أخبار فنية

الفنان السوري " فادي كامل الصباغ " فنان متعدد المواهب وطموح لا حدود له

الفنان السوري " فادي كامل الصباغ " فنان متعدد المواهب وطموح لا حدود له

2808 مشاهدة

                                     المنتدى المغاربي الثاني للحلقة الشعبية

الفنان السوري " فادي كامل الصباغ " فنان متعدد المواهب وطموح لا حدود له

حينما تتحدث إليه يتراءى لك للوهلة الأولي هالة من الطموح  والإصرار الجادين ، لا لشئ وإنما المضي قدما نحو

تحقيق هدف معين من أولوياته المساهمة ولو الجزئية في النهوض بالفعل الثقافي والفني ببلد الشام ، كيف لها وهو

كغيره من شباب الألفية يسعى لتخليد إحدى بصماته في عالم لا يعترف إلا بالملموس.

انه الممثل والمخرج المسرحي السوري " فادي كامل الصباغ"  ذو الربيع الثاني والثلاثين ، متحصل على شهادة

بكالوريا أدبي عام 2001 ، هذا التخصص لم يثنه من الولوج الى عالم الفن والثقافة والإبحار في أسرارها وتذوق

بعض مرارتها والإحساس بمدى اللذة المرجوة جراء انجاز فني معين .

ميولاته الفنية جعلته ينجز الكثير من الأعمال المسرحية سواء كممثل أو مخرج مسرحي ، لتكون الوثبة الأولى

منذ سنوات 1993 الى غاية 2009 ، بالتحاقه بالعديد من الفرق التي شاركت بالعديد من التظاهرات والمهرجانات ،

نذكر منها " حمام روماني " ، " رجال النواعير" ، " كونشرتو 2 " ، " منمنمات تاريخية " ، " تراجيديا السقوط "

" كلام الليل " بما في ذلك بعض العروض الموجهة للطفل، كل تلكم الأعمال شاركت بالعديد من المهرجانات

الموزعة هنا وهناك سواء محلية أو عربية دولية.

كل تلكم الأعمال والمشاركات جعلت ميولاته وآفاقه  تتسع ، ليخوض التمثيل تارة والإخراج تارة أخرى وليجمع

بين الاثنين مرات عدة ممثلا ومخرجا ، الأمر الذي أهله ليعانق عدسة السينما في العديد من المسلسلات كممثل

في مسلسل " هولاكو " ، " الظاهر بيرس" ، " حد الهاوية " ، " جبران خليل جبران " ، " القدس أولى القبلتين " ،

" لورانس العرب " ومسلسل مشترك بين دولتي سوريا وليبيا بعنوان " سلمى" .

تجربة الإخراج خاضها تحديدا منذ سنة 2001 مع تجربة لمسرح الطفل في " الجزيرة الخضراء" والذي شارك في

مهرجان حماة المدرسي ، سنة 2002 أشرف على اخراج " اللغز والعرش"  ليستمر عطاءه الإخراجي بعرض

" عواء في المنزل المتهدم" الذي شارك في مهرجان الشبيبة الفرعي بحماة والمهرجان القطري للشبيبة،

عام 2004 أشرف على مشروع تخرج دورة إعداد ممثل بحماة دائما ، وسنة 2008 أقدم فيها على اخراج عرض

" للشاطر مرحى" الذي وزع بجميع مدارس محافظة حماة، لتكون سنة 2009 مرحلة لإخراج عرض

" كلام الليل " التي كان بها ممثلا كذلك وشارك العرض بأيام مكرة للمسرح المغاربي بولاية سيدي بلعباس 2009 ،

مهرجان الماغوط المسرحي بسلمية ، وتظاهرة 24 ساعة مسرح دون انقطاع في الكاف بتونس2010 .

خاض تجربة التأليف سنة 2002 بإعداد مسرحي لحكاية " أليس في بلاد العجائب " ، تجاربه في حقل التمثيل

والإخراج وسعت شغفه ليدق باب التقنيين في تصميم الاضاءة في العديد من الأعمال المسرحية منذ 1999 الى غاية

2000  من تلكم الأعمال " حدث ذات مساء" ، " هواجس مسرحية " ، ابن الحداد " ، " الحقيقة ماتت " وغيرها

من الأعمال الرائدة.

مسيرته الفنية الحافلة توجت بحصاد العديد من الجوائز التي من شأنها تحفيزه وضمان استمراريته منها جائزة أفضل

عرض في " الجزيرة الخضراء " 2001، " اللغز والعرش " 2002 ، و" عواء في المنزل المتهدم " 2003 

ذلكم العرض الذي افتك جائزة أفضل اخراج ، وجائزة ثالث أفضل عرض في المهرجان القطري سنة 2004 ،

وفي " حكي القرايا وحكي السرايا " حصد جائزة أفضل  ممثل أول ، وجائزة أفضل ثاني ممثل في مهرجان حماة

المسرحي التاسع عشر عام 2006 عن عرض " اللص الشريف " ، وعرض " كلام الليل " حصد جائزة واحد من

أفضل أربع عروض بمهرجان أيام مكرة للمسرح المغاربي بسيدي بلعباس .

بالإضافة الى إعداده العديد من البرامج التلفزيونية للتواصل مع الطفل منها حصة " تعالوا نمثل" و" حكايا عن قرب " 

على القناة التربوية السورية ، وبرنامج " دنيا الأطفال" بقناة الدنيا .

حاليا " فادي الصباغ " يدير فرقة " أبيفانيا" على مستوى محافظة حماة  التي رأت النور شهر فيفري من السنة

الجارية ، وحسب ما أدلى لنا به ذات المتحدث فالفرقة سميت كذلك نسبة لأحد الملوك اليونانيين قبيل الميلاد

الذي عمر بمحافظة حماة إحدى المدن القديمة جدا بالشام والتي تزخر بالتراث المادي واللامادي ،وذلك الملك في

تلكم الحقبة الزمنية الغابرة كان ممن خدموا حماة وجعلها رائدة ، لهذا جاءت الفكرة لتأسيس الفرقة في محاولة

الرقي بمحافظة حماة فنيا وثقافيا واعمارها من شتى الجوانب التي من شأنها أن تجلعها من بين المدن في الطليعة.

تأسيسه للفرقة لم يأت من العدم وإنما جاء نتيجة تعدد مشاربه واهتماماته ليركز كل اهتماماته بالدرجة الأولى حول

مسرح الطفل الذي يعتبر أساس تحضير مجتمع تربوي ومثقف بالدرجة الأولى، باعتبار ذاك الكائن اللبنة الأولى

في بناء أي مجتمع وسلاح ذو حدين بغية ارتقاء سلم الوجود، من ثمار تلكم الفرقة لحد الساعة ميلاد

مجموعة من الأعمال المسرحية منها " رسالة من السماء"، " الحارس الأمين " في مسرح العرائس،

" الطبع يغلب التطبع " ، كما صرح لنا أن للفرقة آفاق واعدة من أولوياتها تحضير الأساس الأولي المتين لثقافة

مسرحية هادفة وذات أبعاد مشرفة مع رسم خطة من لدن أعضاء الفرقة والمتمثلة في تحضير أربعة أعمال مسرحية

للكبار على مدار السنة، بهدف إرساء ثقافة مسرحية هادفة  من شأنها تحديد المسار العام للفن الرابع لا سيما وأن

المسرح لغة كل أمة ولسانها الناطق.

وللفرقة عدة مشاريع من المنتظر أن تدخل حيّز التنفيذ في القريب العاجل جدا ، وهي مشروع " السبت فرح

الطفل" مساء كل يوم سبت وهي فرصة هامة للتعاطي مع شريحة البراءة في محاولة اكتشاف المواهب ودعمها

في المستقبل القريب جدا، ناهيك عن مهرجانات ذات طابع عربي ومغاربي وحتى دولي ، كمهرجان ربيع حماة الذي

من المنتظر أن تجرى فعالياته بالهواء الطلق بمحاذاة نهر العاصي، لتكون العروض المسرحية ذات صلة مباشرة

بالطبيعة ، مع رسم مخطط في الأفق لليالي المسرح الكوميدي الذي نأمل أن يكون دوليا ، مع رص أسس لمشروع

أبيفانيا المسرحي وهو مشروع دولي ذو طابع مشرقي ومغربي في محاولة مد جسور التواصل مع الضفة الأخرى ،

وبعث ثقافة مسرحية هادفة من شأنها ذات أبعاد وآفاق واعدة.

وعن مشاركته في المنتدى المغاربي الثاني للحلقة الشعبية بعاصمة المكرة أكد لنا أنه لابد من توجيه خصوصية

هذا المنتدى ، فالحلقة الشعبية ذات أصول فرجوية بالدرجة الأولى ، وذات ملامح لابد من تحديدها ، والجميل بمدينة

سيدي بلعباس هو العمل على إعادة إحياء مثل هذا التراث ، لكن لابد وأن يتم ذلك ضمن دراسة علمية فملامح

القوال تحكمها الفرجة بالدرجة الأولى ، فالحلقة في حد ذاتها حالة جماهيرية يلزمها بعد جمالي آخر من

حيث الشكل والمضمون ، فالقاعدة الأساسية للحكواتي تكمن في تمكنه من خلق جسر تواصل مع الجمهور المتلقي

وحنكة القوال تكمن في تمكنه من إسقاط الواقع المعيش والرهانات الجديدة في قالب الحكاية الشعبية لتحصل الفائدة ،

فالعلاقة بين الراوي والمتفرج علاقة حميمية لابد وأن تأتي ثمارها فالفن استهلاكي تحكمه ظروف خاصة من شأنها

تحقيق ذاك التفاعل الفني، والبحث الجاد عن الأشكال الفرجوية المناسبة للتمكن من بعث الفكرة ليتم استقبالها أو

رفضها .

وعليه ، فان الفنان " كامل فادي الصباغ" يسعى للتواصل مع كل مشارب الثقافة والفن ، ويؤمن بضرورة التغيير

الذي ينبع من تحديات ذات أسس ،ويرى لزاما توطيد العلاقة مع الآخر لتحقيق الغاية والهدف المنشود .

بقلم : عباسية مدوني-سيدي بلعباس- الجزائر  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية