مواضيع للحوار

السيرة المسرحية بين الذاتية والموضوعية

السيرة المسرحية بين الذاتية والموضوعية

755 مشاهدة

Théâtre Régional de Sidi belabbes

السيرة المسرحية بين الذاتية والموضوعية

#الدكتور _هيثم _يحيى _الخواجة _سوريا

تنفتح نافذة " إضاءات في المسرح " للمسرح الجهوي سيدي بلعباس ضمن إسهاماتها المتعدّدة وفي عددها السادس عشر ( 16) ، على قضية بحثية هامّة يثريها الدكتور " هيثم يحي الخواجة" من سوريا ، والمقيم بالإمارات العربية المتحدة .

الدكتور " الخواجة" في ورقته يثير تيمة " السيرة المسرحية بين الذاتية والموضوعية " ، واضعا الفوارق الدقيقة بين المفاهيم والمصطلحات ، مؤكّدا على أهمية تلكم السير المسرحية والتي تفتقدها مكتبتنا العربية ، مشيرا إلى مدى أهميّة وجود بنك معلومات إثراء للتاريخ المسرحي ، وبين طيّات إسهامه الكثير من المحطات والمحاور الهامّة التي من شأنها أن ترفع اللبس عن قضية السير المسرحية.

"هيثم يحي الخواجـة" باحث و كاتب و ناقد مسرحي و قاص سوري ، حاصل على دكتوراه في فلسفة المسرح ، عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات سورية ( حمص – الحسكة ) و أميناً لتحرير مجلة الملتقى الأدبي ، و رئيساً لتحرير مجلة بلدية رأس الخيمة ، ورئيسا لقسم الإعلام ، ورئيس مكتب الاتصال المؤسسي ببلدية رأس الخيمة. أسهم في تأسيس مجلة الرافد الإماراتية ، ومجلة نخيل ،ومجلة الملتقى الأدبي ومجلة شؤون ثقافية في الإمارات. نال جوائز عدة منها : أفضل كتاب عن الإمارات لمرتين في عامي 2005 – 2009 . وجائزة نقابة المعلمين في سورية ، وجائزة أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ، فرع القصة – المرتبة الأولى- عضو اتحاد الكتاب العرب ، عضو اتحاد كتاب و أدباء الإمارات ، عضو الهيئة العليا لجوائز أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل العربي 1998 – 2010.

حاليا يشغل منصب خبير إعلامي في مكتب الإعلام برأس الخيمة.

له ما ينوف عن ثمانين إصداراً منها :ملامح الدراما في التراث الشعبي العربي 1997 ، العرض و النص المسرحي الإماراتي 2003 ، أطياف من الأدب الإماراتي 1997 ، ذاكرة الأيام مشترك 2005 ، الثقافة في فكر أبناء الإمارات 2005، مسرح الإشارات و التحولات 2007 ، الأعمال المسرحية الكاملة 2008، ملامح الدراما في التراث الشعبي الإماراتي 2009 ، محطات في المسرح العربي 2011 ، المسرح في الإمارات 2014.

نشر في صحف ومجلات ودوريات الوطن العربي منذ أواسط السبعينات وحتى الآن.

الشهادات :

دكتوراه في فلسفة الدراما اختصاص مسرح الطفل.

إجازة في الأدب العربي عام 1974 – 1975م كلية الآداب ، قسم اللغة العربية ، جامعة حلب ، سورية

أخرى:

• من مؤسسي مجلة الرافد - الشارقة1992

• من مؤسسي مجلة الملتقى الأدبي 1991 – رأس الخيمة

• من مؤسسي مجلة نخيل – رأس الخيمة 1996

• عضو هيئة تحرير مجلة دراسات الصادرة عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 2013 حتى عام 2015.

• عضو مؤسس لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة 1999

• عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نخيل (الفن والتراث سابقاً)

• المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات – فرع رأس الخيمة – منذ التأسيس عام 2000

• أمين تحرير مجلة الملتقى الأدبي الصادرة عن مسرح رأس الخيمة الوطني في دولة الأمارات العربية المتحدة منذ بداية عام 1991-1993م.

• أحد مؤسسي مجلة الرافد التي تصدر عن الدائرة الثقافية في الشارقة.

• المحرر المسؤول لمجلة رأس الخيمة – دولة الأمارات العربية المتحدة 1994-2009.

• رئيس مكتب الاتصال المؤسسي من 2009 – 2015م

• .مشرف مادة اللغة العربية في أكاديمية رأس الخيمة 2016 م – 2019م

• خبير إعلامي وتحرير في مكتب الإعلام برأس الخيمة بدءاً من يناير 2020م

المهرجانات:

- مشارك في المهرجان السنوي لشعراء حمص أعوام 1982-1984.

- مهرجان الكويت المسرحي ( أعوام عدة )

- مهرجان أيام الشارقة المسرحية من 1990 – 2016

- مهرجان مسرح الطفل – الجزائر

- مهرجان المسرح المحترف – الجزائر ( أعوام عدة )

- الكتب المطبوعة:

- حركة المسرح في حمص (دراسة وتأريخ) صدر عام 1985م عن مطبعة الروضة.- سورية حمص

- مازال الرقص مستمرا ( مسرحية مشتركة) صدرت عام 1987 عن دار المعارف .سورية - حمص

- ثلاث مسرحيات للأطفال ( القاضي الصغير- القطة السوداء – الفرسان الثلاثة).- وزارة الثقافة دمشق

- معجم المسرحيات السورية ( المؤلفة والمعربة 1865-1989) صدر عن دار طلاس. 1990م

- مسرحيات للأطفال (قرية الأحلام – أسرار المغارة) صدر عام 1993 عن دار الذاكرة.

- درب القمة (ديوان شعر للأطفال) صدر عام 1993 عن دار ملهم /مطبعة الجندول.

- مسرحيتان (مونودراما) (الرجل الذي لم يفقد ظله – إلى من يهمه الأمر) دار ملهم 1993.-سورية حمص

- مسرحيتان للأطفال (مدينة الزهور – أبو ليرة) صدر عام 1995 /دار علا/.- سورية حمص

- مسرحيتان: أ- أسلاك الجمر - دار الذاكرة 1995 ب- المحطة الأخيرة – دار الذاكرة 1995

- مسرحيتان: (مونودراما)

- زهرة عباد الشمس. دار علا 1995

- هجرات عبد الرحمن الكواكبي دار علا 1995.

- الصوت المسافر: (مسرحية ) دار المسار 1996.

- ملامح الدراما في التراث– دار الحياة 1997.

- الكنز/ الحقيبة الملعونة – مسرحيتان للأطفال – دار التوحيدي 1998.

- وسيم يصعد إلى الفضاء – قصة للأطفال – الهيئة العليا لجوائز أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان 1999 أبوظبي.

- السماء التي أمطرت ذهباً – قصة للأطفال- جائزة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان لقصة الطفل العربي1998.

- كيف نعبر كتاب في التعبير الوظيفي والإبداعي لجميع المراحل الدراسية (مشترك) دار الفضائل 1997.

- نقيق الضفادع – مسرحية – دار البحار بيروت 2000م.

- الصوت المسافر – مسرحية – دار البحار بيروت 2000م.

- الوعد الجميل – قصة الأطفال- صندوق الإمارات 2000م.

- شهيق الحلم – مسرحية – مركز الحضارة – القاهرة 2000م.

- نصوص المسرح المدرسي – دار البحار بيروت 2000م.

- إشكالية التأصيل في المسرح العربي – مركز الحضارة – القاهرة 2000م.

- البائع الصغير – قصة للأطفال- دار المناهل – دمشق 2001م.

- محاور في المسرح العربي –وزارة الثقافة في دمشق – المعهد العالي للفنون المسرحية – 2002م

- فضاءات الاسئلة – حوارات في الأدب و الثقافة – دار سكندرون – 2002م

- العرض والنص المسرحي في الامارات (دراسات تطبيقية في النص و العرض المسرحي) – وزارة الإعلام – أبو ظبي – 2003م

- كتاب ( المدينة الموبوءة ) مسرحية صدرت عن دائرة الثقافة و الإعلامفي الشارقة بمناسبة أيام الشارقة المسرحية 12 -22 /3/2003 م2-

- سنابل الضياء ( مجموعة شعرية للأطفال ) 2003 م

- كتاب أطياف الأدب في الإمارات ( دراسة ) دائرة الثقافة و الإعلام في الشارقة 2004

- كتاب ( أوراق في النقد ) القاهرة – مركز الحضارة العربية 2004

- سلسلة أمنيات - قصص للأطفال ( الرحلة الصعبة - جود و الشمس -القرار الصعب – أمنيات - إن لنفسك عليك حقا - راشد الصغير – غريبة - هاني في مأزق - حكاية رباب ....إلخ) حمص4 200

- ( إيقاعات مسرحية ) دراسة في عوالم مسرحية –دار الإرشاد حمص2005

- ( ذاكرة الأيام ) دائرة الثقافة و الإعلام في الشارقة (2005) مشترك

- كتاب (نصوص من المسرح المدرسي) صدر عن دار المناهل – بيروت

- (الظل البديل) مسرحية صدرت عن اتحاد الكتاب العرب 2005

- كتاب ( الثقافة في فكر أبناء الإمارات) – مكتبة الحرمين 2005

- كتاب مسرح الإرشادات والتحولات أطياف من المسرح العربي عن دائرة الثقافة والإعلام الشارقة 2007م.

- أسئلة الخطاب المسرحي – مركز الحضارة – القاهرة 2007.

- مسرحية عودة ورد للأطفال عام 2007م.

- البطة المسكينة – قصص للأطفال – اتحاد كتاب العرب دمشق 2007

- مقاربات مسرحية – دار الانتشار العالمي – القاهرة 2008

- الكتابة بحبر المسرح – دار الانتشار العالمي – القاهرة 2008

- أماه كيف تركت طفل الياسمين – شعر – دار الانتشار العالمي- القاهرة 2008

- الأعمال المسرحية الكاملة – دار ملهم – سورية – حمص 2008.

- ملامح الدراما في التراث الشعبي الإماراتي- مركز الدراسات والوثائق برأس الخيمة- 2009

- مدخل إلى قراءة القصيدة الحديثة- وزارة الثقافة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات – الشارقة - 2009

- القيم التربوية والأخلاقية في مسرح الطفلي سورية – دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة - 2007

- البطل أرنوب قصة للأطفال- وزارة الداخلية – أبوظبي يونيو حزيران 2009 م.

- جمعة الفيروز سنديانة لاتموت – وزارة الثقافة وتنمية الشباب والمجتمع – اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أبو ظبي – الشارقة 2009

- ومضات في المسرح الإماراتي – مركز الدراسات والوثائق – رأس الخيمة 2010

- مشكلات الكتابة للأطفال – دائرة الثقافة والإعلام الشارقة 2010

- معجم مسرحيات الأطفال من البدايات وحتى عام 2007 – دمشق 2010

- سنبقى معكم –قصة للأطفال – وزارة الداخلية – شرطة أبو ظبي 2010

- الدجاجة المحظوظة – قصة للأ طفال - دار زايد – العين -2010

- أنا أحب أمي –قصة للأطفال – دار زايد –العين – 2010

- أيتها الغالية – قصة للأطفال – دار زايد –العين – 2010

- أصدقاء الغابة – قصة للأطفال – دار زايد –العين -2010

- معاً نمثل ونلعب – عشر مسرحيات للأطفال - وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع – 2010

- حكاية صندوق – قصص أطفال – ( أبو الجوائز ، المخترع الصغير ، سيدة قطط القرية ، حكاية صندوق ، دموع خولة الساخنة ، حلم باسل ، مفتاح الخزنة الضائع ، عيد ميلاد عمر - مركز الدراسات والوثائق – رأس الخيمة – 2011

- محطات في المسرح العربي – دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة – 2011

- علي أحمد الدباني ، من رواد العمل التطوعي ، 2011

- مسرح الطفل ، دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة ، 2012

- العصفور الذي فقد جناحيه ،سيرة أدبية للأطفال ، 2013

- ضفاف ، مقالات ، دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة ، 2013

- ملامح الدراما في التراث الشعبي العربي ،نادي تراث الإمارات ، أبوظبي ، 2014

- خمس مسرحيات للأطفال ، ( المستريح أبو المليح – كرات النار – حكاية حسن – سيد الغابة – من يقطف القمر ) وزارة الثقافة والإعلام والشباب وتنمية المجتمع ،2014

- المسرح في الإمارات - بيبلوغرافيا ورؤية – دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة ،2014م

- أدب الأطفال ،وزارة الثقافة والإعلام والشباب وتنمية المجتمع ، أبو ظبي 2014

- القرعة الطائرة ، قصص أطفال ، وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد كتاب وأدباء الإمارات ، 2014

- .العصفور الذي فقد جناحيه ، سيرة أدبية ، بلاتينيوم للنشر ، الكويت ، 2015 م

- المسرح والشعر ، مجلة دبي الثقافية ، دار الصدى ، يوليو تموز ، 2014 م

- لعبة اللغة والدلالة، وزارة الثقافة وتنمية المجتمع، أبوظبي، 2015 م

- مسرح سلطان بن محمد القاسمي، سؤال الواقع والحياة، اتحاد كتاب أدباء الإمارات، 2015 م

- علاء الدين والمصباح السحري – قصة للأطفال – دار الهدهد – 2016م

- أسئلة المسرح المعاصر – وزارة الثقافة وتنمية المعرفة – أبو ظبي – 2016

- سامحني أرجوك – مجموعة قصصية للأطفال – مبادرة 1001 – 2017

- المركبة المزيفة – مسرحية للأطفال – مبادرة 1001 – 2017

- حكاية وطن – نصوص من المسرح المدرسي – هيثم يحيى الخواجة – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية 2019م

- ترنيمة الغلال – شعر أطفال – هيثم يحيى الخواجة - دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- دريد خير الواقدين – حوار لن يحترق مع الدكتور دريد يحيى الخواجة – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- عبد الله محمد السبب شاعر الدلالات والجداثة – دراسة – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- المسرحي أحمد راشد ثاني – إبحار في التجريب والحداثة - دراسة- دار نبطي للنشر – أبوظبي – 2019م

- ابن الشهيد – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- اتنملة لطيفة – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- قطي مشي مني مشي – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- لن أفعلها ثانية – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019 م

- الشريطة الحمراء – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019 م

- الوعد – قصة للأطفال – دار الكنب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- رنيم تنتظر حلمها – قصة للأطفال - دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- مكتبة أحمد والحريق – قصة للأطفال - دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- أنا لاعب جودو – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- البطة الحزينة – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- امتياز – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية – 2019م

- هذا واجبي – قصة للأطفال –دار الكتب والدراسات العربية - الإسكندرية – 2019م

- ما أجمل ذلك اليوم – قصة للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية -2019م

- قصص مرحلة ما قبل المدرسة – قصص للأطفال – دار الكتب والدراسات العربية - الإسكندرية – 2019 م

- مشكلات الكتابة للأطفال – طبعة ثانية ،دار الكتب والدراسات العربية – الإسكندرية - 2019

السيرة المسرحية

بين الذاتية والموضوعية

إذا كانت السيرة تعني أن يتحدث شخص ما عن حياته منذ ولادته حتى وفاته مفصلاً بالوقائع الحياتية والصفات الخلقية والخَلقية ومتوقفاً عند الأهل والأصدقاء وغير ذلك ، فإن هذه السيرة قد تكون ذاتية وقد تكون موضوعية .

والحقّ يقال إن إثارة هذا المحور ووضعه على بساط البحث فيه الكثير من الوعي لأهميته وضرورته .

أعود إلى القول : إن مثل هذه السير تفيد القارئ والباحث على السواء ، لكن السؤال الملحاح إلى أي حد اهتم المسرحيون بسيرهم الذاتية ؟

 وهل نجح الكتاب والنقاد والمبدعون بكتابة سير موضوعية مفيدة ؟.

وعلى الرغم من أهمية السير المسرحية الذاتية التي يكتبها المسرحيون عن أنفسهم فإننا – وللأسف – نجد مكتبتنا المسرحية لاتتضمن الكثير من هذه السير . ففي سورية مثلاً قلة هم الذين كتبوا سيرتهم المسرحية الذاتية أمثال المسرحي مراد السباعي ، والدكتور حمدي موصللي ،ووصفي المالح وغيرهم.

وقد حدثني أحد الأصدقاء أنه في مصر توجد سير مسرحية ذاتية لكنها تبقى قليلة وتابع يقول أذكر بأن فاطمة رشدي كتبت سيرتها وكذلك يوسف وهبي ،وسليمان القرداحي ونتيجة التقصي عرفت بأن المسرحي سمير العصفوري أصدر كتابا بعنوان ( المسرح وأنا ) عام 2014 تضمن سيرته المسرحية وأن المسرحي العراقي يوسف العاني أصدر كتابا بعنوان التجربة المسرحية معايشة وحكايات بيروت 1979 وأن المسرحي سامي عبد الحميد أصدر كتابا عنوانه ( تجربتي في المسرح ) واللافت أن تجربة الطيب الصديقي كتبت من خلال الحوارات التي أجريت معه من قبل سالم أكويندي .

والبعض لم يفرق بين السيرة والمذكرات ، أو أنه دمج بينهما ،وهناك سير تتعلق بالسينما والفن عموما.

ولا ريب في أن المسرح والإبداع يخسر خسارة كبيرة لعدم وجود مثل هذه السير في مكتبتنا العربية ، لكونها تعكس نضج التجربة و تمد المسرحيين الشباب بالعبر من جهة وبالتواصل المسرحي بين الأجيال ، هذا عدا عن الفوائد والخبرات التي يستقيها القارئ من قراءة تجارب الآخرين .

إن غنى التجربة يسهم في دفع مسيرة الفن إلى الإمام ، وإن التجارب الفنية تدعم تاريخ الحركة المسرحية في بلد ما ، وإذا أضفنا إلى ذلك دقة المعلومة والدفء والمصداقية توصلنا إلى التأكيد على أهمية السير المسرحية الذاتية في التأريخ للمسرح خاصة ولحضارة المكان عامة .

من منا لا يتوقع سيراً متفوقة وغنية كتبت بيد سعد الله ونوس أو محمود دياب ، أو يوسف العاني ، أو رياض عصمت ،أو فؤاد سليم ،أو عبد الفتاح قلعة جي ، أو فرحان بلبل ، أو الطيب الصديقي ، أو الطيب العلج أو أحمد عبد الحليم ، أو سعد الدين وهبه ...إلخ

يذكر أن اتحاد الكتاب العرب بدمشق أصدر مجموعة كتب تحت عنوان (أدباء مكرمون ) وقد كانت عبارة عن سيرة موضوعية كتبها مجموعة من الأدباء عن: وليد فاضل فرحان بلبل عبد الفتاح قلعجي د. علي سلطان مصطفى صمودي محمد إسماعيل بصل جوان جان د. محمد قارصلي وليد إخلاصي سعدالله ونوس ممدوح عدوان ..إلخ

ولعل الآن العمل على إنشاء بنك معلومات من ذاكرة الأهل والأصدقاء ومن عاصرهم تفيد في توثيق معلومات يمكن أن تكون جديدة لا نعرفها وتسهم في إثراء تاريخنا المسرحي .

السيرة الذاتية :

في سورية كتب المسرحي مراد السباعي سيرته الذاتية في كتاب عنونه بعنوان (شيء من حياتي ) على الرغم من أن السيرة لم تتأطر بتاريخه المسرحي فقط ،بل شملت حياته الإبداعية في كتابة القصة وحياته الاجتماعية أيضاً .

ولد الكاتب مراد السباعي في حمص عام 1914 ولم يكمل تحصيله الدراسي والتفت إلى الاهتمام بإبداعه فكتب المسرحية في بداية الثلاثينات وكتب القصة في أواسط الأربعينات وشكل فرقة حمص المسرحية عام 1960 بتكليف من وزارة الثقافة وغدا مديراً ومخرجاً للفرقة حتى عام 1965 نال جوائز عديدة من أهمها جائزة مسابقة المجلس الأعلى لرعاية الفنون الآداب في القطر السوري عام 1961 عن مسرحية شيطان في بيت. ومن خلال السيرة الذاتية نلتقط ملامح مجتمع اقتصادياً وفكرياً وإبداعياً ونعرف أنه واحد من أهم رواد الحركة المسرحية السورية والقصصية ، وأنه واحد من الذين ساهموا في تأسيس نادي دوحة الميماس عام 1930 كما نتعرف إلى جمهور المسرح وإلى ندرة الممثلات باعتباره كان يأخذ دور الإناث في بعض العروض المسرحية (بازيليد الحسناء) وأن المسرح لم ينفصل عن السياسة وأنه كان وسيلة نضال ضد الاستعمار الفرنسي وكان أيضاً يحمل رسالة فكر ووعي وتحريض.

كما نتعرف إلى أن المسرح في سورية بدأ في الدور القديمة في حمص ، وأن المسرحيات منها ما كان طويلا ومنها ما كان فصلاً واحداً ومنها ما كان ذهنياً ومنها ما كان يعرض أيضاً .

ومن أهم المسرحيات التي كتبها : شيطان في بيت ، ضابط عثماني ، قطعة الدانتيل ، معركة في طاحون سجين الدار ، أنت أبي ، ضحية الخادم، ابن الأرض ، مضحكات الأقدار ، الحاج عبد القادر ، سكرة ، وجوه وأقنعة ، سباق في مسبح الدم وغير ذلك ، إضافة إلى عشر مجموعات قصصية .

وقد علمت مؤخرا بأن المسرحي الدكتور حمدي موصللي والمسرحي محمد بري العواني كتبا سيرتهما المسرحية بنفسيهما

السيرة الموضوعية :

مما لا شك فيه هو أن السيرة الموضوعية أو ( الغيرية ) تختلف تمام الاختلاف عن السيرة الذاتية ، فالأولى تنهل من المصب الرئيس ومن صدق المشاعر وتتضمن الدقة ، وتتسم بالعمق .

أما السيرة الموضوعية ، فعلى الرغم من دقة بعضها ومصداقية بعضها الآخر ، إلاّ أنها لا يمكن أن تصل إلى مستوى السيرة ( الغيرية ) والذي يجب أن نعترف به هو أن الكثيرين لا يحبون أو يمكن أن نقول يرفضون السيرة الذاتية حتى ولو كانت في مجال المسرح لكونها تفضح أشياء لا يرغبون الإفصاح عنها ولكونها تقلل من مستواهم الذي يعيشون فيه أو لأنها فارغة شحيحة أو لأنها قد تسيء لأشخاص لا يرغب كاتب السيرة الإساءة إليهم لسبب ما .

كل ذلك وغيره قد يقف عائقاً في كتابة السير ولهذا نضجت وكثرت السير التي تتحدث عن المبدع بأقلام المتابعين والباحثين ،بعضها دقيق والبعض الآخر منحاز أو متطرف وفي كل الأحوال لا يمكننا نكران الفوائد التي نجنيها وجنيناها من هذه السير .

في حوار للمسرحي مراد السباعي قال فيه لقد كنت صادقاً في كتابي ( شيء من حياتي ) إلى حد بعيد ولكنني أغفلت أشياء لا أود ذكرها .

وهذا يعني أنه حتى السير الذاتية يمكن أن تحجب أموراً لا يرغب الكاتب بنشرها .

أما في السير الموضوعية فالأمر مختلف ، لأن كاتب السيرة لديه طموح أن تكون سيرته متميزة ومتفردة ، فنراه يبحث ويتقصى ويدقق ، لكي يحقق هذا الهدف .

في كتابي حركة المسرح السوري حمص انموذجاً كتبت جزءاً من سيرة بعض المسرحيين في مدينتي حمص فتوقفت عند داوود قسطنطين الخوري 1860-1939 الذي كان صديقاً لأبي خليل القباني والذي خاض تجربة الكتابة المسرحية منذ عام 1891 .

كما كتبت عن رضا صافي رائد المسرح الطفلي في سورية ، الذي بدأ الكتابة عام 1931 وكانت حصيلة إبداعه في هذا الفن اثنتي عشرة مسرحية .

وكتبت عن المسرحي فؤاد سليم الذي كتب أكثر من ثمانين مسرحية عرض الكثير منها بنفسه باعتباره كان مؤلفاً ومخرجاً 1916-1972 ومن هذه المسرحيات : عمر المختار – المتنبي – ولادة – مصرع أبي مسلم الخراساني – همس الشيطان – شهداء العروبة – ضحايا الذهب – الضرير – حصار شيراز ...إلخ

ويعد المسرحي فؤاد سليم من رواد المسرح السياسي وهو أول من استخدم أسلوب الإعدام بطريقة جد فنية في مسرحية عمر المختار ، ومن الذين كتبت عنهم المسرحي المعروف فرحان بلبل (1937) الذي بدأت تجربته المسرحية عام 1969 بمسرحية الجدران القرمزية وما زال يعمل ويعد من أهم الكتاب المسرحيين في الوطن العربي ، ومن مسرحياته: العشاق لا يفشلون ، القرى تصعد إلى القمر ، لا تنظر من ثقب الباب وغير ذلك الكثير .

بقي أن أشير إلى أن ما كتبته عن المسرحيين مراد السباعي ورضا صافي يتطابق مع ما جاء في سيرتهم المسرحية وذلك يعود لحواري المباشر معهم ولقرب الفترة الزمنية بين مؤلفاتهم وتأليفي لكتابي .

إن العروض التي تناولت سير المبدعين ، أيضا ، قليلة ،وإذا كانت مثل هذه العروض نادرة في المسرح العربي فإنها أخذت حقها في المسرح العربي ، ويكفي أن أذكر في هذا المجال مسرحية إديث بياف التي تناولت حياة إديث المليئة بالألم والإبداع ،وقد عرضت على مدى ثلاث سنوات على مسرح مدينة استوكهلم ونالت إعجاب المشاهدين

في هذا النوع من العروض يتم بناء النص وجمالياته بالاستناد إلى حالة التشويق والتركيز على أحداث مهمة في مسيرة المبدع .

ولا ريب في أن الفرق بين ما يعرض على خشبة المسرح وبين النص المكتوب يكون واضحا ، وفي المسرح العربي كتب فؤاد سليم مسرحية المتنبي تناول فيها حياة هذا الشاعر الكبير ، كما كتب مسرحية ولادة تحدث فيها عن حياة ولادة بنت المستكفي مع الشاعر ابن زيدون ،وقد عرضت المسرحيتان في الستينات ونالا إعجاب الجمهور ، وألف نديم صوالحة مسرحية ( استراحة على متن الريح ) تحدث من خلالها عن حياة الأديب العربي جبران خليل جبران وعن أهم المحطات في حياته سواء أكان ذلك في بشري في لبنان أم في بوسطن الأميركية وباريس الفرنسية وكذلك نيويورك .

إننا – بحق – بحاجة ماسة إلى السير المسرحية الذاتية ،وكذلك إلى السير الموضوعية ولا يمكن أن نتجاوز هذا الرأي دون أن نوصي ونقترح بأن يصاحب المهرجانات المسرحية وبعض الاحتفاليات والندوات والورشات كتباً تتضمن سيراً لمسرحيين غابوا ورحلوا ولهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، إضافة إلى مسرحيين ، ندعو لهم بطول العمر يستحقون أن ننير على تجربتهم .