أخبار فنية

الذكرى الرابعة لرحيل الفنان المسرحي عبد الكريم الصالح...

الذكرى الرابعة لرحيل الفنان المسرحي عبد الكريم الصالح...

1507 مشاهدة

يوم الرحيل 25 / 5 / 2008

ينتصب شامخا بانتمائه الأصيل للبادية التي أورثته رؤية الألوان الثلاث الأساس، ومشتقاتها التي تنتج الجديد بامتزاجها مع بعضها، لونا يبحث عن حضوره وسط هذا الطيف اللانهائي من الجمال، من غير صراع، بل بكل سلام ومحبة ومدعاة للتأمل يتماهي مع إحساسنا وإدراكنا ذي البعد الإنساني ...ذاك هو الأخ الصديق "عبد الكريم الصالح –  أبو طلال" الذي جاء من وسط اجتماعيّ يسحره جموح الفرس، والمرياع يقود القطيع للمراعي، على إيقاع موسيقاه الفريدة، ويلبي الكرم عندما تضرم نار القادم لا كضيف بل من أهل البيت مكرما، عزيزا، طلبه سيعود به حتى ولو كان من الصلب.. بكل هذه الصفات الكريمة والإنسانية والمرهونة للوعي المعرفي للوسط الذي نشأ به شاباً يعشق الجديد الجميل..انتمى للمدينة بكل سماتها ومصطلحاتها ولغتها وعاداتها القائمة على وعيّ ينزاح عن ما تربى عليه ضمن بيئة اجتماعية أخرى كلاهما يلتق مع انتمائه للإنسانية.. وتدرج بالدراسة وتناول العلوم والمعارف الإنسانية التي قادته للحراك الفني الذي سحره إنه المسرح، الذي انتمى له ليس فقط كهاوي، بل كعاشق أغراه اللون المنبثق من الصورة تشع بالتمرد والمشاكسة لتوليد الفعل والحدث والفكرة الجديدة المزركشة بالجمال يحقق للجموع المتعة والفائدة ويشحنه بالكثير الكثير من الأسئلة لتفسير وتأويل ملامح المستقبل الأمل..مرت بنا ذكرى رحيلك الرابعة، ونحن أكثر تمسك بالمسرح فن الحياة والحضارة والإنسان..فقد قال بك بكرك الجميل طلال: " في حلقي غصة وفي العين دمعة... تبعثرت كل الكلمات... ضاعت كل التعابير والحكايا تركتنا وحدنا وأنت الذي كنت تخاف علينا من رمشة العين وأنت الذي كنت توجهنا وترعانا وتقدم لنا كل ما نريد.. حتى أننا لم نتحمل أي مسؤولية بوجودك لأنك كنت السند القوي لنا.. كنت الأب والأخ والصديق والرفيق في كل أمور الحياة لكن لا اعتراض على مشيئة الله..لأننا نؤمن بالقضاء والقدر واليوم الآخر ونحمد الله حتى بعد مماتك بأننا أولاد المرحوم عبد الكريم الصالح. وعهداً إننا سنسير على نهجك في محبة الناس واحترامهم لأنك زرعت فينا روح المحبة والإخاء والتسامح... ولا يسعني في نهاية المطاف إلا أن أتقدم بكل إجلال واحترام ومحبة إلى كل من وقف معنا في محنتنا هذه... وأدعو الله أن نقف معهم بالفرح والسعادة إن شاء الله وأن نكون عند حسن ظنك بنا... وكما عهدتنا إن شاء الله رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جنانه . "

وفي حفل تأبينك قال "محمد شيخ الزور – أبو عبدو" رحمه الله، وهو الآن لجوار روحك، التي تحاكيك عبر المسافات التي يختصرها الحب والوفاء.." ودعناه والدمع ملء المآقي أهلاً وسهلاً بكم في حفل تأبين الأخ وابن الخالة المرحوم أبي طلال.. ودعناه والدمع ملء المآقي لنواه النار ملء الكبود.. لكنها مشيئة الله والقدر... عرفته منذ الصغر صادقاً وفياً مخلصاً لأهله وذويه وأصدقائه ووطنه وأمته... كان رحمه الله حنوناً عاطفياً يحترم كل الناس ويجلهم ويعمل على خدمتهم بكل ما يستطيع. كان مضيافاً يرحب بضيوفه حتى يودعهم خارج منزله وإقامته ومكان عمله. . يحسن الاستماع لمن يحدثه بكل احترام، ويحسن الكلام إن تكلم بالمختصر المفيد. وزع نسبه بين أقاربه وأرحامه وأصدقائه ومحبيه ولمن احترمهم وأجلهم. حدثني بعد وفاة زوجته أم طلال وباليوم الثالث من التعزية - إنني لم أنم هذه الليلة نهائياً وأنا أفكر بهذه الحياة الفانية -. ولكن القدر عاجله بعد وفاتها بستة أشهر تقريباً وتبعها لملاقاة وجه ربه. - رحم الله أبا طلال وأسكنه فسيح جنانه".

وهذا نقيب الفنانين الصديق "معمر السعدي" يقول: " حماة لن ننساك من الصعب أن تقف وتتحدث عمن تحب وهو غائب ، من الألم أن تتذكر مناقبه ومحاسنه على مرأى ومسمع من محبيه،، ولكن في النهاية لابد من القول بأننا في نقابة الفنانين نعيناه، بكيناه، فقدناه،........ فقدناك يا أبا طلال ولكنك مازلت تعيش في ذاكرة محبيك، في ذاكرة الخشبة التي قدمت لها خلال مسيرتك الفنية الكثير الكثير وهي بدورها لم تبخل عليك فقد احتضنتك العام الفائت مكرماً « عزيزاً» في مهرجان حماة المسرحي التاسع عشر وقالت: لم أنس انك وقفت بأقدامك الثابتة فوق مسرح خشبي تمثل « مسرحية الشهيد- هلاك بابل- الدراويش يبحثون عن الحقيقة- عريس لبنت السلطان وغيرها» ولم أنس أنك حصلت على العديد من الجوائز بقيت شاهدة على إبداعك وجهدك في إعلاء اسم هذه المحافظة عالياً لن ينساك زملاؤك الفنانون ولن ينساك جمهور المسرح ولن ينساك كل الأوفياء للكلمة والمعنى والمشهد البصري، لن تنساك حماة كلها لأنها فخورة بك".

وهذا رفيق الدرب الفنان المسرحي "يوسف نعمة" يقول لك بضع كلام: " يا رفيق الدرب،يا أوفى الأصدقاء، خطفتك المنية، لأنها هامت بك وأحبتك، واصطفتك دون كل العاشقين. كان لنا مكاناً كبيراً، في قلبك الواسع الرحب، واليوم ، تعد لنا مكاناً ،أكثر دفئاً وراحة، حيث نلتقي.

عزاؤنا بأولادك...طلال، محمد، مرهف، مختار، مخلص

بأحفادك وأنسبائك،  وكلنا أمل وثقة، أنهم سيحملون رايتك، راية الحب والوفاء والإخلاص.

وسيكملون مسيرتك، المليئة بالنضال والكفاح، وسيولد الربيع من جديد، وتحيا الأرض الطيبة

وتورق الأغصان، ويغطي الأفق،  زرقة براقة متألقة.

أبو طلال .. لاتبتعد ... سنلتقي".

 وباسم الأهل والأصدقاء والمحبين نقول لك أنت بالعقل والقلب يا أخي وصديقي "عبد الكريم الصالح – أبو طلال"..

كنعان البني

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية