّة: ثورة تجابه واقع التخلّف والتجزئة والاستغلال بشكليه الداخلي والخارجي..

الأمّة العربيّة: دراسة سلاليّة ثقافية للأمّة العربيّة وطرح السؤال الرئيس من هم العرب وهل هم أمّة واحدة؟

مصادر البحث:

1.         دستور حزب البعث العربي الاشتراكي.

2.         مؤلّفات د. أحمد داؤود "اعتماد كبير على هذا المصدر".

3.         جذور تاريخيّة للقومية العربيّة صادر عن القيادة القومية بتاريخ 1978.

4.         منهاج تثقيفي حزبي.

5.         وعاء معرفتي الجمعيّة.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية